المسألة بدأت كواحد من المشاريع المدرجة ضمن منظومة «حياة كريمة»، التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لدعم القري الأكثر فقرا، ولكن أصبحت «أنا إنسان» مبادرة ذات مكانة واستقلال واضح، خاصة أنها تستهدف دعم وتغيير الصورة السائدة عما يعرف بفئة «الخدمات المساندة»، كما في حالة عمالة النظافة والسائقين والباعة الجائلين، وغيرها من أشكال العمالة اليومية غير الثابتة.
توضح ندي سمير، صاحبة المبادرة، أن فكرتها تطورت إلي التنسيق بين 21 جمعية ومؤسسة علي مستوي الجمهورية، لتنفيذ ودعم المبادرة، التي تتم تحت إشراف مجلس الوزراء ووزارة التضامن. ووفقا لـ»ندي»، فإن أنشطة المبادرة تضمنت تصميم قوافل طبية خاصة كما جري في القليوبية والبحيرة، التي استهدفت فئات «العمالة المساندة»، وعملت علي رفع مستوي الوعي بحقوقها الاجتماعية والصحية.
وتحكي ندي: «هذه الفئات لديها دور محوري ومهم في مختلف المجتمعات، ولا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال، لذلك يتطلب الأمر وبشكل عاجل تغيير نظرة المجتمع لها، لتصبح أكثر احتراما وتقديرا»، مضيفة: «لو كل فرد رفع شعار «أنا إنسان» سيتغير حال البلد، فجميعنا مفتقدون القيم الإنسانية، وأصبحنا بحاجة إلي تذكير أنفسنا بها».
وأكدت صاحبة المبادرة أن المبادرة بدأت بمجهودات فردية بسيطة، حيث لم تتعد في البداية إعداد وجبات غذائية وتوزيعها علي العمال في مواقع عملهم بالشوارع، لكن تطورت الفكرة وبدأ تدشينها بشكلها الجديد ورسميا تحت رعاية مؤسسة «مصر للصحة والتنمية المستدامة» في 20 أكتوبر 2018، حيث بدأ الاهتمام برفع كفاءة عمال النظافة، من خلال إعداد برامج لرفع الكفاءة بتحقيق الدعم النفسي والمجتمعي لهذه الفئات، وكذلك تمكينها اقتصاديا، من خلال إدراج الراغبين منهم في دورات تدريبية علي بعض الحرف اليدوية مثل صناعة المنظفات والجلود والإكسسوارات، بغرض توفير مصدر دخل إضافي لهم ولذويهم.
أنشطة المبادرة تتضمن أيضا تنظيم تجمعات اجتماعية وأنشطة ترفيهية للعمالة المساندة وذويهم، لكن أهم أبعاد «أنا إنسان» التوعية الاجتماعية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بحقوق وأهمية دور العمالة المساندة، كما جري من خروج المبادرة للدفاع عن عامل نظافة طنطا، الذي تناولت مواقع التواصل أخيرا واقعة الاعتداء عليه من قبل مجموعة من الشباب.
نالت «إنا إنسان» أخيرا جائزة أفضل «مبادرة مجتمعية لتحقيق التنمية المستدامة لعام 2019» وذلك علي مستوي الوطن العربي، الممنوحة من جانب جامعة الدول العربية، وهو ما عزز عزيمة العاملين علي المبادرة التي تكتسب يوميا دعما وشراكة جديدة مع الجهات الرسمية والمجتمعية. وتتمني «ندي» للمستقبل «أن تكون هناك شراكة مع وزارة النقل تحديدا، لتحقيق دعم أكبر وأكثر تنظيما لفئة عمال قطاع النقل والسائقين».
رابط دائم: