رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ضابط شرطة يخاطر بروحه لتفادى كارثة على الطريق

بهاء مباشر

صفحات مضيئة من التضحية والجود بالنفس دفاعا عن صالح عام قد يدفع مؤديه إلى التهلكة، فقد يلقى حتفه أو فى أبسط التقديرات قد تلحقه إصابة قادرة على أن تقعده عاجزا ما بقى له فى عمره، لكن إيمانه بعظيم رسالته وحتمية عمله الذى قد لا يقوم به غيره وضعت فى قلبه إصرارا وعزيمة على أداء مهامه حتى ولو كان الثمن حياته.

هذه العقيدة والتى نتابعها فيما يساق إلينا من أخبار عن بطولات لرجال القوات المسلحة والشرطة فى حربهم على الإرهاب ومواجهتهم للجرائم غير المنظمة أو تلك الجهود التى يبذلها رجال الأمن من أجل ضبط الأوضاع والسيطرة على الجريمة ومواجهتها والسعى الحثيث نحو منع وقوعها من الأساس، وأن كانت تلك الجهود يقف وراءها حشود من الجنود المجهولة الذين يرسمون بتضحياتهم وإقدامهم بمنتهى العزيمة والشجاعة على اقتحام وليس مجرد دخول عش الدبابير زودا عن تراب الوطن وحماية أبنائه.

هذه العقيدة وتلك الروح وإن كنا نقف أمامها كثيرا لنتلقى منها العبر فى ميادين القتال المختلفة إلا أن هناك صورا أخرى لبطولات ذات طابع مختلف يقف وراءها جنود مجهولة ينسجون من خلالها دون أن ندرى بهم صورا مضيئة على صفحات بناء هذا الوطن لمنع وقوع الكارثة .

وفى السطور التالية أعرض صورة من تلك البطولات والتى يقف وراءها جندى مجهول برتبة رائد شرطة لم ير فيما قام به إلا أنه دور رسم ليقوم به وما كان له إلا أن يفعله .

عقارب الساعة كانت تشير وقتها إلى التاسعة وبضع دقائق صباحا بطريق الـ «n a»  عندما غابت الشمس فوق العاصمة وتسللت سحابة داكنة فرضت حالة من الظلام وحملت ريحا عاصفة دفعت أمامها أطنانا من الأتربة تقاذفت خلالها كل ما جاء فى طريقها لتحمله وتلقيه فى أى اتجاه، وبدا المشهد مخيفا خاصة فى ذلك الطريق الذى يحد جانبيه صحراء واسعة فأغلقت نوافذ السيارات وأضيئت المصابيح بحثا عن شعاع نور يتسلل وسط هذه الأجواء العاصفة وفجأة ظهر فرع ضخم لشجرة حملتها العاصفة وألقت بها فى نهر الطريق لتفاجئ  السيارات المتسارعة على ذلك الطريق هربا من تلك العاصفة، بحثا عن مكان ساتر، وأمام هدير السيارات المندفعة بدت أى محاولة من قائدى السيارات للوقوف وتحريك ذلك الجذع، كمحاولة مؤكدة نحو الهلاك دهسا تحت عجلات السيارات المتلاحقة وتعلقت الأنظار ترقبا لوقوع كارثة مرورية محققة، ووسط تلك الأجواء ظهر شخص يتحرك بمنتهى السرعة يسير مندفعا نحو هذا الجذع ليسحبه خلفه لمسافة طويلة جدا قطع بها الشارع العريض ليحرك ذلك الجذع على جانب الطريق لينقذ ما كان يمكن أن يضيع من أرواح بسببه، ويحبس قائدو السيارات أنفاسهم خلال متابعتهم لهذا المشهد المرعب، إنه الجنون حرفيا، صراع على حافة الحياة، هذا الرجل الذى أخفت «خوذة» يضعها فوق رأسه ملامحه يواجه الموت، إلا أن ملابسه أظهرت أنه ضابط شرطة برتبة رائد ما إن انتهى من بطولته والتى حال بها دون وقوع كارثة محققة اندفع بعدها ليقفز فوق دراجته النارية لينطلق وسط هذه الأجواء سعيا وراء مهمة أخرى وسط أصوات أبواق عشرات السيارات التى أطلقت تحية لذلك البطل، الذى لم يوقفه إلا شاهد عيان لتلك الواقعة أبى إلا أن يتعرف على شخصيته ويوجه له الشكر كأقل تقدير لبطولته، ليرد بكلمة واحدة قبل أن يقفز مرة أخرى فوق دراجته البخارية الرائد  محمد زهران  «قسم مرور ثان الدائري» وينطلق وسط تلك الأجواء وكأنه يلاحق تلك العاصفة قائلا «هذا واجبي» فتحية لكل بطل يقف على كل ثغرة مناضلا لا يشغله سوى أداء واجبه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق