رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

صامد إلى الأبد

بريد الجمعة

أنا كاتب رسالة «النفق المظلم» والتى سردت فيها معاناتى مع زوجتى، والحقيقة أننى من طريقة سردى «بالاختصار» للمشكلة، يظهر أن هناك ضعفا فى شخصيتى، لكنى ولله الفضل غير ذلك تماما، فليست كل التفاصيل يسعنى كتابتها، وإنما اخترت خطوطا عريضة لتوضيح مشكلة أعانيها والكثيرون غيرى، وبصراحة كان ردك غاية فى الاتزان والروعة، وكان سببا فى إعادة كثيرين من الأزواج من قرائكم المحترمين النظر فى حياتهم ومعاملاتهم حتى ينعموا بحياة طيبة مطمئنة مع أسرهم.

لقد سلكت مع زوجتى كل سبل التأديب فهجرتها كما أوصى ربنا بالقرآن، فوجدتها لا تبالى، وأنا من أجنى ثمار هذا الهجر، فقمت بمشاركة حكم من أهلها وحكم من أهلى فلم تنصلح الحال، وكادت الأمور تتصاعد بشكل أكبر بين العائلتين بالصعيد، وأقول لك: لقد لجأت أحيانا لتأديبها بالضرب، وإن كنت أكره ذلك فلم أجد رد فعل من جانبها إلا عنادا ونتائج عكسية حتى وصلتُ إلى مرحلة أيقنت فيها إما أنها مريضة نفسيا أو أن عينا أصابتها، وهذا وارد، فالرسول صلى الله عليه وسلم تعرض للسحر والمرض، والعين والسحر حق، وهذه الأمور منتشرة عندنا، وكان ذلك دافعا لصبرى وتريثى حتى لا أظلمها أمام الله، فأنا راع ومسئول عن رعيتى أمامه.. رعية تتكون من زوجة وثلاث بنات لك أن تتخيل إن فسدت أخلاق بناتى الثلاث عندما يتربين فى جو أسرى مشتت، وسألت نفسى: ماذا ستكون النتيجة؟.

 نعم كل ذلك يقين، وسوف أسأل عنه أمام الله، وهذا ما يؤرقنى، وعندما تركت منزل والدى لم يكن لإرضائها، ولكن كان اختيارا منى حتى لا أخسر علاقتى الطيبة بأخوتى وأولادهم وأهلى بسبب المشكلات المتكررة التى من الممكن أن تغير النفوس وتفسد المودة والرحمة بيننا وبين الأهل، وكل ذلك بعد محاولات عديدة للإصلاح بين زوجتى وزوجات أخوتى، ولكن تعلمون أمور الغيرة والتوافه التى تنشغل بها الكثيرات.

وقد فعلت ذلك لأنى والحمد لله قادر على استئجار مكان آخر، ولا يستطيع أخوتى ذلك، فالبعد أحيانا يكون علاجا لأشياء كثيرة، وهذا ما حدث، إذ هدأت الأمور، وعاد الود بين الجميع، ولم أفعل ذلك ضعفا أو نزولا على رغبتها، ومع هذا فهى أمينة على مالى وعرضى وأولادى، ولكن لسانها وعنادها وعدم احترامها وتقديرها لى، وافتقادها أسمى معانى المودة والرحمة والسكن, فهذا ما لا أتقبله ولن أتقبله.. إنه يتعبنى، وهذا هو سبب المشكلة، فلو كنت ضعيفا لاستجبت ولن أبالى، وربما يكون هذا وليد بيئة تربت فيها.. إنها من النوع الذى لا يعبأ بالنفسية والمشاعر، ولك أن تتخيل أننى عندما أعرض عليها حجز مصيف ترفض ظنا منها أنها تخفف عنى عبئا ماليا، أو أنها ترغب فى استخدام الفلوس فى حاجة أفضل، وقد تعبت من كثرة محاولاتى لإقناعها، وطبعا رحلة كهذه لا أستطيع القيام بها بمفردى دون الأولاد، إذ كيف أهنأ وأستمتع دونهم، كما أنهم أساسا لا يستطيعون الاستغناء عنها، وبلغ الأمر أننى عرضت عليها رحلة عمرة معا، فرفضت لنفس الأسباب.. كيف أكون شديدا فى مثل هذه الأمور.. هل أربطها بحبل مثلا وأجرها رغما عنها؟.

لقد هددتها كثيرا بالزواج الثانى، فلم يفرق الأمر معها، فهى من النوع الذى من الممكن أن يهدم الأسرة، ولولا رجاحة عقلى وحسن تدبيرى الأمور لانفصلت عنها منذ فترة طويلة.

 إننى صامد فى «المعركة» صمود القائد الذى يتحمل كل النتائج حتى وإن كانت على حساب سعادته الشخصية لينجو من حوله، ويصل بهم إلى بر الأمان، وإذا كان هذا من وجهة نظر الكثيرين ضعفا، فإننى أراه قوة، حتى لو أنها نفس القوة التى تقتلنى وتستنزف من عمرى ومشاعرى.

إن ديننا عندما شرع التعدد لرحمة ربنا بعباده، فإنه سبحانه وتعالى يعلم طبيعة خلقه، ولك أن تتخيل كم واحد يعانى هذه المشكلة، وما عند الله خير وأبقى، ولعل ذلك ابتلاء منه، وله فيه حكمة وإن عوضه لى قريب، وأعدك ألا أبخل على من حولى بشئ من أجل إسعادهم، وسوف أسعى إلى حل يوازن الأمور أحافظ به على أسرتى، ولا أظلم نفسى، فأنا أعمل بمجال البترول، وطبيعة عملنا بالصحراء صعبة جدا، ولك أن تتخيل أنك تعيش خمسة عشر يوما فى صحراء جرداء لا ترفيه فيها وفى جو عمل شاق من الممكن أن يستمر ليلا ونهارا، ومطلوب منك ترتيب أعمال مهمة، وبعد رحلة العمل الشاقة أحصل على إجازة لآوى إلى بيتى وبناتى، وأكون مشتاقا لهن ومفتقدهن، فأقابل بهذه المشاعر الباردة.. إننى أرجع من عملى ولا أحمل فى نفسى إلا الحب للجميع، وأتمنى أن أقضى إجازة هانئة أنعم فيها براحة البال فأجد أمامى مشكلات لا حصر لها، ومع ذلك أتعامل مع الأمور لتسير عجلة الحياة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق