-
مصر حققت الاستقرار بالتنمية المستدامة وتعزيز منظومة الأمن
-
رئيس السنغال: إفريقيا قادرة على حل مشكلاتها ...والأزمة الليبية يجب أن تنتهى فى أقرب وقت
-
مستعدون لتقديم كل ما نستطيع إلى دول إفريقيا لمواجهة الإرهاب
-
رئيس نيجيريا: التعليم أهم مشروع يمكن للدول الإفريقية الاستثمار فيه لرفع مستوى شعوبها
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن هناك أملا كبيرا فى تحقيق التنمية والاستقرار بالقارة الإفريقية، مشيرا إلى أن التحرك الذى قامت به إفريقيا يدعو للتفاؤل، وطالب بضرورة وجود مقاربة شاملة لمواجهة تحديات القارة ككل.
وقال الرئيس - خلال مشاركته بالجلسة التى حملت عنوان «إفريقيا التى نريدها.. استدامة السلام والأمن والتنمية (حوار مع قادة إفريقيا)» - إن تحقيق التنمية المستدامة بالقارة يؤدى الى تحقيق الاستقرار والأمن، مشيرا إلى ما واجهته مصر خلال السنوات الست الماضية باعتبارها نموذجا لما تواجهه القارة الإفريقية من ظروف مماثلة، حيث واجهت مصر عام 2013 خطرى الحرب الأهلية والارهاب، مؤكدا أن مصر اتجهت فى مسارين متوازيين الأول لمواجهة تحديات الارهاب والثانى هو التنمية.
وأكد أن البنية التحتية المتطورة هى السبيل الوحيد لتنمية القارة الإفريقية، وقال إن مصر لديها الان 20% من الطاقة الكهربائية جاهزة لنقلها الى دول القارة، مشيرا الى أن عدم وجود ربط بين الدول الإفريقية يمثل عائقا أمام التنمية المستدامة القارية.
وشدد الرئيس على أن التنمية المستدامة وتعزيز منظومة الأمن هما المساران اللذان سلكتهما مصر بالتوازى لتحقيق الاستقرار، وتوفير فرص العمل للشباب المصري، وأبدى الرئيس استعداده لتقديم مصر ما تستطيع إلى دول إفريقيا لمواجهة ظاهرة الإرهاب، سواء بالتدريب أو بالمعدات.
وطالب الرئيس بالتعامل بحسم مع الدول التى تدعم الإرهاب، من خلال رد جماعى وحاسم مع تلك الدول، مشيرا إلى أن الارهاب لا يمكن أن يستمر بدون دعم هذه الدول. وطالب بتعزيز قدرة الدول الإفريقية لمصلحة اقرار السلام والأمن فى القارة.
وأكد الرئيس أن إفريقيا لديها القدرات لمجابهة تحدياتها، مشيرا الى أن مصر تقاتل الإرهاب وحدها ليس داخل مصر فقط، ولكن أيضا على حدودها الغربية، مؤكدا أن الارهاب يؤثر سلبا على قدرات القارة، ولا يوجد خيار سوى التحرك الجماعي، وقال الرئيس إن المسألة الليبية سوف تنتهى خلال شهور من خلال إيجاد حل سياسى ينهى الأزمة هناك.
وأوضح الرئيس أن ما تحقق خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى جيد، وقال إن مصر مستعدة للاستمرار فى تقديم كل المساعدة والدعم للاتحاد بعد انهاء فترة رئاستها للاتحاد. ونقل الرئيس السيسى اعتذار الرئيس جنوب افريقى سيريل رامافوزا عن عدم حضور المنتدى بسبب مستجدات الفيضانات فى بلاده كما هنأ الرئيس السنغالى ماكى سال بعيد ميلاده.
من جانبه، أعرب الرئيس التشادى إدريس ديبى عن شكره لحضور هذا المنتدي، وهنأ الرئيس السيسى على مبادراته لتنظيم مثل تلك الندوات.
وقال إن اسم هذه الندوة مناسبا ومعاصرا، حيث يعكس الصلة الوثيقة بين الاستقرار والسلام، مشيرا الى أن إفريقيا لديها الكثير من الامكانيات، من حيث المساحات الشاسعة وعدد السكان الكبير.
وقال ديبى إنه بالرغم من الأوضاع الاقتصادية التى تعانى منها دول القارة، الا أن إفريقيا لا ينقصها شيئ للنمو، حتى لو تأخرت الكثير من الدول بسبب فترات الاستعمار، وبالرغم من الفقر فى إفريقيا الذى تبالغ فيه وسائل الإعلام، إلا أن إفريقيا قادرة على تجاوز تحدياتها، مشيرا الى أن هناك الكثير من الإجراءات التى تم اتخاذها مؤخرا وتدعو الى الأمل فى انهاء الازمات فى بعض المناطق الإفريقية ويتطلب تكثيف الجهود من أجل التنمية.
وطالب الرئيس التشادى بتكاتف الجهود القارية لمواجهة العصابات الارهابية والجماعات المسلحة التى تعمل فى مجالات التهريب والمخدرات.
وتطرق الرئيس التشادى كذلك الى الوضع فى ليبيا الذى وصفه بالمأساوي، مؤكدا أن حل تلك الأزمة التى طالت يكمن فى أيدى الليبيين أنفسهم.
من جانبه، قال رئيس السنغال ماكى سال إن القارة الإفريقية قادرة على ايجاد حلول لمشكلاتها بما فيها مشكلات الأمن، مشيرا إلى أن إفريقيا تتأثر بالأحداث الإقليمية التى تحدث خارجها.
وأكد أن الأزمة الليبية يجب أن تنتهى فى أقرب وقت، موضحا أنه لا يمكن لأحد فرض السلام فى إفريقيا بمنأى عن الدول الإفريقية، ويجب وضع الميزانية التى تدعم إنهاء الإرهاب فى منطقة الساحل، ودعم كل الجهود الإفريقية الرامية لإحلال السلام بجميع ربوع القارة والقضاء تماما على ظاهرة الإرهاب.
وشدد الرئيس السنغالى على ضرورة استخدام كل الإمكانيات الإفريقية بما فيها العسكرية لتحقيق الاستقرار، وقال إن القارة الإفريقية دائما المخزن الذى تتوافر فيه كل الإمكانيات والثروات الطبيعية والبشرية، وأنه حان الأوان لأن يتم الاستغلال الأمثل لتلك الثروات لتحقيق التنمية بالقارة، وإحلال السلام بها، وطالب الجهات المانحة بتقديم شروط أفضل بالنسبة للقروض التى تمثل قيودا تعرقل جهود التنمة.
وأكد ماكى سال أن الديون تمثل عبئا كبيرا وحجر عثرة أمام تحقيق التنمية فى إفريقيا، مشيرا إلى أن ميزانية بلاده تعانى نقصا فى الموارد المالية اللازمة لمحاربة الارهاب، نتيجة لوجود عجز، بالإضافة الى وجود حد للتنمية بسبب المديونيات التى تصل إلى 70% من ميزانيتنا، وقال إن إفريقيا يجب ألا تلجأ الى الديون غير المسيطر عليها، وأن أوروبا الجهات الدولية المانحة يجب أن تضع ذلك الأمر بعين الاعتبار إذا كنا نهدف إلى وجود تنمية حقيقية.
بدوره، قال رئيس نيجيريا محمد بخارى إن النزاعات فى إفريقيا تؤثر على الشعوب بالقارة، الأمر الذى يحتم تضافر جميع الجهود لإسكات البنادق والبحث عن أفكار لتوفير فرص العمل للشباب.
وأكد أن نيجيريا بدأت فى تنفيذ خطة لتسهيل انتقال شعوب القارة ودخول الأفراد الى نيجيريا بسهولة ويسر، ودعم الجهود الخاصة بالأمن والسلام، وطالب الدول الإفريقية بالاستثمار فى مجال التعليم قائلا إن التعليم هو أهم مشروع يمكن للدول الإفريقية أن تستثمر فيها لرفع مستوى شعوبها.
من جانبه، أكد رئيس النيجر محمد يسوفو أن إفريقيا التى نسعى اليها ونريدها ونتطلع اليها هى التى يحكمها الأفارقة ويحققون فيها الأمن والتنمية، مشيرا الى أن إفريقيا يوجد بها نصف الدول الدينيماكية فى العالم، وأن هذا العدد قابل للزيادة.
وأكد أن الهدف من خطة إفريقيا 2063 هو الوصول بنسبة التنمية بالقارة الى أكثر من 7%، وزيادتها إلى 24% وذلك من خلال استغلال طاقات شبابها، وثرواتها الطبيعية، واستغلال النمو الديموغرافى والسكاني، حيث يعيش بالقارة الإفريقية نحو 20% من سكان العالم.
وقال يسوفو إن اتفاقيات منطقة التجارة الحرة والاتفاقيات المماثلة من شأنه تحقيق طموحات القارة الإفريقية، إلا أن تلك الاتفاقيات تتطلب المزيد من الخطوات التنفيذية.
من جانبه، قال رئيس جزر القمر غزالى عثمانى إن السلام فى إفريقيا مهدد بسبب هشاشة المؤسسات فى بعض الدول الإفريقية، وكذلك التغير الاقليمي، مشددا على أن الرؤساء الأفارقة قادرون على تصويب كل تلك الأخطاء من خلال تفعيل الحوكمة السليمة وحشد الجهود الدولية لمواصلة الجهود الرامية للتنمية بالاعتماد على قدرات الدول الإفريقية.
من جانبه، قال موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى إن لمصر مكانة كبيرة فى إفريقيا والعالم والبشرية، معربا عن سعادته لوجوده فى مدينة أسوان التى وصفها بالمكان الذى تلتقى فيه شطرا إفريقيا.
رابط دائم: