بأى ذريعة

القانون هو المنوط به ضبط حركة المجتمع، والأهم من تشريع وإصدار القوانين هو القدرة على تنفيذها وإنفاذها، ولا ينفذ القانون بكثرة الإعلانات والتحذيرات واللافتات، بل بتطبيقه على الجميع، وتعكس مخالفة القانون تعمدا واستهتارا، ليس فقط خللا فى سلوكيات الفرد المخالف، ولكن وهو الأهم تعكس تهاون وتقاعس من بأيديهم تنفيذ القانون، ويبدو هذا واضحا فى الشارع، فمثلا تجد لافتة وأكثر تعلن غرامة فورية لأى توك توك يستخدم شارعا ما، بينما يكون الشارع مزدحما بعشرات التكاتك وبكل طقوسها من مخالفات وتجاوزات وأصوات صاخبة مزعجة، وكل هذا ورجل المرور فى وسط المشهد لا يحرك ساكنا، وإذا لفت نظره، وطلبت منه تطبيق القانون ينظر إليك، وكأنك كائن غريب، وربما تفضل وطلب منك أن تذهب إلى القسم المختص للإبلاغ.. إن الخطر الحقيقى فى مثل هذه المشاهد أنها تشجع ضعاف النفوس والمستفيدين من الفساد على الاستمرار فيما هم فيه، وربما الاستزادة، وتضيف إلى إحباطات المواطن العادى، وتدفعه إلى السلبية، ولن تنصلح الحال إلا إذا تمت محاسبة من لا يطبق القانون على المخالف، ويتفنن فى التهرب من تطبيقه بأى ذريعة.

د. سمير قطب ــ أستاذ بطب المنصورة