تحولت أحلام أهالى أسيوط فى إنشاء ممشى رياضى واجتماعى على كورنيش النيل إلى حقيقة، خاصة بعد أن أزالت أجهزة المحافظة الوجهة غير الحضارية لكورنيش الترعة الإبراهيمية الذى كان بمثابة مقلب للقمامة والمخلفات، وحولت ذلك المكان المهمل إلى متنفس حقيقى لأهل المحافظة على طول ضفاف النيل بعدما سيطر أصحاب المراسى النيلية على الكورنيش وحرموا البسطاء من الاستمتاع بالنيل بسبب جنون الأسعار الفلكية داخل متنزهاتهم.
ويرى محمد عبد العزيز ــ مهندس ــ أن الدولة أعادت مناظر النيل الطبيعية للبسطاء، حيث يقول : بدأنا نرى بأعيننا من يسعى لخدمتنا ورفع الأعباء عنا، ومنها ذلك المتنفس الجديد حيث كنا محرومين من الجلوس والسير على كورنيش النيل والتمتع بجمال الطبيعة الخلاب، وذلك بسبب انتشار المتنزهات و«العبارات» والفنادق النيلية التى حجبت رؤيتنا للنيل، وباتت مشاهدته وتناول كوب الشاى تكلف المواطن ما يزيد على 20 جنيهاً، ولكن فى ذلك الممشى تم توفير جميع الخدمات بأسعار رمزية للغاية ولا تقل عن مثيلاتها فى الجودة بتلك المتنزهات الثرية.
ويضيف محمد عبد الحميد زغلول ــ محاسب ــ أن «ممشى أهل مصر» بات بمثابة المتنفس الحقيقى لأهالى أسيوط بسبب موقعه المتميز على النيل ووجوده داخل المدينة التى يعانى سكانها أشد المعاناة لممارسة رياضة المشى لعدم توافر أماكن صالحة للسير بالمدينة، بسبب احتلال الإشغالات للأرصفة وكورنيش النيل حتى إن الأماكن المنتشرة بطول النيل لا تصلح للسير لتحولها إلى متنزهات ومطاعم، لذا جاءت فكرة هذه المتنفسات الجديدة لتكون بمثابة طوق النجاة للرياضيين ومن يبحثون عن التمتع برؤية النيل دون حواجز.
ويؤكد المهندس عمرو عبد العال ،نائب محافظ أسيوط أنه تنفيذا لتوجيهات الرئيس بسرعة انشاء ممشى على ضفاف النيل ،تم على الفور اختيار كورنيش الترعة الإبراهيمية غير المستغل ،وتم إزالة كافة المخلفات والحشائش ،وبدء التنفيذ الفورى والمتابعة اليومية الى أن تم الانتهاء منه بتكلفة 5 ملايين جنيه وبطول 15 كيلومترا، وتم افتتاحه رسميا امام الجمهور بالمجان، كما تم استغلاله فى تحويل جزء منه كمعرض لمنتجات طلاب مدارس الزراعة والمدرسة الفندقية ،والمتمثلة فى بعض المواد الغذائية والمنتجات بلدية الصنع والتى لا تتوافر إلا فى هذا المكان، وهو ما وجده الأهالى فرصة طيبة لممارسة رياضة المشى وتسويق المنتجات المنزلية المضمونة من تلك المدارس المنتجة.
انتظار بفارغ الصبر
بينما ينتظر أهالى المنصورة تنفيذ مشروع الممشى على النيل ليتمتعوا بالنهر الخالد الذى يربط عاصمة المحافظة مع مدينة طلخا فى الوجهة الأخري.. هذا المشروع الذى نفذت دراساته الفنية وزارة الرى بالتعاون مع محافظة الدقهلية العام الماضي، وشكلت له لجانا فنية وهندسية تقوم بإنشاء ممشى يمتد من نهاية جامعة المنصورة عند محلات مترو الجامعة وحتى منطقة أولنجيل بعد استراحة المحافظة، ويهدف إلى تجميل وتطوير كورنيش النيل وحمايته والحفاظ عليه من التعديات والتلوث وتعظيم العائد الاقتصادى وتوفير أماكن الاستثمار بنظام حق الانتفاع، وإنشاء أماكن ترفيهية ومجالس للترفيه عن المواطن.
ويؤكد المهندس سعد سليم ،وكيل وزارة الرى بالدقهلية أنه تم إنجاز الخرائط والرسوم ورفعها المحافظ السابق إلى معهد بحوث النيل لمراجعتها والتأكد من صلاحيتها للمشروع، وتم تقسيم المنطقة إلى قطاعات عرضية، ودراسة مدى تأثيرها على المجرى الملاحي، وسيجرى تحديثها فى الفترة القادمة لتعظيم الاستفادة الاقتصادية من النيل، فضلا عن المحافظة على أراضى الدولة من التعديات ومنع وقوع أى تجاوزات على حرم النيل، مضيفاً أن مشروع الممشى سوف يستفيد من مشروع الأتوبيس النهرى الذى تم تنفيذه على نيل المنصورة واستغلال المراسى عند تصميم المشروع لمضاعفة الفائدة من المحطات المقامة.
ومن جانبه يؤكد الدكتور أيمن مختار ،محافظ الدقهلية أهمية مشروع ممشى أهل مصر الذى يهدف إلى استغلال مجرى نهر النيل ملاحيًا، وخلق منظر جمالى يستمتع به مواطنو المحافظة ويواجه التعديات على جانبيه، موضحاً أنه سيتابع مع الجهات المعنية بالإنشاء لتحريك المشروع وتسريع وتيرة تنفيذه، والتنسيق مع القطاع الخاص فى أعمال الحماية لجسور نهر النيل وما يترتب عليها من إنشاء مراس ومتنزهات، وتحديد مقابل الخدمة التى تقدم للمواطنين، ومراعاة البعد الاجتماعى لهم.
رابط دائم: