تولى الدولة اهتماما كبيرا بمعالجة قضية الأمية، لما لها من آثار اجتماعية واقتصادية وسياسية قد تؤثر على تقدم المجتمع ورقيه، وتعوق عمليات التنمية المستديمة، وإحداث نقلة حقيقية فى مجالات العمل المختلفة، لاسيما أنها تعد أحد أهم وأخطر المشكلات التى تواجه الدول النامية فى الوقت الحاضر.
ومن هنا فإن الدولة قامت بإعداد خطة لمواجهتها والقضاء، عليها من خلال تفعيل بروتوكولات التعاون الموقعة بين وزارة التربية والتعليم «هيئة تعليم الكبار» والجهات المختلفة للوصول إلى هدف «قرية بلا أمية».
الدكتور عاشور عمري، رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار ومحو الأمية، يقول إنه يتم إعداد إستراتيجية سريعة لمحو الأمية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومجلس الوزراء والجهات الرقابية لمسايرة خطط التنمية فى الدولة.
ويضيف أن الهيئة تلقى دعما كبيرا من الدولة وتكثف جهودها بالتعاون مع شركاء الوطن، لإعلان مصر خالية من الأمية عام 2030، من خلال إستراتيجية قوية تتوافق مع خطة الدولة، مشيرا أن الهيئة تسعى لمحو أمية 500 ألف أمى دارس فى فصول محو الأمية خلال العام المالى الجارى 2019-2020.
ونوه بأن نسب الأمية انخفضت فى مصر 18% عن العام الماضي، مشيراً إلى أن تضارب الأرقام والإحصائيات جاء نتيجة أن أكثر من جهة تقوم بحصر عدد الأميين، كالجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، والمجلس القومى للسكان، ووزارة الصحة، علما بأن أعداد الأميين تختلف نتيجة الهجرة بين المحافظات ومحو أمية بعضهم، وهذا يحدث تغييرا.
وتابع قائلا: العقبة الأولى فى مجال تعليم الكبار هو عزوف الشخص عن التعلم نظرًا لكبر سنه، ومن أجل ذلك نبحث الآن فى إيجاد حوافز حقيقية لالتحاقه بفصول محو الأمية»، ونحاول تعليم الدارسين صنعة أو مهنة حرفية أو يدوية بفصول محو الأمية، واستطاعوا منه أن يصلوا للمرحلة الجامعية وما بعد الجامعية، ومنهم من فتح مشروعا بناء على ما تعلمه بفصول «محو الأمية»، مشيرا إلى أن معظم الأميين من السيدات والفتيات، وكذلك معظم من يلتحق بفصول محو الأمية من السيدات والفتيات.
وأشار إلى أنه تم تفعيل مبادرة «من الأمية إلى الكلية»، وأن هناك نماذج من الأميين وصلوا للماجستير والدكتوراه، مشيرا إلى أن هيئة تعليم الكبار تعد همزة الوصل بين التعليم النظامى وغير النظامي، ومضيفا أنها قامت بحصر القرى الأكثر احتياجا، والتى حددتها مبادرة «حياة كريمة»، وأن تقدم برامج لمحو الأمية وفتح فصول جديدة لهذا الغرض لإعلانها خالية من الأمية بهدف تنميتها تعليميا واجتماعيا واقتصاديا، كما وقعت الهيئة بروتوكولات تعاون مع الأزهر ووزارة الأوقاف والكنيسة، لفتح فصل محو أمية فى كل معهد أزهرى ومسجد وكنيسة.
وذكر عمرى أن هناك أسبابًا متعددة لانتشار الأمية فى الفترة الماضية، منها الفقر وعدم إتاحة التعليم بشكل كاف بين الأطفال فى سن الإلزام، مقترحا إلزام طلاب الجامعات بالمشاركة فى مشروع محو الأمية، والذى لاقى صدى بين بعض الجامعات فى اجتماع المجلس الأعلى للجامعات، كما تم توقيع أول بروتوكول تعاون مع الجامعات الخاصة، والذى نص على إلزام كل طالب بكلية التربية بمحو أمية 4 دارسين خلال سنوات دراسته بالجامعة. كما تستعد الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار بالتعاون مع مركز الإرشاد النفسى بكلية التربية جامعة عين شمس لإطلاق المشروع القومى لمحو أمية ذوى القدرات الخاصة، وتمكينهم لجودة الحياة، فى نطاق محافظتى القاهرة والجيزة، ثم يتم التوسع بمحافظات أخري.
ويقول: نحاول إيجاد حلول للمشكلات التى تواجه عمل الهيئة، منها مشكلة التشريع، فلابد من وجود تشريعات ملزمة للمجتمع المدنى والجهات الشريكة بمساعدة الهيئة فى أداء مهمتها التى نص عليها القانون، فالمجتمع المدنى لابد أن يشارك، والتشريع الجديد سيلزم كل جمعية لترخيصها أو لتجديد ترخيصها محو أمية 200 شخص فى السنة، وخاصة أننا لدينا نحو 50 ألف جمعية فى مصر مما يعنى أنه يمكن محو أمية 10 ملايين شخص فى السنة الواحدة.
ونفى زيادة رسوم استخراج شهادة محو الأمية إلى 100 جنيه، وقال إن ذلك لم يحدث وإن الرسوم المقررة كما هي، وإن ما أثير جاء فى إطار اقتراح بزيادة الرسوم للراغبين فى استخراج «شهادة عاجلة»، وهذا أمر ينطبق على كل خدمة مقدمة فى جهات الدولة.
رابط دائم: