أربعة أيام كاملة مرت على بداية 2020، وبداية العقد الجديد فى الألفية الثانية. انتهت الاحتفالات وتراجعت الإثارة وبدأت الرؤية تتضح.فالكثير من النبوءات التى ارتبطت بـ2020 لم تتحقق، وهي ليست نتاج أفلام الخيال العلمى، لكنها نبوءات جدية مبنية على دراسة وآراء علماء فى مجالات التكنولوجيا و»المستقبليات».
ووفقا لتقرير نشره موقع «سى. إن. إن» الإخبارى، فإن أبرز النبوءات الخائبة كانت عن «ثورة الروبوت»، حيث أكد تقرير صدر فى 2006 من جامعة «أيلون» الأمريكية أن «الذكاء الاصطناعى سيتولى مختلف أشكال المجهود البدنى». كما صرح عالم المستقبليات البريطانى إيان بيرسون، لصحيفة «الأوبزرفر» فى 2005: «قبل 2020 ستطرح أنظمة حاسوب ذات مشاعر وإدراك، تتمتع بمستوى خارق من الذكاء البشرى»، ولكن ذلك لم يتحقق بالشكل المتوقع رغم التقدم الذى حدث فى «الذكاء الاصطناعى».
ويبرر «بيرسون»، وفقا لتقرير «سى. إن. إن»، فشل نبوءته بتعرض العالم لعدد من موجات الكساد والأزمات الاقتصادية، وهو ما أدى إلى تباطؤ مسيرة التقدم العلمى 40% بالمقارنة بتوقعات بداية الألفية.
ومن النبوءات التى لم تتحقق أيضا كان ما أورده المخترع وعالم المستقبليات الأمريكى راى كورزويل فى كتابه الصادر 2004 (الرحلة الرائعة..عش طويلا بحيث تعش للأبد)، حول تخلى البشر عن النمط المعتاد لتناول الطعام،واللجوء إلى الروبوتات المتناهية الصغر التى ستدخل الجهاز الهضمى ومجرى الدم، لتنشر «المغذيات» اللازمة وفقا لتقديرات فورية لاحتياجات جسم الإنسان، لكن مازال الإنسان يأكل وبنهم.
ولكن نبوءة أخرى بخصوص الطعام وردت بصحيفة «نيويورك تايمز» فى 1913 من جانب رئيس رابطة تعبئة منتجات اللحوم. حـذر وقتها من تحول الأمريكيين إلى التغذية النباتية فى بداية القرن الـ21 بتناول خضراوات وأرز أكثر ولحوم أقل، وقد كان، إذ تسهم التحذيرات الطبية المستمرة من أخطار اللحوم الحمراء فى تقليص الفرد نصيبه منها أو حتى التحول إلى أنظمة غذائية لا تتضمن اللحوم.
أما «سياحة الفضاء» فكانت من أهم نبوءات 2020 التى كادت تتحقق، بعدما رجحت توقعات ترجع إلى عقدى الستينيات والسبعينيات بأن تكون زيارة القمر بغرض الاستجمام، أو حتى بلوغ المريخ، لقضاء عطلة صيفية مختلفة، سيكون خيارا متاحا فى 2020.
وخلال الفترة بين 2001 و2009 كادت رحلات الفضاء تبدأ فعليا مع خروج عدد من الشركات للترويج لها. ووفقا لتقرير «سي.إن.إن»، فقد تم بالفعل تحصيل مدفوعات من 7 أشخاص، ليكونوا فى مقدمة سائحى الفضاء. وصرح جيم كلاش، صحفى المغامرات الأمريكى الشهير، الذى ابتاع تذكرة بـ200 ألف دولار لرحلة فضائية: «كنت أتوقع أن تكون مثل هذه الرحلات اعتيادية بحلول 2020»،.
وكان مبعث القلق الوحيد وقتها أن ذلك النمط السياحى لن يكون متاحا للجميع، لإرتفاع تكلفة الرحلة، وتعقيد إجراءات الاستعداد النفسى والبدنى بالنسبة للسائحين، ولكن بدءا من 2010 تراجع زخم «سياحة الفضاء» إلا من خبر ورد فى 2018 بأن الثرى اليابانى يوساكو مايزاو سيكون أول سائح للفضاء بزيارته المرتقبة القمر فى 2023. فلعل التوقعات تصدق هذه المرة.
رابط دائم: