ما الذي تريده تركيا من ليبيا؟ هل يسعى الرئيس رجب طيب أردوغان لإحياء عصور الخلافة العثمانية البائدة؟ أم أنه يسعى لإشعال الصراعات المسلحة على الأراضي الليبية وتأجيج حالة الفوضى لإحكام قبضته على ثرواتها البترولية، بل وتحويلها إلى قاعدة للإرهاب؟. قراءة أولية لمذكرة التفاهم المشبوهة التي وقعها أردوغان مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، ولم يقرها البرلمان الليبي، تثبت أن النوايا التركية ليست حسنة. فهو يسعى من خلال الاتفاق إلى التدخل العسكري الكامل في هذه الدولة العربية المستقلة بزعم دعمها في مواجهة الإرهاب.
ويبدو أن المنطق الاستعماري هو المسيطر على تركيا في الوقت الراهن، فانتهاكه المستمر للحدود البحرية القبرصية، وزعمه أحقيته في أراض وحدود بحرية لا تمت لأراضيه بصلة. واستفزازاته لدول المنطقة ومحاولة عرقلة أي مساع لدول المتوسط للتنقيب عن الغاز في نطاق حدودهم البحرية، إلى جانب تدخله السافر والوحشي في الأراضي السورية، تثبت عدم حسن النوايا.
فيبدو أن التراجع الحاد لليرة التركية بسبب سياسات أردوغان الاقتصادية العقيمة دفعته إلى محاولة الاستحواذ على ثروات دول الجوار في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الداخل. فهل سيقف المجتمع الدولي صامتا حيال ذلك، أم ستتخذ الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إجراءات حاسمة لوقف هذا التمدد التركي غير الشرعي في المتوسط والأراضي الليبية؟.
هذا الملف يرصد مواقف الأطراف المختلفة من الأزمة إلى جانب بنود مذكرة التفاهم غير المشروعة.
رابط دائم: