رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى دراسة عربية عن مريضات بـ «الايدز»..
العنف أضعف قدرتنا على تحمل المرض

محمــد القــزاز

يبدو أن هذه المقولة «أينما وجدت المرأة وجد العنف» أصبحت شائعة بعد أن سجلت نسب تعرض المرأة للعنف فى مجتمعاتنا العربية أرقاما مخيفة، وبرغم وجود تشريعات فى بعض الدول مثل مصر والأردن، فإنها لا تزال عاجزة عن مواجهة هذه الظاهرة، لكن المأساة تتجسد أكثر فى حالة النساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرى، وما يتعرضن له من عنف قائم على النوع الاجتماعي.

ذلك ما حدا بفريق الدعم الإقليمى التابع لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعنى بفيروس نقص المناعة البشرى/ «الإيدز» فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتحالف الدولى لمكافحته، والشبكة الإقليمية للنساء المتعايشات معه، إلى إصدار أول دراسة عن الروابط القائمة بين العنف ضد المرأة الإصابة بالمرض فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

الدراسة تضمنت حوارات مجتمعية مع النساء فى سبعة بلدان من المنطقة، وكشفت عن الأسباب الكامنة وراء انتشارالعنف و«الايدز» فى مجتمعاتها المحلية.

استعرضت الدراسة عشرات القصص الشخصية حول أنماط ومستويات العنف الذى تتعرض له النساء المتعايشات مع فيروس نقص المناعة البشرى والمعرّضات للإصابة به فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتداعيات العنف على الجهود الرامية إلى مكافحة المرض فى المنطقة. كان أكثر من نصف المشارِكات فى الحوارات أُجريت فى الأردن وتونس والجزائر والسودان ولبنان ومصر والمغرب من النساء المتعايشات مع فيروس نقص المناعة البشرى (53%).

كما شملت أيضا المهاجرات واللاجئات، وذوات الاحتياجات الخاصة، والسجينات السابقات، والنساء اللواتى عانين التشرد.

وأوضحت الدراسة أن معظم هؤلاء النساء تعرضن للعنف فى مرحلة ما من حياتهن، وهى نسبة تفوق متوسط تقديرات الأمم المتحدة الإقليمية.

أفادت النساء المشاركات فى المشروع بارتفاع مستويات العنف على مدى حياتهن، إذ عانت أغلب النساء أشكالا متعددة من العنف فى مختلف الأوساط. خاصة أن العنف يؤدى من جانب الشركاء وغير الشركاء، بل ومن جانب أفراد الأسرة والجيران والعاملين فى مجال الرعاية الصحية ومن قبل موظفى تنفيذ القانون أيضا، إلى وضعهن فى خطر متزايد للإصابة بفيروس نقص المناعة البشري.

وبالإضافة إلى العنف الجسدى والجنسى والعاطفى، تحدَّثت نساء عدة عن منع أزواجهن إياهن من استخدام وسائل منع الحمل، وضربهن وإجبارهن على إجراء عمليات إجهاض، كما عبرن عن اعتقادهن بأن عنف الشريك بات أمرا طبيعيّا لدرجة أنه لا يتم الاعتراف به فى كثير من الأحيان، مما يجعل إبلاغ النساء عنه مسألة بعيدة الاحتمال.

وعبرت المتعايشات مع المرض والنساء المعرضات لخطر الإصابة به عن حرمانهن من الحصول على العلاج والرعاية الصحية، حتى خدمات الأمومة. كما أن حماية خصوصية وسرية وضعهن الصحى غير مكفولة.

ومن أهم الأرقام والنسب التى أوردتها الدراسة عن العنف القائم على النوع الاجتماعى والربط بينه وبين فيروس نقص المناعة البشرى، كان هناك 92% من النساء المشاركات فى الحوارات تعرّضن للعنف فى حياتهن، و73% تعرّضن للعنف خلال الإثنى عشر شهرا الماضية، و74% من النساء تعرّضن للعنف من قبل الشريك، وهناك 58% من النساء المشاركات تعرّضن للعنف من قبل جيرانهن أو أفراد الأسرة.

كما أكد 71 %من النساء تعرّضهن للعنف فى المجتمع المحلى، وأفاد 54 % أن العنف أو الخوف من العنف قد أثّر على قدرتهن على حماية أنفسهن من فيروس نقص المناعة البشرى أو تدبيره علاجيّا، وأفاد أيضا 41% من النساء تعرّضهن للعنف فى مرافق الرعاية الصحية، لكنها ترتفع إلى نسبة 66 % بين النساء المتعايشات مع فيروس نقص المناعة البشرى، فيما ذكرت 62 % من المشاركات أنهن على الأقل حصلن على بعض الدعم بعد تعرضهن للعنف.

بينما رأت الدراسة على لسان النساء أنهن يرغبن فى رؤية حملات التوعية العامة والمجتمعية، والحملات الإعلامية التى تعمل على زيادة الوعى والتشجيع على تغيير القواعد الاجتماعية والجنسية المضرة التى تقوم على عدم المساواة بين الجنسين، ودعوة الرجال إلى معاملة المرأة باحترام وكرامة، وتسليط الضوء على ارتفاع مستويات العنف ضد المرأة فى تنوعها وسبل التصدى له.

كما دعت الدراسة أخيرا إلى المساواة بين المرأة والرجل وحماية حقوق المرأة الإنسانية من خلال نهج متعدد القطاعات، والتنفيذ الكامل للقوانين والسياسات التى تحمى حقوق المرأة بما فى ذلك النساء المتعايشات مع فيروس نقص المناعة البشرى والنساء فى تنوعهنّ من الوصم والتمييز وجميع أشكال العنف، بما فى ذلك الزواج المبكر والقسرى والختان.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق