رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«وصف مصر».. الإرث العلمى للحملة الفرنسية

د. مروة الصيفى

فى ختام عام العلاقات الثقافية المصرية الفرنسية يظل كتاب «وصف مصر» علامة فارقة فى تاريخ تلك العلاقات، حيث مثل إرثا علميا مهما خلفه أكثر من 160 عالما وفنانا فرنسيا جاءوا إلى مصر مع الحملة الفرنسية لإنجاز هذا العمل الضخم، تنوعت تخصصاتهم بين التاريخ والفلك والهندسة، وعلماء فى النباتات والحيوانات والحشرات، بالإضافة إلى معماريين ورسامين ومستشرقين وموسيقيين وشعراء.

وبحب عميق لمصر بدأ الكاتب الراحل زهير الشايب رحلة ترجمة موسوعة وصف مصر للغة العربية منفردا، فقدم ترجمة وافية للجزء الخاص بالدولة الحديثة وبعض من لوحات الدولة القديمة، لكن وافته المنية قبل إتمام باقى الأجزاء، واستكملت ابنته د. منى الشايب ترجمة جزء من الموسوعة فقامت الهيئة العامة للكتاب بتبنى المشروع كى تصدر الموسوعة مترجمة بالكامل.

يقول د. حسين البنهاوى مدير تحرير موسوعة وصف مصر لـ«الأهرام»: «إنه تم تكليفه من قِبَل الهيئة عام 2002 بالإشراف على استكمال ترجمة الموسوعة، فى إطار مشروع مكتبة الأسرة، فبدأنا بنشر الأجزاء التى ترجمها زهير الشايب، وبات من الضرورى استكمال باقى الأجزاء لنشرها، وتم تشكيل لجنة مترجمين من كبار أساتذة اللغة الفرنسية فى الجامعات المصرية، وقامت د. منى الشايب بمراجعة الأعمال المترجمة التى تقع فى مجال تخصصها فى الآثار، أما الأجزاء التى تضمنت أجزاء علمية فقد تم إسنادها لأساتذة متخصصين فى علوم النبات والحيوان واللافقاريات، وقد استغرق هذا الأمر ثلاث سنوات»، وبالفعل تم صدور الطبعة العربية فى 37 مجلدا عام 2006.

أكثر من أربعين أستاذا جامعيا أسهموا فى إنجاز هذا العمل الضخم وهم: أسامة نبيل وأسامة يوسف وأمل الصبان وإيمان رضا الجمل وجميل نجيب سليمان وجوزين جودت وجيهان العيسوى وجيهان حسن وحافظ شمس الدين وحمادة إبراهيم ورانيا عادل حسن وسامية رشدان وسامى مندور وسعيد فرغلى وسلمى مبارك وعايدة عبدالعزيز حسنى وعبدالمجيد على عبدالمجيد وعشيرة محمد كامل وعلى على المرسى وعماد عطية فرج وكاميليا البنا وكاميليا صبحى ولطفى بولس ومحمد نبيل الحديدى ومصطفى عباس صالح ومصطفى مختار فودة ومنار رشدى ومنال بشير ومنال محمد خضر ومنال محمود عارف ومنان طلعت ومنى صفوت ومنى هاشم وناهد الطنانى وناهد عبدالحميد ونبيل نصر الحفناوى وهايدى سامى زكى وهشام كمال الدين الحناوى ويوسف حليم يوسف.

ومن أبرز التحديات التى واجهت فريق العمل ـ حسبما يقول البنهاوى أن مرور أكثر من قرنين من الزمن على صدور الموسوعة باللغة الفرنسية جعل هناك صعوبة بالغة فى ترجمة المصطلحات القديمة لمصطلحات عربية حديثة، خاصة أن اللغة العربية لغة مترادفات، فتم الاستعانة بمتخصصين للاتفاق على دلالة الكلمة.

وفى حديثها لـ«الأهرام» أوضحت. أمل الصبان الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة حول مشاركتها فى ترجمة الجزء الخاص بآثار طيبة وكذلك الآثار الفلكية، أن تدقيق المصطلحات كان يحتاج قراءة واعية ومتعمقة خاصة فى الجزء الخاص بوصف الأماكن الأثرية وما قد تحتويه من أشجار، فهناك أنواع منها قد انقرضت وكان من الصعب جدا الاتفاق على نوعها وتسميتها.

وتعد د. كاميليا صبحى أستاذ الترجمة بقسم اللغة الفرنسية بكلية الألسن بجامعة عين شمس، وأمين عام المجلس الأعلى للثقافة سابقا الموسوعة ليست تأريخا لوصف مصر فقط وإنما هى تأريخ للعلم والتصنيفات العلمية المتخصصة والدقيقة، مضيفة أنه من الطرائف التى وجدتها فى أثناء الترجمة أن العلماء كانوا يصفون المنطقة والشوارع التى يجلسون فيها فى أثناء كتابة ورصد الجزء الخاص بالزواحف وأنواعها، أو يحكون موقفا يحدث أمامهم فى الحياة اليومية، أو انطباعا خاصا عن الشخصية المصرية، وكأنهم ينقلون مَشاهد من الحياة والثقافة المصرية التى ينغمسون فيها، مما جعلها ترجع للقراءة والبحث العميق فى كتب الجبرتى للتدقيق فى أسماء المناطق والشوارع التى قد تغيرت منذ وقت الحملة إلى الآن.

ومن أدق التخصصات وأندرها عند ترجمة الموسوعة كان ذلك الجزء الخاص بالعنكبيات والعقارب، ويقول الخبير هشام الحناوى عالم العنكبيات إن علماء الحملة الفرنسية رسموا 81 نوعا من العنكبوت فى تسع لوحات، وكانت هناك نقطة خلاف فيما يتعلق بالأنواع الوارد وصفها لأول مرة فى تاريخ العلم، حيث كان هناك صعوبة فى تصنيفها أو تسميتها، خاصة أن منها أنواعا قد اندثرت، فتم اللجوء إلى تعريب المسمي، أو وضع مصطلحات مستحدثة.

ويؤكد د. نبيل نصر الحفناوى مؤسس قسم البيئة والزراعة العضوية بكلية الزراعة جامعة الأزهر أن الأجزاء الخاصة بالتاريخ الطبيعى تمثل مرجعا مهما للباحثين فى مختلف التخصصات، فقد وصف العلماء الفرنسيون الطرق القديمة للزراعة ودرس القمح والبرسيم، وكذلك أدوات الزراعة والرى المختلفة، وحددوا بدقة نوع التربة فى مصر، فتلك الموسوعة تمثل ذاكرة مصر فى المجالات التاريخية والعلمية والاجتماعية والثقافية، وبالفعل جعلت مصر قبل أكثر من قرنين من الزمان محورا للدراسات التاريخية والمستقبلية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق