رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

باحث :العولمة الثقافية تهدد «النوبية»

كتب ــ ياسر أبوالنيل
> عبدالرحمن عوض

«النوبية، لغة حديثة عمرها لا يزيد على 2000 عام»،بهذه العبارة بدأ عبد الرحمن عوض ابن النوبة والباحث فى الشئون السودانية حديثه موضحا أن مظاهر العولمة الثقافية جعلتها عرضة للانقراض والضياع، وذلك رغم أن أكثر من مليونى شخص فى مصر والسودان مازالوا يتحدثونها فى حياتهم اليومية.

ويشرح عوض أن وقائع عديدة كادت تتسبب فى إندثار اللغة النوبية، منها حركة الهجرة التى عايشها أبناء النوبة من أجل تشييد المشاريع القومية الكبرى مثل خزان أسوان والسد العالي. ويسرد محاولات المثقفين النوبيين للحفاظ على اللغة النوبية من الاندثار. فيشير إلى الدكتور مختار خليل كبارة، الذى كان أول من اكتشف الأبجدية النوبية أثناء دراسته للدكتوراه بجامعة بون الألمانية.

قدمت الجامعة الألمانية إلى كبارة وفقا لسرد عوض مخطوطات نادرة ضمن حيازة مكتبتها لم يستطع أحد أن يفك طلاسمها أو يقرأ محتوياتها. ووجد الدكتور كبارة أن هذه المخطوطات ترجع الى عهد النوبة المسيحية.

ونظرا لإجادته اللغة النوبية، استطاع كبارة فهم محتويات البرديات التاريخية، وتوصل الى الأبجدية النوبية بلهجاتها الخمس الفرعية. ولذلك يطلق عليه النوبيون اسم «شامبليون النوبة». وكبارة هو صاحب كتاب يعد علامة متميزة فى تاريخ اللغة النوبية هو كتاب «اللغة النوبية كيف نكتبها». ولكنه توفى عام 1997، قبل صدور الكتاب الذى أحدث ضجة، وأحيا النظام الأبجدى للغة النوبية.

ولكن الكتاب وجد معارضة من علماء اللغة الذين جادلوا بأن «النوبية» لهجة وليست لغة، تستخدم فى جنوب مصر، من فاديجا وكنوز، وكذلك فى شمال السودان. يستخدمها الحلفاويون، نسبة الى مدينة حلفا، والدناقلة، نسبة إلى مدينة دنقلة، عاصمة الإقليم الشمالى بالسودان.

ولا تفرق اللغة النوبية ما بين المذكر والمؤنث، كما لا تعرف التثنية، وتخلو من أداة التعريف وتقدم الفاعل على الفعل بعكس اللغة العربية.

وكانت منظمة اليونسكو قد رصدت اللغة النوبية بوصفها إحدى اللغات المعرضة ل للانقراض. وشهدت القاهرة إنشاء مركز الدارسات النوبية والتوثيق، بمساهمة عدد من المثقفين النوبيين من مصر والسودان. كما شهدت الأسواق مؤخرا، صدور عدة كتب، من بينها كتاب «تعلم اللغة النوبية»، وكتاب «نحو محاولة لكتابة اللغة النوبية» للدكتور أحمد سكارنو، أبن النوبة وعميد كلية آداب أسوان السابق. وكلها محاولات لإحياء النوبية والحفاظ عليها من الضياع.

ويشرح الدكتور أحمد سكارنو، «أن النوبية من أهم لغات القارة الإفريقية، وكانت تكتب بالحروف القبطية والاغريقية فى مرحلة النوبة المسيحية».

ويوضح سكارنو أن أسباب تهديد النوبية أنها لا تدرس فى المدارس، فضلا عن أن أغلب النوبيين الأحياء لا يقرأون ولا يكتبون بهذه اللغة. وهناك توجه بين الأمهات النوبيات بأن التحدث بالنوبية مع الأطفال قد يعرقل مسيرتهم التعليمية، والعهدة على سكارنو.   

الطريف أن أكبر مرشدى السياحة بأسوان سنا، وهو محمد صبحى والمقيم بجزيرة غرب سهيل السياحية، فتح مؤخرا فصلا دراسيا لتعليم أطفال النوبة اللغة والأرقام النوبية. واعتمد صبحى الذى يتحدث خمس لغات، الغناء كوسيلة لتعليم الصغار. فالصغار يحفظون بحكم المعيشة أغانى نوبية، ولكنهم لا يعرفون معناها. فيقوم صبحى بشرح معانى الأغانى باللغة العربية.

ويعتبر هذا الفصل الدراسى من المزارات السياحية بالقرية يتردد عليه السياح للتعرف على نطق الأرقام بالنوبية ومعرفة الكلمات البسيطة. وكان هذا جهد لنوبى يسعى بشكل عملى ويومى لإنقاذ النوبية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق