تغيرت الدنيا وتغير الناس، وتبدلت ظروف الحياة وأنماطها بين الأمس واليوم، ففي الأربعينيات والخمسينيات كانت القاهرة هادئة قانعة، وكانت الأسر المصرية تجتمع في المناسبات خاصة احتفالات »رأس السنة« و»اللمة الحلوة« حول الأكلات الشهية، وتستمع لبرامج الإذاعة التي كانت تحرص في هذا اليوم علي نقل مسرحيات لـ«يوسف وهبي والريحاني والكسار»، مع بعض الأغاني المحببة.
وتطورت أساليب الحياة، فخرج الناس من دائرة الهدوء والاحتفال بين جدران المنازل إلي حياة أكثر انطلاقا وصخبا، فارتادوا «الملاهي الليلية» العامرة بالغناء والرقص وقراءة الطالع، كما يتم إحياء حفلات عامة يشدو فيها نجوم ملء السمع والبصر، وكان دخولها بمبالغ زهيدة للغاية.
أما احتفالات الوسط الفني برأس السنة، فكان لها مذاقها الخاص، حيث كان النجوم يحرصون علي حضور السهرات التي ينظمها بعضهم ، ليودعوا معا عاما مضي ويستقبلوا عاما جديدا.
وكان احتفالهم لا يخلو من مظاهر المرح والسعادة وخفة الدم والمقالب، فقد كانت ليالي جميلة تزيد المودة والترابط بين نجوم الفن، ليثبتوا لكل محبيهم أنهم رغم المنافسات الفنية الشديدة أصدقاء وأحباب علي المستوي الإنساني، ومن أشهر النجوم الذين كانوا ينظمون هذه الاحتفالات ويحرصون علي دعوة زملائهم، فريد الأطرش، ومحمد فوزي وصباح وماجدة ومريم فخر الدين ووداد حمدي وغيرهم.
وكانت أم كلثوم تبتعد تماما عن إقامة حفلاتها الغنائية في ليلة رأس السنة، حيث كانت تفضل قضاءها مع بعض الأصدقاء مثل «محمد التابعي، كامل الشناوي، أحمد رامي، القصبجي»، أما فريد الأطرش فكان يشترط علي متعهدي الحفلات أن تنتهي فقرته في الواحدة صباحا ليعود لمنزله لاستكمال سهرته مع أصدقائه، وكذلك كان يفعل عبد الحليم حافظ.
رحم الله نجوم زمان وكل عام وقراؤنا الأعزاء بخير وصحة وسعادة.
رابط دائم: