رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى الدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى والعلمى..
مصر وطاجيكستان..خطوة تتبعها قفزة

د. هالة أحمد زكى

آسيا الوسطى...ربما يتعين علينا أن نتذكر هذا الاسم لهذا الكيان المتجدد. هو يخبرنا عن كتلة مهمة تطل بثقة على تاريخ ممتد يدعمه واقع تمتلك فيه خريطة جغرافية واعدة فى قارة آسيا التى تتوسطها فتؤمن لها طرقا للتجارة والثقافة والتعارف الحضارى.

كتلة هى نفسها تريد ألا تبقى سجينة لمجموعة من المواقف والذكريات أو أى حديث كان، وتدرك أن الزمن اختلف، وهذا ما تفرضه الأحداث والمتغيرات والواقع. ولهذا هى بلاد تبحث لنفسها منفردة عن علاقات ووجود حقيقى منذ حققت هويتها الكاملة واستقلت منذ مطلع التسعينيات. والهدف أن تصنع لنفسها حاضرا متوائما وتاريخا جديدا يكتب بسند من رؤية خاصة جدا.

لا نريد أن نغرق فى تفاصيل، فما يعنينا الآن أن نتحدث عن الواقع الذى يشهد تواصلا وتعاونا جديدا مع مصر وهو ما يعنى دفعا بخطط لتأكيد العلاقات الثنائية بيننا وبين هذه البلاد ومنها طاجيكستان التى ترى ضرورة الوصول إلى صيغة مميزة من هذا التعاون والتشارك بدليل ما شهدته الأيام الماضية من فعاليات للدورة الثانية للجنة المشتركة المصرية الطاجيكية للتعاون الاقتصادى والعلمى والفنى.

تمهيد الطريق

وإن كان الأمر يحتاج إلى خطوات تمهيدية تضع مقدمة ناجحة. قام السفير خسرو ناظرى نائب وزير الخارجية الطاجيكية بزيارة القاهرة بدعوة من وزارة الخارجية للتشاور على مستوى نواب وزراء الخارجية.

وفى تصريحات خاصة لـ«الأهرام» أشاد بخطوات واثقة عبرت على طريق العلاقات المصرية الطاجيكية ـ إن صح التعبير ـ مشيرا إلى تواصل المشاورات السياسية بين وزارتى الخارجية المصرية والطاجيكية حيث ناقشتا تنظيم زيارة رسمية للرئيس عبد الفتاح السيسى بناء على دعوة نظيره الطاجيكى إمام على رحمان، وأيضا زيارة أخرى رسمية لوزير الخارجية المصرى لطاجيكستان فى الربع الأول من العام القادم.

وهى دعوات تعنى أن التعاون الثنائى بين البلدين على الطريق الصحيح. كما كان هناك لقاء مع د. رانيا المشاط وزيرة السياحة ود. سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى.

فمصر ـ والكلمة له ـ تملك الكثير من التجارب فى مجال السياحة، وخاصة السياحة الشاطئية فى البحرين المتوسط والأحمر، ولهذا نتطلع، وهناك اتجاه، لاستئناف رحلات مباشرة إلى شرم الشيخ، وزيادة عدد السياح الطاجيك إلى مصر حيث ينتهز الطاجيك زيارتهم إلى شرم الشيخ لزيارة القاهرة أيضا بمناطقها الأثرية وهو ما يعزز تبادل الخبرات وتنشيط التبادل السياحى بين البلدين.

وفى مجال التعاملات التجارية أشار ناظرى إلى أن المستوى التجارى والاستثمارى بين البلدين لم يرتق بعد لنفس مستوى العلاقات السياسية مؤكدا ضرورة التركيز على تنمية فرص الاستثمار والتجارة البينية حيث توجد بالفعل بعض الصادرات المصرية ومن أهمها الأدوية المصرية التى تتميز بالجودة و سعرها المناسب

فكما يقول: لدينا الآن فى طاجيكستان معمل مشترك لإنتاج الأدوية باستثمارات مصرية فى منطقة الاقتصاد الحر فى جنوب البلاد. وهناك بعض الاستثمارات المصرية فى مجال إنشاء الابراج السكنية فى طاجيكستان حيث انشأ المستثمرون المصريون برجا سكنيا فى دوشنبه، وهو ما يعنى وجود امكانات وفرص عديدة أخرى على الطرفين الاستفادة منها.

وعقدت الدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى والعلمى والفنى فى القاهرة برئاسة د. سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى ونعمة الله حكمة الله زادة وزير التنمية الاقتصادية والتجارة فى طاجيكستان. ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، فلدينا فرص كبيرة فى المجال الثقافى، وهناك دعوة رسمية من د. إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية لنظيرها الطاجيكى للتوقيع على مذكرة تعاون بين وزارتى الثقافة.

وننظم الآن زيارة لمحافظ جنوب سيناء إلى طاجيكستان لمناقشة التوقيع على اتفاقية التعاون والتآخى بين محافظتى جنوب سيناء وخدلان وهى من أكبر المحافظات الطاجيكية وتعد أيضا محافظة جنوبية، ومن أهم البنود الواردة فى هذه الاتفاقية تنشيط التبادل السياحى بين البلدين.

ولا ننسى الإشارة إلى زيارة مرتقبة لرئيس لجنة تنشيط السياحة لدى حكومة طاجيكستان إلى مصر بناء على دعوة وزارة السياحة المصرية لدفع التعاون السياحى بين البلدين.

ونعود إلى الثقافة، حيث يتم تبادل الأفكار حول ضرورة إقامة معارض فنية وثقافية متنوعة ومنها معرض للكتاب. ونحن فى سبيلنا للإعداد لمؤتمر مصرى طاجيكى بمشاركة موسعة من العلماء والباحثين حيث أن وجود قواسم مشتركة فى الحضارة الإسلامية قد يفتح ميادين أكبر للبحث والتبادل الفكرى.

وقد رحب الجانب المصرى بهذا المقترح لأن بلدين بهذا العمق التاريخى والحضارى لابد أن تكون بينهما أرضية مشتركة.

جولة جديدة

كما كان للاقتصاد كلمته، فهو هدف لا يمكن تجاوزه فى أى علاقة ثنائية، ولا يمكن استبعاد التعاون فى مجال التجارة وتطوير الشراكة الصناعية وحركة الاستيراد والتصدير بين البلدين ووضع أطر للاستثمار ووضع خطة عمل لدعم التعاون الاستثمارى.

ووصلت اتفاقيات التعاون لأربع اتفاقيات وبحضور ممثلين عن 18 وزارة وهيئة فى مجالات الاستثمار والتعاون الدولى وقطاع الأعمال العام والآثار والزراعة والتعليم والبحث العلمى والثقافة والكهرباء والطاقة والبترول والصحة والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وغيرها.

ودائما لدى الاستثمار والثقافة والاقتصاد والتجارة الكثير، فلا يصح بأى حال أن تبتعد أى علاقات ثنائية بين بلدين عن وعاء الاقتصاد والتجارة وأيضا الثقافة التى تمنح كل بلد خصوصياته وهويته.

والأخيرة بالذات تملك مصر الكثير من أوراقها. ولا غرابة فى أن مصر بالنسبة للمواطن الطاجيكى- وكما يقول السفير ناظرى- هى تاريخ الإنسانية والأهرامات والأزهر الشريف والنيل والحضارة الفرعونية.

تاريخ خاص

ولكن حتى هذه التفاصيل لا تتضمن كل الحكاية، فمنذ عامين وعند انعقاد الدورة الثانية لمنتدى الاقتصاد والتعاون العربى مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان على المستوى الوزارى الذى استضافته العاصمة الطاجيكية دوشنبه اختصت القرارات والاقتراحات بدعم التبادل التجارى والحرص على إقامة علاقات متميزة مع بلدان العالم العربى حيث لايزال نصيب الدول العربية فى التجارة الخارجية مع طاجيكستان لا يتجاوز 1.5 % فقط.

أما الحضارة فلاتزال هى من يحمل ذكريات الماضى وكأننا من جديد نقرأ ما كتبه ناصرى خسرو، الرحالة القادم إلينا من الشرق المالك لرصيد من المذكرات والملاحظات التى دونها فى كتابه المهم» سفرنامة» والذى وصف مصر بأن بها ثروة عظيمة وأموالا غزيرة لو أراد وصفها لم يصدقه أحد فى بلاد العجم.

لم يكن وحده فقائمة كبيرة تنتظر من علماء و كتاب آسيا الوسطى أصحاب القامات والمقامات المرتفعة فى العلم و التحضر عرفوا قيمة المحروسة وعلموا و تعلموا على أرضها.

ولهذا لا يمكن أن تنتهى السطور عند هذا الحد...فهى مجرد رؤية خاطفة لخطوة على الطريق تتبعها خطوات بين مصر وطاجيكستان.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق