يواجه العالم العربى فى عام 2020 تحديات مصيرية حاسمة فى عدد من العواصم العربية، وسيسجل التاريخ أنه علامة فارقة فى تاريخ هذه الدول. ففى لبنان اصطدمت المنظومة السياسية التقليدية المعتمدة على المحاصصة والطائفية، التى حكمت هذا البلد منذ نصف قرن على الأقل بشارع لبنانى، خرج محتجا على الفساد والطائفية والمحاصصة، واستطاع هذا الحراك أن يجمع كل أطياف الشعب اللبنانى سنيا وشيعيا ومسيحيا من كل مناطق لبنان، ووقفت القوى الطائفية عاجزة عن التعامل مع هذه الروح اللبنانية الجديدة.
وبالتزامن مع ذلك، بدأ فى بغداد وأنحاء العراق فصل جديد بخروج الحشود العراقية إلى الشوارع والميادين بعد أن بلغ صبرها منتهاه من الفساد المتفشي، ومن النفوذ الإيرانى الذى استمرأ التحكم فى مفاصل الدولة العراقية، فتوارت طيور الظلام والفساد فى جحورها، لكن أذنابها أبت إلا أن تعكر صفو اللحظة الشعبية الباهرة، فأخذت رصاصات الغدر تنطلق بكل خسة ونذالة لتقتل شيوخا ونساء وأطفالا وشبابا قتلا عشوائيا، لا هدف له سوى وقف حركة الشعب، الذى لن ترهبه تلك الرصاصات الجبانة.
أما فى ليبيا، فقد تعمق الشقاق الليبى أكثر فأكثر، وللأسف الشديد فتح الليبيون أبواب بلدهم لتدخل قوى إقليمية ودولية طامعة غير نزيهة، لن تزيد الشعب الليبى إلا خسارا، بعد أن وقعت حكومة فايز السراج فى طرابلس مذكرتى تعاون بحرى وعسكرى مع أنقرة، التى يبدو أنها ستعقد الموقف فى ليبيا وشرق المتوسط أكثر مما هو، وتصب مزيدا من الزيت على نار الفتنة فى ليبيا والمنطقة.
وما زال الملف الفلسطينى يخسر كل عام نقاطا جديدة، فما زال الانقسام الفلسطينى لا يجد حلا ، ومازالت إسرائيل تعربد كيفما ووقتما وأينما أرادت فى الأراضى المحتلة، ومازالت الشرعية الدولية فى غفوة بائسة عن حقوق الشعب الفلسطيني، لكن أبرز ما شهده الفلسطينيون هو تلك المبادرة الفلسطينية التى تسعى للم الشمل تمهيدا لعقد انتخابات رئاسية وبرلمانية، يمكن أن تصبح فى حال اكتمالها طوق نجاة للملف الذى يغرق عاما بعد عام.
رابط دائم: