يثير اليوم العالمى للغة العربية، الذى يحل اليوم، أسئلة كثيرة متعلقة بحاضر ومستقبل لغتنا القومية التى باتت الآن فى مهب الريح، بعد أن هجرها قومُها، ولم يقدروها حق قدرها. الصورة الحالية للغة تبدو مقلقة، ويحتاج الأمر الى علاج قوى يعيد للغة هيبتها قبل فوات الأوان.
برأى د. أحمد درويش فإن الأمة بحاجة إلى خرائط واضحة ، لمعرفة ما الذى تريده، وقال: نحتاج الى التركيز على مسألة التمكين للغة العربية فى الحياة المعاصرة، مشيرا الى أننا أحيانا نهتم اهتماما كبيرا بالطبقات العليا من اللغة وتاريخها وتراثها لكن نهمل استعمال اللغة العربية فى حياة الناس الذين يأكلون الطعام ويمشون فى الأسواق. وتابع د. درويش صاحب كتاب «إنقاذ اللغة إنقاذ للهوية»: «هؤلاء يحتاجون لمساعدة الخبراء فى أشياء صغيرة تعمل على إحياء اللغة مثل الإعلانات الصغيرة، ردود الهواتف المسجلة، الردود المسجلة فى محطات القطارات والمطارات والمصالح الحكومية التى تتراوح بين العامية واللغة غير الصحيحة» وقال لو أن كل مؤسسة لغوية عملت على تعريب صحيح لتلك الوسائل، لتقدمنا، ويرى أن إعلانات الشوارع والصحف ووسائل الإعلام خطيرة جدا، لأنها جمل قصيرة تحفظ وتردد، خاصة لو ساعدنا وسائل رسمية ودعائية وحكومية فى تعريب مبسط لهذه الإعلانات التى تبث موجة أخرى من الحياة للغة فى أوساط الناس مشيرا الى أننا لو ارتقينا بعد هذا من الإعلان إلى الإعلام ، وحاصرنا طرائق استخدام اللغة البسيطة، واستصدرنا قوانين بألا تكتب المقالات، وألا تلقى نشرات الأخبار، وألا تكون فقرات الربط بين البرامج إلا باللغة الفصيحة ، بل وأن تكون أسماء البرامج نفسها باللغة الفصيحة ، على عكس ما يحدث الآن من اختيار كلمات غير عربية لكى تطلق على البرامج لقمنا ببث موجة حياة جديدة للغة العربية. واختتم قائلا: «إن استطعنا أن نقوم بحملة علمية منظمة، بالاتفاق مع أجهزة الدولة ،لفرض التشريعات وسن القوانين مصحوبة بحملة توعية ، فسنكون قد قطعنا شوطا لا يقل تأثيرا عن الاهتمام بالجوانب العليا فى اللغة».
رابط دائم: