المواهب الحقيقية لا تموت وموهبة «صلاح ذوالفقار» تفجرت ينابيعها بأجمل الأفلام، وظل لآخر يوم فى حياته يعمل فى الفن،لأن هذه الموهبة نبتت ونمت فى بيت يجمع بين الفن والحزم، فوالده رجل عسكرى عميد فى وزارة الداخلية ــ وشقيقاه محمود وعز الدين ذو الفقار من فرسان السينما.
عشق الفن منذ الطفولة، وبعد التحاقه بكلية الشرطة، كان يقضى إجازته الأسبوعية فى مشاهدة الأفلام ليرويها لزملائه عند عودته، وبعد تخرجه فى كلية الشرطة، عمل بشبين الكوم، ثم انتقل للعمل بسجن طره، واستقر به الحال مدرساً بكلية الشرطة برتبة رائد . ورغم نداهة السينما، إلا أن عشقه للتدريس جعله لا يفكر فى مجال آخر، لكن شقيقه المخرج «عز الدين ذوالفقار» حاول إقناعه بالتمثيل، فقال له مداعباً : «مفيش مانع .. هات لى إذن من وزير الداخلية وأنا أمثل معاك»، وبالفعل حصل «عز الدين» على تصريح له من الوزير، وبدأ مشواره من خلال فيلم «عيون سهرانة» مع شادية، وبعده توالت أفلامه التى كانت تعتمد على خفة ظله ووسامته وشبابه، الذين كانوا جواز مروره إلى قلب الجمهور، فلم تعرف الشاشة الكبيرة فى عصره نجما يتمتع بروح الدعابة مثله. لكنه تمرد على هذه النوعية من الأفلام، وأنتج فيلمه الشهير «أغلى من حياتي» الذى كان بداية قصة حبه مع شادية، وبعده تزوجها وكونا معا أجمل ثنائى فني، وأنتج لها «مراتى مدير عام»، «شيء من الخوف»، وهما من الأفلام التى أنصفت المرأة المصرية، وأعقبهما بفيلمه الشهير «أريد حلا» للسيدة فاتن حمامة. صلاح ذو الفقار أحد أبطال معركة «25 يناير 1952» التى ظهرت فيها بسالة رجال البوليس ضد البريطانيين، وهو ضابط البوليس الحاصل على نوط الواجب من الدرجة الاولى تقديراً لدوره الوطنى فى معارك العدوان الثلاثي، والذى تحل غدا ذكرى وفاته ، فقد كان فارسا نبيلا، يعشق العطاء والفكاهة .

صلاح ذوالفقار بدأ التمثيل بإذن من وزير الداخلية
رابط دائم: