رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

سفيرنا فى نواكشوط: تطابق رؤى مصر وموريتانيا يدعم الأمن القومى العربى

حاوره فى نواكشوط ــ محمد عباس
> السفير أحمد رشاد سلامة

أكد أحمد رشاد سلامة سفير مصر فى موريتانيا أن التوجه المصرى للقارة الإفريقية خلال السنوات الخمس المنقضية والاهتمام المتزايد من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسى بقضايا العمل المشترك مع جميع بلدان القارة خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى ساهما فى استعادة الدور المصرى فى القارة، وتعويض سنوات التراجع فى العقود الأخيرة بسرعة فائقة، مشيرا إلى انعكاس توجهات مصر فى هذا الشأن على العلاقات الطيبة بين مصر وموريتانيا. 

وأشار السفير إلى أن مكانة مصر فى وجدان الشعب الموريتانى لا تبارى من حيث الرسوخ والعرفان والتقدير، موضحا أن أوج العلاقات التاريخية بين البلدين كان فى الستينيات، عندما دعمت مصر والزعيم الراحل جمال عبد الناصر قضايا التنمية والتعليم والثقافة فى مرحلة ما بعد استقلال موريتانيا فى 27 نوفمبر 1960، وفى حواره مع «الأهرام» بمقر السفارة المصرية بالعاصمة نواكشوط، أكد سفيرنا أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت طفرة هائلة فى السنوات الأخيرة، وهنا نشير للدور المهم للشركات المصرية العملاقة فى دعم حركة البناء والتشييد بموريتانيا، وبدء مشاركات القطاع الخاص المصرى فى استغلال فرص ومزايا الاستثمار المتاحة حاليا من جانب الدولة الموريتانية، والرغبة فى الاستفادة من التحسن الاقتصادى المتوقع هنا بعد اكتشاف الغاز فى جنوب البلاد، وقريبا سيفتتح وزير النقل الموريتانى واحدا من أهم الطرق والمحاور الذى نفذته شركة مصرية، وسيجرى تفعيل مذكرة التفاهم بين البلدين بشأن الاستثمار المشترك فى مجال صيد الأسماك وتعليبها ارتكازا على الخبرات المصرية فى مجال الصيد، وكذلك على وفرة الإنتاج السمكى فى شواطئ موريتانيا، كما سيجرى افتتاح واحد من أكبر مشروعات صناعة الكابلات الكهربائية التى ستطلقها إحدى الشركات المصرية التى بدأت بالتصدير لموريتانيا بالسنوات السابقة، واستقرت على إنشاء مصنع مماثل لمصانعها بالعاشر من رمضان فى موريتانيا، وتتعدد المشاركات المصرية لتغطى مشروعات توليد الكهرباء وبيع الأثاث والمواد الغذائية، علاوة على المبادرات الفردية لبعض التجار ورجال الأعمال المتعاملين مع الأسواق الموريتانية، خاصة مستوردى الأسماك، والسفارة حاليا بصدد الترتيب لأول زيارة لرجال الأعمال والمستثمرين الموريتانيين إلى مصر للاطلاع على المشروعات الصناعية الكبرى وفرص الاستعانة بالاستثمار العربى والمصرى فى إقامة مشروعات مماثلة فى موريتانيا.

وماذا عن العلاقات الثقافية، والدور الذى يلعبه الأزهر هنا؟

من الحقائق التاريخية المؤكدة فى هذا الشأن والتى يفاخر الشعب الموريتانى وجموع مثقفيه بتأثيرها على وجدانهم، الارتباط بالأزهر الشريف، منارة العلم، التى انطلق شعاعها إلى موريتانيا مبكرا، بعدما اجتذبت قاعاته وأعمدته الآلاف من الدارسين الوافدين من موريتانيا، والذين تعلموا أصول الدين والفقه والشريعة والعلوم الإنسانية وعادوا إلى موريتانيا ليكونوا الذخيرة التى ارتكزت عليها بلادهم للحفاظ على هويتها الإسلامية والعربية فى مواجهة محاولات التغريب والمد الفرنسى، والثقافة المتجذرة فى وجدان بعض السكان المرتبطين بالفرانكوفونية ثقافة ولغة، وهناك المركز الثقافى المصرى الذى يعد أقدم المراكز الثقافية فى العاصمة نواكشوط، ويحتل مكانة غالية جدا لدى أبناء الشعب الموريتانى الذين يدينون لخدماته على مدى العقود الخمسة المنقضية بالفضل فى الارتقاء بإجمالى الحياة الثقافية والتعليمية والحركة الفكرية فى البلاد.

مع الارتباط الوجدانى بالأزهر، والرغبة الجارفة لدى الشباب الموريتانى لاستكمال تعليمهم الجامعى فى مصر، كيف تنظر للتعاون بين البلدين فى هذا المجال؟

شرفت موريتانيا منذ عامين بزيارة فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وجاء استقباله من جانب الشعب الموريتانى ومؤسسات الدولة المختلفة معبرا عن مكانة مصر والأزهر فى نفوس الجميع هنا، وجاء قرار فضيلته زيادة المنح المخصصة للطلبة الراغبين فى الدراسة بالأزهر، والتى تتراوح ما بين المجانية وشبه المجانية، ليسعد جموع الشباب الموريتانى المرتبط بمصر والأزهر.

كيف تنظر إلى تطور العلاقات العسكرية بين البلدين، وسبل التنسيق بينهما فى مجال مكافحة الإرهاب تحديدا؟

العلاقات وثيقة جدا فى هذا المجال المرتبط بالأمن القومى العربى والإفريقى، حيث يجرى التنسيق المستمر بين البلدين فى جميع النواحى الأمنية، وتدعم مصر مجهودات موريتانيا المشتركة مع دول غرب إفريقيا مثل مالى وبوركينا فاسو وتشاد والنيجر - مجموعة الخمس - لمكافحة الإرهاب، ودعم التصدى لتنامى خطر الجماعات المتطرفة فى منطقة الساحل.

كيف أصبح المزاج العام للمواطن الموريتانى مرتبطا تماما بمفردات الثقافة والعلوم والمعارف المصرية، لدرجة تطابقه تقريبا فى العديد من الفنون كالغناء والتمثيل تحديدا؟

من المؤكد أن الارتباط القوى لأجيال ما قبل الفضائيات وثورات السوشيال ميديا والإنترنت تأثر كثيرا بالمد الثقافى والحضارى المصرى الذى بلغ أوجه فى فترة الستينيات، حيث كان البث الإذاعى والتليفزيونى فى بداياته معتمدا على المواد المصرية المسجلة فى معظم ساعات البث اليومى، وزاد الارتباط مع تتابع العقود التالية، لانتظام بعثات الكوادر الإعلامية الموفدة للاطلاع والتدريب فى المؤسسات الإعلامية المصرية، ومن ثم العودة لموريتانيا بالفكر والهوية والثقافة المصرية، وهنا يستمعون للقرآن الكريم بأصوات مشاهير التلاوة المصريين، ومن بينهم العمالقة محمد رفعت ومصطفى إسماعيل وعبد الباسط عبد الصمد ومحمود خليل الحصرى، كما أنهم يعشقون أم كلثوم ونجاة وعبد الوهاب وعبد الحليم، ويجمعون على حب عادل إمام، ومرتبطون بالكرة المصرية والمنتخب الوطنى، والأندية الكبرى التى تحظى بتشجيعهم فى المنافسات القارية ويسعدون بانتصاراتها، وهنا فى العاصمة نواكشوط، تتعدد مواقع الذكريات القومية المشتركة بين الشعبين ويرفع الموريتانيون اسم عبد الناصر على أكبر وأطول شوارع العاصمة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق