أخيرًا وبعد طول مقاومة للتغيير وحوار مجتمعي مطول، خضعت بلدية ومقاطعة جنيف للتطورات التي فرضتها التكنولوجيا الحديثة وانتهت إلى التخلص من أكشاك الهواتف العمومية التي احتفظت بها في شوارعها ما بين عامي 1998 و 2019.
خلال أكثر من 20 عاما، انخفضت أعداد أكشاك التليفون التي باتت عتيقة وغير مستخدمة من 54850 إلى 883 كشكًا، استمر من بينها في الخدمة 99 كشكًا، ولم يبق على قيد الحياة منها عند البدء في تفكيكها مؤخرا سوى 35 كشكًا في حالة جيدة.
وطبقًا لمسئولي قسم الاقتصاد المجتمعي والتضامن الاجتماعي ببلدية جنيف، فقد تم الاتفاق على إزالة جميع الأكشاك عدا أربعة ستظل في مواقعها المميزة مع منحها وظائف جديدة، بتخصيصها كمراكز للمعلومات أو نقاط شحن الأجهزة الإلكترونية أو استخدامها في أغراض ثقافية كالمكتبات الصغيرة أو معارض للفنون، وذلك بعد أن رفعت شركة الهواتف الوطنية «سويس كوم» المالكة يدها عن الأكشاك منذ بداية العام الحالي.
وقد شهد تطبيق الفكرة مؤخرًا تنافسا ملحوظًا في سويسرا في الأونة الأخيرة بين المدن الناطقة بالفرنسية والمدن الناطقة بالألمانية، ومن بينها، زيون ومورج ومودون، التي قامت بتحويل بعض أكشاك هواتفها إلى مكتبات تضم تبرعات سكانها من الكتب.
كما أبقت مدينة فريبورج على ثمانية من أكشاك الهواتف العمومية التقليدية لتخصيصها كمكتبات مصغرة. من جهة أخرى، احتفظت مدينة لوزان بالريادة في هذا الاتجاه حيث قامت إحدى الجمعيات بها في العام 2015 بتحويل أول كشك هاتف عمومي في سويسرا إلى مكتبة عامة، وحظي بقبول سكانها الذي دعموا تحويل ثلاثين كشكًا إلى منابر ثقافية. عالميًا، كانت نيويورك الأمريكية سباقة في عدم إهدار أكشاك التليفون العتيقة، فحولت بعضها إلى نقاط إنترنت مجاني، في الوقت الذي خصصت فيه مدينة فيينا العاصمة النمساوية بعض الأكشاك كنقاط شحن للسيارات الكهربائية. ليس كل قديم مصيره الإهدار.
رابط دائم: