فرحة الأب بالمولود الجديد لاتضاهيها أى فرحة.. سواء كان ذكرا يحمل اسمه أو أنثى تجلب له الحظ والرزق.. ولكن ظهرت فرحة أخرى أسعدت كل أب وكرَّمت لقب «الأبوة»، وهى أن يحصل على إجازة رسمية من العمل تقديرا لظروفه والتزاماته تجاه الوافد الجديد إلى الحياة!.
ومثلما تحصل الأم على «إجازة وضع» بحكم قوانين العمل لرعاية رضيعها، سعى الآباء للمساواة أسوة بزوجاتهم، فاستجابت دول.. واعترضت دول. ومازالت مجتمعات تدرس المسألة. وانضمت الولايات المتحدة إلى صف الدول المرحبة بالفكرة، فبادرت بمنح أكثر من مليونى موظف أمريكى إجازة عائلية مدفوعة الأجر للمرة الأولى من خلال مشروع قانون جديد، وأعطى مجلس الشيوخ الضوء الأخضر والنهائى للكونجرس بتمرير قانون تفويض الدفاع الوطنى الذى اعتبره الرئيس دونالد ترامب «صفقة تاريخية».. ويتضمن المشروع إقرار إجازة أبوة مدفوعة الأجر لمدة ١٢ أسبوعًا للموظفين الذين ينجبون أو يتبنون أو يرعون طفلاً.
ووصفت النائبة كارولين مالونى، عضوة الكونجرس، التى ساعدت فى كتابة مشروع القانون الخطوة بأنها «انتصار كبير» للآباء. ووفقا لبيانات صادرة عن مكتب إحصاءات العمل، تبين أن ٢٠١٨ سجل حصول ١٧ ٪ فقط من العمال المدنيين على إجازة عائلية مدفوعة الأجر، مقابل ٨٩ ٪ حصلوا عليها دون أجر، علما بأن تقريرا للأمم المتحدة كشف عن أن أمريكا كانت الدولة الوحيدة من بين ٤١ دولة ذات الدخل المرتفع والمتوسط لا تقدم إجازة مدفوعة الأجر سواء للأمهات أو الآباء.. ويبدو أن القرار الأخير جاء محاولة لحفظ ماء الوجه!. وانطلاقا من أزمة قلة الإنجاب وانخفاض نسبة الشباب فى بعض المجتمعات الأوروبية، خرجت حزمة قوانين لتشجيع بناء الأسرة بتخصيص ١٠ آلاف يورو للمولود الجديد، حيث أطلقت مدينة ليستجارفى الفنلندية وهى من أصغر البلديات، منحة جديدة تعرف بـ «منحة المولود» منذ عام ٢٠١٣، ويحق لأى مقيم بالمدينة ينجب طفلا الحصول على المنحة على مدى ١٠ أعوام، وتطور القانون ليحصل الآباء على إجازة مشتركة مع الأمهات مع دفع ٧٠ ٪ من الراتب. كما تحركت سويسرا فى نفس الاتجاه رغم احتجاجات النساء، ووافق البرلمان مؤخرا على «إجازة أبوة» لمدة أسبوعين. ولم ينعزل العرب عن هذا المتغير لنجد محاولات وجهودا فى المغرب لاعتماد مشروع قانون يكافئ الآباء بإجازة شهرا كاملا.. وفى انتظار دول أخرى تنصف الأبوة لنعيش اليوم الذى يتساوى الرجال فيه بالنساء!.
رابط دائم: