رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حالة تردد

أحمد البرى; بريد الجمعة;

أكتب إليك وأنا مشتتة، ولا أعرف من حيث أبدأ، فلقد تربيت ونشأت فى أسرة متوسطة الحال مترابطة، نحب بعضنا البعض، وكانت أحوالى دراسيا ممتازة، ولم أشغل بالي بأمور الحب وغيرها، وأنا بشهادة من حولي من الفتيات الجميلات، وحصلت على الثانوية العامة بتفوق، وكنت من الأوائل، والتحقت بإحدى كليات القمة، وأنا على عهدي بعدم الدخول فى أي علاقة لأنى ملتزمة دينيا وأخلاقيا، وفى الوقت نفسه أحب من أرتبط به، فأنا لست من مؤيدى أن الحب يأتي بعد الزواج، فلابد من وجوده قبل الارتباط، وبعد سنتين من دخولي الجامعة تقدم لي شاب اقترحته جارتنا لى، وعند رؤيتي له أول مرة لم أعجب به قط، ليس لأن شكله لا يروق لى، ولكنى لم أجد القبول فيه، ولكنه أعجب بى بشدة، ولفت ذلك انتباه جميع من حولى، ودخلت دائرة النقاش ومحاولات الإقناع من جانب الأهل، من باب أنه يجب أن تعطي نفسك فرصة، خاصة أنه خريج كليه قمة مثلك، ومستقبله واعد، ووجدتنى محاصرة من كل جانب، مع محاولات عديدة للموافقة على الخطبة، ووجدتني أوافق وأنا لست مقتنعة ولا مبسوطة، وتمت خطبتنا.

ومرت الأيام وحاولت أن أبادله نفس الشعور، ولكن دون جدوى، فمازلت لا أحبه ولا أكرهه، وبعد شهرين وجدتنى أريد الانفصال عنه، وقبل أن أتفوه بأى كلمة وجدته يبكي أمامي ويرجوني أن أعطيه فرصة، باعتبارى حب حياته ولا يمكنه تركي أو الاستغناء عني.. إن أى بنت ممكن أن تفرح بالتمسك بها، ولكنى اعتبرته موقف ضعف، ولا أرغب في مثل هذه الشخصية، وقد حكيت لأهلى ما دار بيننا، ولكنهم أيدوا إعطاءه فرصة، فأكملت معه سنة، واكتشفت أنه لا يعتمد على نفسه فى أى شىء، ويعتمد على والده، ولا يذهب لعمله، وعرفت أنه دخل مصحة إدمان، وعندما واجهته قال لي إنه تعافى تماما، ولما سألته: لماذا لم تخبرنى رد علىّ: «ده ماضى ولا أريد أن أفتحه»، وأنه ليس من حقى أن يخبرنى، ووجدتنى أنهي معه كل شىء، وفسخت الخطبة، مع أننى تعودت وجوده فى حياتى، أو شبه ارتبطت به عاطفيا، ولم يكن فسخ الخطبة بسبب إدمانه فقط، ولكن لشخصيته الضعيفة، وعدم تحمله أى مسئولية، وبعد ذلك بذل محاولات كثيرة لإعادة المياه إلى مجاريها بيننا، ولكنى سددت كل الأبواب فى وجهه، والمشكلة الآن أننى أشعر فى أوقات كثيرة بالذنب، وأحس أنه كان من الممكن إعطاؤه فرصة، ولكن كل من حولي يؤكدون لي أننى اتخذت القرار السليم، وأن رجوعى إليه خطأ، كما أننى تغيرت ولم أعد أثق بأحد، وتقدم لخطبتى الكثيرون، فرفضتهم جميعا خوفا من التجربة السابقة، وأجدنى خائفة من أن تمر بي الأيام بلا زواج، ويفوتني القطار أو أرتبط ويصيبني الفشل مرة أخرى، فبماذا تنصحنى؟.

 

ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

 

قد يبدو لك الزواج ميئوسا، وربما تشعرين بالعجز أمام علاقة زواج لم تأت بعد قصة حب، ولكن فكرى فى العلاقات الزوجية التي تمت بعد عشق جارف ثم فجأة اختفت المحبة وتحول الزواج إلى تعاسة مطلقة؛ فالأمر ليس فرمانا بالزواج من عدمه، وإنما يتطلب قدرا من المرونة وإعطاء الفرصة للحكم على الطرف الآخر، وقد ينمو الحب الناضج والارتياح المتبادل، حيث يصف الكثيرون الحياة الزوجية الخالية من الحب بطعم المرار في الفم وجفاف الحلق، وهناك مخاطر على العلاقة الزوجية من غياب الحب منها تكوين فكرة سلبية عن عدم الالتزام بالزواج، مما يؤدى فى وقت لاحق إلى اختلافات غير قابلة للتسوية وإمكانية فشل العلاقة الزوجية، وهناك نسبة كبيرة من حالات الطلاق سببها عدم المسامحة بين الشريكين، إذ لابد من الصراعات فى أى زواج، ويثبت القدرة على حلها الاستقرار العاطفي في الزواج، ثم أن غياب الحب يسمح لشريك غاضب بإهانة الطرف الآخر مما يوسع الفجوة بينهما، وهذا هو السبب في أن بعض الأزواج يصلون إلى مفترق طرق لأسباب واهية جدا وقابلة للحل.

إن غياب الحب لن يحقق تقبل شريك الحياة، ويزيد فجوة العلاقة، ويجب أن تكون هناك أهداف مشتركة، وثقة متبادلة، إذ لا يمكن لشريكين لا يثقان ببعضهما البقاء معا، ومن الممكن أن يتولد الحب بين الطرفين بعد الزواج، كما أنّ الأسلوب الليّن بين الطرفين، يمكن أن يساعد كثيرا في جلب الحب والرومانسية، خاصة إن كان الزوج رجلا متفهّما وطيبا، فلِمَ لا تحاولين التجربة من جديد حتى وإن كنتِ لا تكنّين له المشاعر، فمع الوقت ستشعرين بالحب.

إن الفرصة أمامك لإعادة النظر فى أمر خطيبك السابق، فإذا وجدت فى نفسك الرغبة على الاستمرار معه، فأعطيه الفرصة، خاصة وأنك قلت أنك تعودت عليه، وباستطاعتك أن تفاتحيه فيما يقلقك من أمور، فإذا اطمأننت إلى أنك قادرة على التعامل معه والوصول إلى حلول مشتركة، فأكملى مشوارك معه، وإذا ظللت على حالك من التردد والنفور، فأخبريه بوضوح بأنك لست مستعدة للزواج منه، وأعيدى النظر فى مستقبل حياتك فى ضوء ما يتراءى لك من الأمور.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق