أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى ان الله هو الذى حمى مصر وهيأ لها أسباب عدم تدميرها أو سقوطها، مشيرا إلى أنه يتحرك منذ توليه المسئولية فى عملية التنمية باندفاع شديد وأنه يشدد على تقليص مدة تنفيذ المشروعات انطلاقا من حرصه وخوفه على المصريين.
وأشار الرئيس خلال لقاء مفتوح مع عدد من الشباب من مختلف الجنسيات المشاركين بمنتدى شباب العالم بشرم الشيخ الى أن مصر تجاوزت تنفيذ المستهدف من خطتها التنموية 2030 فى بعض الملفات مثل الطاقة والطرق، وانهينا بعض المستهدفات قبل الجدول الزمنى المخطط، مثل شبكة الطرق القومية التى كانت مخططة للانتهاء عام 2050.
وقال الرئيس إن مصر لا تقدم النصائح التى تؤدى إلى خراب الأمم والشعوب، مشددا على أن الجسور دائما بين الدول لا تبنى بالخراب، ولكن بالسلام.
وردا على سؤال فتاة كردية حول ما مستقبل الهوية الكردية فى ظل ما يتعرض له الأكراد من اضطهاد، وتخوفها من القضاء على هويتها الكردية، قال الرئيس إن الدولة الكردية تعرضت للتقسيم منذ أكثر من 70 عاما، وأفرز هذا التقسيم الواقع الذى نعانيه الآن فى سوريا وتركيا والعراق وايران، مشيرا الى أنه يؤمن بمقاربة هادئة تعتمد على العمل والسلام، مشددا على أنه لا يستطيع أى أحد تغيير هوية الأكراد أو لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم، بدليل أنه رغم مرور كل تلك السنوات، وبالرغم من كل ما تعرض له الأكراد من محاولات لطمس هويتهم، إلا أن هذا لم يحدث، ولن يحدث.
وردا على سؤال فتاة تشيكية تعيش فى العراق حول أسباب عدم وصول مصر للمرحلة التى وصلت لها العراق رغم تشابه الظروف فى البلدين، أكد الرئيس أن العراق كانت تسير بشكل جيد جدا فى اتجاه التنمية حتى بداية التسعينيات، وكانت تمتلك جيشا وطنيا من أقوى جيوش المنطقة، حتى حدث خطأ من قيادتها فى أوائل التسعينيات من القرن الماضى أدى الى تداعى الأوضاع فيها، وقال انه حتى عام 2003 كانت العراق تستطيع تصويب الخطأ الذى حدث، إلا ان التدخل الخارجى الذى حدث فى 2003 أدى الى انهيار الجيش والشرطة هناك، وأكد ان اسقاط تلك المؤسسات ليس سهلا واعادة بناء ما تم تدميره يحتاج الى أموال ضخمة جدا، وردا على دعوات الهدم ثم البناء أكد الرئيس أن ما يتم هدمه من دول لا يستطيع أحد بناءه مرة اخرى.
وقال الرئيس إنه كان يتمنى لو أن كل القتال الموجود فى سوريا أو العراق وفى تركيا أو فى أى مكان آخر.. هو بناء من أجل القدرة وبناء الكفاءة وأن كل الجهد الموجود وكل الغضب والألم وكل الرفض تحول لطاقة عمل وبناء وتعمير.
وأضاف الرئيس أن الإرهاب صناعة تهدف إلى قضاء دول على بعضها البعض، وأن الارهاب فشل فى تحقيق أهدافه فى مصر، مدللا على أنه موجود منذ 60 -70 عاما إلا أنه فشل فى وقف العمل والتنمية والبناء والتعمير لأن أى مشروع مبنى على الاقتتال والتدمير والخراب لن يكتب له النجاح.
وعن فكرة الاقتتال من أجل الهوية..قال السيسى : "إن كثيرا يراها مشروعة وأنا أقول إنها تتطلب تصويبا حتى لا يضيع الأمل فى مستقبل أفضل لسنوات طويلة قادمة.
وقال الرئيس انه كان لديه اندفاع شديد فى عملية البناء والتنمية فى مصر انطلاقا من حرصه وخوفه على المصريين، وتحسبا لأى تحرك من الجماهير لا يستطيع أحد ايقافه، مؤكدا ان الله هو الذى حمى مصر وهيأ لها أسباب عدم تدميرها أو سقوطها.
وأشار الى أن مصر تجاوزت تنفيذ المستهدف من خطتها التنموية 2030 فى بعض الملفات مثل الطاقة والطرق، وانهينا بعض المستهدفات قبل الجدول الزمنى المخطط، مثل شبكة الطرق القومية التى كانت مخططة للانتهاء عام 2050.
وردا على سؤال من شاب مغربى عن العلاقات بين مصر والمغرب، أكد الرئيس أن الشعبين المصرى والمغربى قريبان جدا من بعضهما البعض، ولم يفترقا على مر التاريخ، ولكن المنطقة بالكامل تمر بظروف دقيقة تستدعى ان تتقارب الدول المستقرة بها أكثر وأن تتعاون سويا لتجاوز الواقع الصعب الذى تمر به المنطقة.
وردا على سؤال حول نجاح البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، أكد الرئيس أن الهدف منه هو تجهيز الشباب المصرى لقيادة مصر فى المستقبل، وتوفير كل اسباب نجاحهم فى قيادة الدولة، وأنه تم إنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب على غرار أكاديمية مماثلة فى فرنسا تم انشاؤها منذ 40 سنة، وطالب القائمين على الاكاديمية بالاستمرار فى التجرد فى عملية انتقاء الطلاب لتأهيلهم، مشيرا الى أن هناك 200 شاب من حملة الماجيستير والدكتوراة التحقوا بالبرنامج، بالإضافة الى عمل برامج مكثفة لتأهيل الشباب الافريقي، واكد استعداد مصر لتأهيل الشباب العربى مع الشباب الافريقي، مؤكدا ان اى تجربة تلتزم بالجدية والنزاهة سوف تنجح، والأهم هو الاستمرار فى الالتزام بتلك المعايير، وقال انه كلما كان التأهيل والاعداد جيدا كانت النتائج جيدة، والانسانية لا تقف عند حدود للتطوير.
وردا على سؤال حول طموح القيادة السياسية فى اختيار نواب المحافظين من الشباب ورؤيتهم لدورهم فى المرحلة القادمة قال الرئيس إن التوجه العام للدولة هو المشاركة والتشارك مع الجميع وأن نعطى فرصة لشبابنا حتى يقف فى صف مصر.
ومازح الرئيس السيسى نائب محافظ المنوفية محمد موسى ، "خلى بالك أنت بقيت فى الحكومة".. داعيا المحافظين والوزراء إلى ضرورة تمكينهم وتدريبهم وإعطائهم الفرصة.
وأكد الرئيس أن الوطن ليس ملكا لشخص واحد، وإنما ملك للجميع، فجميعنا نتشارك فيه، والفكرة أن ندفع بشبابنا وفتياتنا بصفة عامة كى يشاركوا فى العمل العام والشأن العام.
وتابع:"إننى مع تمكين الشباب بصفة عامة، وناديت بفكرة تقوية الأحزاب خلال السنوات الماضية كى يشاركوا فى الانتخابات التشريعية والمحلية ويصبح لهم مكان ثم نعين منهم، إلا أننى أرى أنه من الممكن أن نسبق خطوة للأمام ونعين منهم حاليا وعندما تقوى الأحزاب ستكون الفرصة متاحة بالتدافع الطبيعي".
وردا على السؤال الخاص بالتحديات التى تواجه القارة الإفريقية فى طريق أهداف أجندة إفريقيا 2063 ..قال الرئيس: "إننا ننظر إلى إفريقيا على أننا جزء أصيل منها، ومنذ توليت المسئولية قلت إننا عدنا إلى أشقائنا أو إلى إفريقيا، وهذا هو الوضع الطبيعي، وفى خلال فترة ليست بالطويلة كانت النتيجة أننا تولينا رئاسة الاتحاد وأصبح لدينا مكان وصوت بالاعتدال والتوازن والإخلاص تجاه افريقيا بأكملها".
وأضاف :"إن هناك نزاعات نجحنا فى حلها، وهناك نزاعات ستأخذ وقتا، وفى العام القادم سنطلق مبادرة "إسكات البنادق 2020" ، ودور مصر لن ينتهى بتسليم رئاسة الاتحاد لجنوب أفريقيا ولكن سنستمر فى دعم جنوب أفريقيا فى مساعى إنهاء الأزمات الموجودة وتحسين وتطوير الأداء"..منوها فى هذا الصدد بالجهات المنوطة والمعنية بهذا الموضوع وهى مجلس السلم والأمن فى إفريقيا ولجنة التنبؤ بالمنازعات ولجنة الحكماء وصندوق السلام.
وأكد الرئيس أن مصر تقوم بدور كبير فى دعم تلك الجهات، ولنا مشاركة كبيرة فى إحلال السلام فى جنوب السودان وغيرها من الدول، وطلبنا فى المؤتمر الاخير بألمانيا بضرورة عدم ترك دول الساحل والصحراء.
وأكد أنه كلما ارتفعت معدلات التنمية، تتراجع الصراعات والنزاعات، مشيرا الى أن الشباب يسعى للحياة، وعلى الدول أن توفر لشبابها فرصا للعمل حتى لا تتركه فريسة لدفعه للتحرك غير المحسوب ضد بلاده.
وأعرب عن أمنياته لانتهاء الازمات والنزاعات بين الدول الافريقية خلال العام المقبل، مشيرا إلى أن عدم وجود طرق تربط بين الدول الإفريقية يمثل عقبة كبيرة أمام نجاح عملية فض المنازعات التى يقوم بها الاتحاد الافريقى بالتعاون مع الشركاء الدوليين، قائلا إن هناك دولا إفريقية لا تربطها اى طرق سواء برية أو حتى جوية، مشيرا الى أن هناك بعض الدول المسافة بينها 1000 كيلو متر فقط ويتم السفر بينها عبر خطوط قد تستغرق 10 ساعات.
رابط دائم: