المتآمرون الثلاثة

فى عيد النصر على قوى العدوان الثلاثى 1956 نتذكر الأحداث التالية:

{ فى مساء 23 أكتوبر 1956 جرى لقاء سرى بين جى موليه رئيس وزراء فرنسا، وسلوين لويد وزير خارجية بريطانيا مندوبا عن انتونى إيدن رئيس الوزراء، وبن جوريون رئيس وزراء إسرائيل، لوضع خطة العدوان على مصر والتى نفذت يوم 29 أكتوبر 1956، وكان قرار تأميم شركة قناة السويس (فى 26 يوليو 1956) هو الذى عجل بتنفيذ هذا الاتفاق، وبدأ العدوان بتقدم القوات الإسرائيلية نحو ممر متلا فى سيناء وهجوم انجلترا وفرنسا جوا وبحرا على مدينة بورسعيد، ورفضت القيادة المصرية بزعامة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الاستسلام ، وتم توزيع السلاح على الشعب وإعلانه المقاومة الشعبية وصدر الإنذار الروسى العنيف مع بروز الموقف الأمريكى المعارض لأسباب استراتيجية امريكية مع تضامن الشعب العربى وصدور قرارات الأمم المتحدة بوقف القتال وانتصار مصر سياسيا وانتهاء دور المتآمرين الثلاثة وكانت نتيجة العدوان كالآتي:

{ بالنسبة لإنجلترا تم إلغاء معاهدة الجلاء وفرضت مصر سيطرتها على قناة السويس، كما فقدت بريطانيا قاعدتها الضخمة بما تحتويه من عتاد وذخيرة، مع تدهور قيمة الجنيه الاسترلينى وسقوط حكومة أنتونى إيدن فى يناير 1957.

{ بالنسبة لفرنسا أسقطت الإمبراطورية الفرنسية الرابعة وإعلان مجموعة من الجنرالات الفرنسيين العصيان ضد الحكومة الفرنسية، وتولى ديجول سلطة الجمهورية الخامسة التى منحت المستعمرات الفرنسية استقلالها، كما فقدت ممتلكاتها فى مصر والعالم العربي.

{ بالنسبة لإسرائيل فإنها فقدت عدة مكاسب سياسية وعسكرية وربطت مصالحها الذاتية بالولايات المتحدة، وكان ذلك بمثابة بدء ممارسة دورها كشرطى محلى بالمنطقة بدعم من الولايات المتحدة.

وكان ما حققته مصر سياسيا هو الباعث للأجيال التالية للعالم الغربى إلى حمل مسئولية الانتقال من عصر الاستعمار إلى عصر الاستقلال والتحرر الوطني..

د. رفعت يونان ــ عضو اتحاد المؤرخين العرب