لم يكن اتجاه الدولة بإنشاء 14 مدينة جديدة من مدن الجيل الرابع الذكية، إلا بداية لزيادة الرقعة المعمورة، وفتح آفاق أرحب للتنمية العمرانية، باستخدام نظم البناء الحديث.
وبالتوازى يتم العمل على استخدام تقنية البناء الأخضر فى المبانى والطرق، ولذلك نظم المركز القومى لبحوث الإسكان والبناء أخيرا، مؤتمر صناعة الطرق الخضراء المستديمة، بهدف التعريف بأحدث ما توصلت إليه الأبحاث فى هذا المجال، وكذلك وضع الضوابط والقواعد الخاصة بعملية التنفيذ.
الدكتور خالد الذهبي، رئيس مجلس إدارة المركز القومى لبحوث الإسكان والبناء، أكد أن وزارة الإسكان تهدف لنشر وتطبيق فكر صناعة الطرق الخضراء المستديمة فى مصر، لما لها من انعكاس إيجابى على جميع نواحى الحياة، حيث ظهر جليا فى الفترة الماضية أن استهلاك المواد والموارد الطبيعية المحدودة، سوف يؤدى فى النهاية إلى تفاقم العديد من المشكلات، التى يصعب التنبؤ بمردودها على الأجيال القادمة، وسوف يكون نضوب هذه المصادر من أكبر المشكلات التى ستواجه قطاع صناعة الطرق فى مصر.
وأضاف قائلا: نهدف لوضع أسس صناعة الطرق الخضراء المستديمة فى مصر موضع التطبيق واستخدام جميع المخلفات المحلية بأنواعها، والحفاظ على البيئة نقية خالية من المخلفات، بالإضافة إلى التوجه إلى إنشاء المجلس المصرى للطرق الخضراء، والذى يدعم ذلك التوجه، بما لديه من خبراء ومتخصصين وعلماء فى هذا المجال والربط الفنى والعلمى بين هذا المجلس والقائمين على تصميم وتنفيذ الطرق، وإخراج الكود التصميمى والتنفيذى للطرق الخضراء.
الدكتورة زينب صلاح الدين، الأستاذ بمركز بحوث الإسكان، أكدت أن معنى الطرق الخضراء، هى منظومة هندسية تبدأ من اختيار مكان الطريق، وتنتهى بالوصول الآمن للراكب فى راحة وأمان.
وأضافت أن شروط الطرق الخضراء تتمثل فى أن يكون مكان الطريق مناسبا، بحيث لا يكون فى اتجاه السيول وألا يكون قريبا من الكثبان الرملية، ويتلافى الكوارث الطبيعية التى يمكن ظهورها فى المستقبل، كما أن تصميم الطريق يجب أن يعتمد على اختبارات السُمك المناسب، بمعنى قدرة الطريق على تحمل الأحمال المرورية المتوقعة دون حدوث تلفيات.
وبالنسبة للتنفيذ، قالت: يجب أن يتم استخدام المخلفات المحلية بأنواعها فى رصف الطريق سواء كان أسفلتيا او خرسانة، وهو ما يحافظ على البيئة وينظفها من المخلفات ويوفر الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، كما يقلل من تكلفة المواد المكونة للطريق، حيث إن تقنيات الطرق الخضراء توفر 50% من تكلفة الطريق، كذلك يمكن عمل الأرصفة والبردورات والحواجز من المخلفات.
وطالبت صلاح الدين بالتوجه لاستخدام الرصف الخرسانى للطرق، كما يتم فى المطارات باستخدام مخلفات البناء والهدم والمخلفات الصناعية، مثل الطوب والخرسانات والحديد بدلا من البيتومين، وبذلك نقلل استيراده، على ان يكون استخدامه فى الطرق السريعة فقط، ومن الممكن عمل طبقة من البيتومين لا تزيد على 4 سنتيمترات فوق الطرق الخرسانية، مع الالتزام بعد انتهاء التنفيذ بعمل لوحات إرشادية، والإضاءة، وتوفير وحدة إسعاف، ومكان لسيارات الإسعاف والمطافئ، على الطريق، والالتزام بوجود حارة مرورية لنقل الحالات الحرجة، وحارة مرورية لعربات النقل السريع، وأخرى للدراجات والمعاقين.
وبالنسبة للصيانة، أشارت إلي ضرورة الصيانة المستمرة، واستخدام المخلفات لعلاج التشوهات التى تظهر فى الطريق، والالتزام بكود المطبات من حيث عرض المطب وارتفاعه ومكانه، وأن يكون المطب مناسبا لتصميم الطريق.
رابط دائم: