رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«انسحبوا» .. أخر أيام عدوان 1956.. وهدية «الأهرام» لم تصل إلى مستحقيها

دعاء جلال

«انسحبوا».. كلمة واحدة فقط كانت هى «مانشيت» صحيفة «الأهرام يوم الأحد 23 ديسمبر من عام 1956، لتزف لشعب مصر خبر جلاء القوات الفرنسية والبريطانية عن مدينة بورسعيد وبدء انسحاب قوات العدوان الثلاثي، الذى بات فيما بعد عيدا قوميا لمدينة بورسعيد.

«انسحبوا»، جاءت متبوعة بعنوان فرعى آخر يقول: «رحيل فلول القوات البريطانية والفرنسية فى حماية قوة الطوارئ «. وكتب محمد الليثي، مندوب الأهرام فى بورسعيد، تحت عنوان «فى تمام الساعة السادسة من مساء أمس تم انسحاب القوات البريطانية والفرنسية المعتدية من منطقة بورسعيد، فرحلت إلى غير رجعة فلولها المتخلفة هناك، تحت حماية قوة الطوارئ الدولية وصارت المنطقة كلها بعد أن تم الجلاء عنها فى ايدى القوات الدولية وقوات البوليس المصرية، وقد بدأ العمل فورا فى إزالة الأسلاك الشائكة من المنطقة التى تم منها انسحاب القوات المعتدية».

وقبل هذا التاريخ، أطلعت «الأهرام» الشعب المصرى بالتطورات الميدانية فى بورسعيد. ففى يوم الأربعاء 19 ديسمبر، صدرت «الأهرام» وعنوان صفحتها الأولى «البوليس المصرى يدخل بور سعيد، توقع اتمام الانسحاب غدا وتسليم المدينة للسلطات المصرية يوم الاثنين القادم»، وكتب مندوب الأهرام، موضحا «دخلت قوات البوليس المصرى مدينة بورسعيد صباح اليوم بكامل أسلحتها، وكانت جماهير كبيرة من الأهالى تنتظر وصول هذه القوات على رصيف المحطة، وما كادت تهبط القوات المصرية من القطار حتى أخذت أصوات الجماهير تشق عنان السماء، وقد اصطفت وحدات من قوة الطوارئ الدولية حول قوات البوليس، ولكن الجماهير اقتحمت صفوف القوات الدولية واتجهت نحو رجال البوليس المصرى لتقابلها بالعناق والترحاب،.. وهم يهللون ويكبرون».

وفى ذات الصفحة، كانت رسالة مدير مكتب الأهرام فى نيويورك ليفون كشيشيان، تحت عنوان « آخر ساعة..تسليم بورسعيد لمصر عقب انسحاب القوات المعتدية»، ويقول فيه « أكد اليوم المسيو همرشلد لمصر ان قوة الطوارئ الدولية لن ترابط فى بورسعيد وانها ستسلم المدينة للسلطات المصرية حالما يتم انسحاب القوات البريطانية الفرنسية المعتدية»، وهمرشلد المشار إليه، هو داج همرشلد، الذى كان يشغل منصب أمين عام الأمم المتحدة فى ذلك الوقت.

وورد فى العدد ذاته عنوان آخر، «تطهير القناة يبدأ بعد غد .. مصر ترفض استخدام بحارة سفن العدو فى التطهير»، ويوضح الخبر «علم مندوب الأهرام أن عملية تطهير القناة قد تبدأ صباح يوم الجمعة فى حالة الانسحاب النهائى للعدو من الاراضى المصرية قبل هذا التاريخ، وقد رفضت مصر استخدام بحارة سفن التطهير التى قدمت مع حملة الغزو»، ويوضح مندوب الأهرام للقراء سبب تأخر انسحاب المعتدين فيقول « تبين أن تأخر الانسحاب فى المواعيد المقررة له يرجع إلى انشغال الانجليز والفرنسيين بشحن مسروقاتهم من بورسعيد وبورفؤاد، وقد علمت أن الأطباء يذهبون لعيادة المرضى والى المستشفيات سيرا على الاقدام، بعد أن أخفوا سياراتهم خوفا من استيلاء اللصوص البريطانيين والفرنسيين عليها». وكانت «الأهرام» قد بعثت «هدية» داعمة إلى أهالى بورسعيد، ولكن الهدية لم تصل إلى مسحقيها . ففى عدد يوم الجمعة 14 ديسمبر، كتب مندوب «الأهرام»، «صادرت القوات البريطانية فى بورسعيد امس اعداد جريدة الأهرام التى بعثت بها إلى أهالى المدينة الباسلة، وذلك بعد أن قامت هذه القوات بتفتيش قطار الهلال الأحمر الذى شحنت فيه هدية الأهرام .. وكانت الأهرام أعدت أمس طبعة خاصة لمدينة بورسعيد الباسلة، وبعثت بعدد ضخم من نسخ هذه الطبعة الى الاستاذ محمد رياض محافظ القنال، لتوزيعها بمعرفته على نزلاء المستشفيات وأهالى المدينة المجيدة، تقديرا رمزيا من الأهرام لكفاح أهالى المدينة التى حرمت من الصحف المصرية منذ اليوم الثانى للعدوان».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق