رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الإرهاب.. العالم فى حالة استنفار

محمد عبد القادر

كتب إعلان مقتل أبو بكر البغدادى زعيم تنظيم داعش الإرهابى أواخر أكتوبر الماضى نقطة النهاية لدولة «الخلافة» المزعومة التى كان قد أعلنها عام 2014، غير أنه شكل من ناحية أخرى بداية لمرحلة جديدة من الحرب العالمية المفتوحة على الإرهاب منذ هجمات 11سبتمبر 2001، ذلك فى ظل المخاوف من إعادة ترتيب التنظيم صفوفه، أو خروج تنظيمات أخرى من تحت عباءته تتبنى ذات النهج. هذا إلى جانب ازدياد نشاط بعض التنظيمات الأخرى،و من ثم توقع موجة جديدة من الهجمات الإرهابية، ما يعنى استمرار حالة الاستنفار الأمنى.

 وجاءت تسمية «داعش» لزعيم جديد له بعد فترة قصيرة من إعلان مقتل البغدادى بمنزلة تأكيد تلك المخاوف، والتى سرعان ما تحولت إلى واقع على الأرض، خاصة مع تبنى التنظيم مطلع نوفمبر الماضى لأولى عملياته تحت القيادة الجديدة في العراق، حيث حذر أبو حمزة القرشى المتحدث الجديد باسم «داعش» فى رسالة صوتية من أن «الدولة ما زالت باقية وتتمدد من الشرق إلى الغرب»، مشيرا إلى أنه «على أمريكا ألا تسعد بمقتل البغدادى»..

وفى تأكيد جديد على استعادة التنظيم عافيته سريعا، أعلن «داعش» مطلع ديسمبر الحالى مسئوليته عن الهجوم الذى وقع على جسر لندن فى المملكة المتحدة، وأسفر عن مقتل اثنين وإصابة 3 آخرين طعنا. وذكر التنظيم ،فى بيان له على تطبيق «تليجرام»، أن الهجوم جاء استجابة لدعوة مقاتليه إلى استهداف مواطنى الدول الأعضاء فى التحالف الدولى المناهض له.

وبالتزامن مع الأنشطة الأخيرة للتنظيم الإرهابى، كشف تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أواخر نوفمبر الماضى عن أن تنظيم داعش استغل سحب الولايات المتحدة لقواتها من شمال شرق سوريا والعدوان العسكرى التركى فى أعقابه من أجل إعادة تنظيم صفوفه وبناء قدراته مجددا، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أنه أصبح بإمكانه تقديم الدعم لفروعه وشبكاته حول العالم والإعداد لهجمات جديدة. وكشف العدوان التركى على شمال سوريا عن الخلافات القائمة ما بين دول التحالف ضد داعش، خاصة حول ضرورة بقاء القوات الأمريكية فى سوريا والعراق منعا لعودة التنظيم الإرهابى، خاصة أن الأوضاع الراهنة فى البلدين ما زالت توفر للتنظيم المناخ والبيئة المناسبة لمعاودة نشاطه واستقطاب الأنصار، كما أنها تقدم فرصا لدول مثل تركيا فى استغلال ملف الإرهاب من أجل خدمة سياساتها الإقليمية التوسعية.. وتبقى الخلافات بين دول التحالف حول مصير آلاف المقاتلين الأجانب المحتجزين لدى الأكراد، حيث لا تريد دول أوروبا محاكمة رعاياها من مقاتلى التنظيم الإرهابى على أراضيها خوفا من الغضب الشعبى، كذلك فشل أنظمتها القضائية فى جمع أدلة إدانتهم، بالإضافة إلى خطر وقوع هجمات هناك.

ووسط الخلافات بين دول التحالف، أعادت حادثة مقتل 13جنديا فرنسيا خلال مهمة قتالية ضد الإرهابيين فى مالى أواخر نوفمبر الماضى، تسليط الضوء إلي جبهة أخرى من الحرب على الإرهاب، والتى تقودها باريس بالتعاون مع دول أوروبية ضد التنظيمات الإرهابية فى منطقة الساحل الإفريقى.

ووفقا للأرقام الرسمية التى نقلتها «فرانس 24» مطلع نوفمبر الماضى، فإنه قتل أو اختفى أكثر من مائة جندى فى مالى خلال شهر واحد بعد هجمات إرهابية، مما يؤكد تزايد انتشار ونفوذ الجماعات الإرهابية من أمثال داعش والقاعدة بالمنطقة، والتى تغذيها الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة.

وفى ظل استمرار سقوط ضحايا للإرهاب حول العالم، فإن الحرب المفتوحة ضده تبقى قائمة ومستمرة من أجل محاولة للحد من انتشار هجماته ووقف التمويل لتنظيماته المختلفة وعناصرها ، وهو ما يتطلب ضرورة تضافر مختلف الجهود على المستويين الإقليمي والدولى..

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق