لم يقف أمامهم شيء وعبروا كل الحواجز والعوائق المادية والمعنوية ليصلوا إلى أحلامهم ويحولوها بأيديهم إلى حقيقة وواقع ملموس.
لم تستطع العادات والتقاليد والنوع والمرض أو حتى الإعاقة الجسدية أن تحول دون تميزهم.
وهم أيضا لم يتوقفوا عند النجاح، ولكنهم تخطوه ليصبحوا «مؤثرين» و«ملهمين» لشباب آخرين يتشابهون معهم فى الظروف والتحديات...وفى منتدى شباب العالم التقت «الأهرام» عددا من هؤلاء الشباب.
منال رستم: أتمنى رفع علم مصر
فوق أعلى قمم فى العالم
لم يكن اختيار منال ممارسة الرياضة اختيارا سهلا ..صحيح أنها هوايتها المفضلة ولكنها اختارت أشكالا وممارسات لا يقبل عليها الكثير من الرياضيين، فقد اختارت ممارسة رياضة تسلق الجبال و«سباقات الماراثون».
لم يكن التحدى الوحيد الذى يواجهها هو صعوبة الرياضة التى تتطلب الكثير من التدريبات والتمويل أيضا ولكن كان فى صعوبة إقناع الأسرة وبخاصة الأب وتقول: «نحن أسرة مصرية تعيش فى الإمارات، ولكن أبى وأمى زرعا فينا حب الوطن منذ الصغر لذا فبعد أن كانت رغبتى وحلمى هما أن أحقق نجاحات فى مجال الرياضة أصبح هدفى هو رفع علم بلدى فى كل مكان بالعالم أحقق فيه انجازاً للمرة الأولي».
وعندما شاهد أهلى اصرارى وافقوا على رحلتى الأولى لتسلق جبل كلمنجارو وهى أعلى قمة إفريقية فى تنزانيا وكان ذلك عام 2012، وبالرغم من أن البعض قال لي: «أنتى مش ولد علشان تعملى الرياضة دي» إلا أن هدفى كان كسر العديد من الصور النمطية فمن الذى أصدر حكما بأن البنات لا يستطعن فعل ذلك ومن الذى قال إن الرياضة ليست مناسبة للبنت المحجبة».
استكملت منال رحلتها مع هوايتها حتى أصبح لديها هدف جديد لماذا لا أكون أول مصرية تتسلق أعلى قمم جبال العالم؟ وبالفعل بدأت رحلتها وتسلقت «إلبرس» أعلى قمة فى أوروبا عام 2015، وأخيرا تسلقت قمة «موبلون» بالألب، وتتمنى أن تكمل لتصل أعلى سبع قمم فى العالم وترفع عليها علم مصر.
ولم تكتف منال بتسلق الجبال ولكنها اتجهت أيضا للمشاركة فى سباقات الماراثون وتقول: «أنا سعيدة جدا بزيادة اهتمام الشباب فى مصر بالرياضة وإطلاقهم مبادرات للركض وقيادة الدراجات ولدى هدف جديد اتمنى تحقيقة فى أقرب وقت وهو أن أكون أول مصرية تنهى أهم 6 سباقات ماراثون على مستوى العالم فقد شاركت بالفعل فى سباقات نيويورك، وبوسطن، وشيكاغو، وبرلين ولندن وإن شاء الله اشارك فى الأخير فى طوكيو 2020».
وتشارك منال للمرة الثالثة فى منتدى شباب العالم الذى تراه حدثا دوليا مهما لأنه يجمع الشباب بمختلف اتجاهاتهم وهواياتهم فى مكان واحد وهو تنوع كبير وتجربة فريدة ومميزة لكل مشارك.
وتقول: «لا أنسى أبدا العام الماضى عندما شاركت بجوار السيد الرئيس فى ماراثون الدراجات وكانت سعادتى لا توصف وأنا أسأله عن عدد الكيلو مترات التى يقودها يوميا بالدراجة وأجابنى أكثر من 30 كيلو مترا».
وتحتفظ أمى بصورة «السيلفي» مع السيد الرئيس وتفخر بها كثيرا ...وتكون سعادتى بالغة بحضور منتدى الشباب لأنى أشعر بأن مصر تتذكرنى وتفخر بى كما افخر بانتمائى لها.
وعن كونها إحدى المؤثرين الشباب تقول: «أسست عام 2014 مجموعة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك لدعم الفتيات المحجبات لأنى رأيت أن هذا الاختيار الشخصى يجب ألا يكون عائقا أمام أى فتاة فى ممارسة ما تحب فقد درست الصيدلة وعملت بها ثم اصبحت مدربة رياضية ووجها إعلانيا لإحدى أشهر الماركات الرياضية وأنا محجبة والآن لدى 82 ألف متابع أشاركهم قصص النجاح لأنه من الضرورى أن تتحول مواقع التواصل لأداة ايجابية وليست مكانا لنشر الأمور السطحية غير المجدية».
عمر شعراوي: هزمت السرطان مرتين
فى عام 2012 تخرج عمر شعراوى فى كلية التجارة والتسويق وبدأ حياته العملية بوظيفة تقليدية وفى زيارة روتينية لطبيب الأمراض الجلدية نصحه الطبيب بضرورة الكشف عن هذا الورم البسيط الموجود منذ سنوات فى منطقة الرقبة فهو ليس ورما عاديا كما أكد له بعض الأطباء الآخرين.
كانت صدمة كبيرة لعمر أن يشخص فى هذه السن المبكرة بمرض السرطان فى الغدد الليمفاوية، فهو شاب رياضى يمارس كرة القدم ولا يدخن أو يسهر كثيرا، ولكنه لم يفكر كثيرا فى هذا الأمر فهى أولا وأخيرا مشيئة الله.
استمر علاج عمر عاما وشهرين وكان العلاج أصعب عليه من المرض ويقول: «كشاب رياضى كنت أتمرن وأتحرك كثيرا، كان العلاج بالنسبة لى مرحلة شاقة ومتعبة وكنت احيانا لا استطيع الحركة من السرير لعدة أيام وخضعت للعلاج الإشعاعى والكيميائى وزرع النخاع».
وانتصر عمر على المرض، ولكنه قرر أن يغير من نمط حياته وأن يعمل ما يحب فدرس من جديد ولكن هذه المرة فى مجال الرياضة وبالتحديد فى مجال تحسين أداء اللاعبين البدنى المعروف باسم «مخطط أحمال».
وبعد عام ونصف العام وأثناء التحاليل الدورية اكتشف عمر إصابته بالمرض مرة أخرى فى نفس المكان ولكن بصورة أشرس وأخطر من الأولى، ولكن لحسن الحظ كان الاكتشاف مبكرا جدا وانتصر عمر مرة أخرى على السرطان.
وأثناء رحلة المرض والعلاج قرر عمر أن يشارك قصته على مواقع التواصل الاجتماعى ويقول: «أردت أن أرسل رسالة أمل لكل الشباب ولكل من يعانى من مشكلة أو فلنقل تحد سواء كان تحديا جسديا أو صحيا أو نفسيا، فنحن لدينا القدرة على مواجهة أى تحد ويجب على الشباب أن يواجه وينتصر ولا يحبس نفسه فى غرف اليأس والاكتئاب المظلمة، لذا شاركت الناس قصص الإصابة والعلاج والتمرين والتحرك ليروا بأنفسهم أن مريض السرطان يمكنه أن يمارس حياته بشكل طبيعي».
ويضيف: «ما فعلته هو أننى تحدثت بصراحة عن موضوع للاسف يخجل ويخاف البعض من ذكره لأنه قد يتعرض للتنمر أو السخرية وهو أمر سلبى منتشر بيننا، ولكن رسالتى للشباب كانت أنه لا يوجد مستحيل وأننا يمكننا أن نتحدث عن مشاكلنا أو عيوبنا وان ننجح حتى فى وجود هذه التحديات والحمد لله اعتقد أن هذه المشاركة أثرت فى شباب آخرين وساعدتهم أيضا فى الانتصار على تحدياتهم الخاصة».
وعن مشاركته فى منتدى شباب العالم يقول: «أشعر فى أروقة هذا المنتدى بطاقة ايجابية كبيرة جدا وأتمنى أن يسعى جميع الشباب للمشاركة فى هذا الحدث العالمى المهم».
أبيجال: «واجهت العادات والتقاليد
واجهت أبيجال تشابلوروي، 23 سنة عادات وتقاليد قريتها الصغيرة فى أوغندا، ففى سن السادسة عشرة تتعرض الفتيات فى قراهن للختان، ثم يتم تزويجهن فى هذه السن المبكرة وبالطبع يكون غير مسموح لهن بإكمال تعليمهن، ولكن أبيجال قررت أن تحارب تلك العادات والتقاليد وتحصنت بدعم والدتها وبعض معلميها فى المدرسة وواجهت الكثير من التحديات بدءا من والدها الذى كان رفضه قاطعا لما تفعله.
وكان مصرا على ان تتزوج وحتى المجتمع الذى حاربها كثيرا، ولكنها استطاعت ان تكمل دراستها وسوف تتخرج العام القادم فى كلية التجارة والأعمال وتقول ابيجال: «أنا فخورة جدا بمشاركتى فى منتدى شباب العالم لأتحدث لفتيات العالم عن التحديات التى واجهتها وأكتشفت هنا أن نفس التحدى تواجهه العديد من الفتيات فى جميع أنحاء العالم و أقول لهن جميعا انه لا يوجد أبداً مستحيل وإذا رغبن فعلا فى تحقيق شيء فسوف يتحقق».
وتضيف: «ادين لأمى بالنجاح وكنت أتمنى أن يعيش أبى ليرى بنفسه كيف حققت ابنته أحلامها، ويكون فخورا بى والأهم أن يكون هو لسانى الذى أتحدث به مع الرجال والآباء الآخرين فى مجتمعى ويقول لهم انظروا كيف أنا فخور بأبنتى التى تعلمت».
وتسعى أبيجال الآن لمساعدة المرأة فى أوغندا وأيضا الفتيات اللاتى يتعلمن فى المدارس حتى يكملن تعليمهن ويحصلن على المهارات اللازمة للعمل والنجاح، كما تهدف لتوفير منصات وفرص للفتيات اللاتى لا يمكنهن الذهاب للمدارس أو اللاتى تركن التعليم وتهدف إلى أن تصبح سياسية ناجحة فى وطنها حتى تستطيع نشر فكرتها وهدفها.
رابط دائم: