رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«أنا لم أعد هنا».. واقعية المكسيك بوابة العالمية

د.مصطفى فهمى

كعادتها فى الوجود بحفل ختام أى من المهرجانات الدولية الكبرى مقتنصة جائزة أو أكثر، ترفض القارة اللاتينية المنافسة فى المسابقات السينمائية العالمية دون وضع اسمها فى قائمة الفائزين بجوائزها بقوة، بمناقشتها وطرحها قضايا شديدة الواقعية من مجتمعاتها،لتثبت سينما أمريكا اللاتينية أن الإنسان يصل للعالمية من معايشتها الواقعية لمجتمعه بتفاصيله.

هذا ما فعله المخرج المكسيسكى فرناندو فرياس فى فيلمه «أنا لم أعد هنا» الفائز بجائزة الهرم الذهبى فى الدورة الـ41 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، واقتناص جوان مانويل جارسيا جائزة أحسن ممثل عن دور البطولة.

طرح فرياس واقع الحياة فى مدينة مونتيرى عاصمة ولاية نويفو ليون الواقعة فى شمال شرق المكسيك، والمركز التجارى للدولة،وأغنى مدنها لوجود الكثير من الشركات العالمية بها.

لكن المخرج كانت له رؤية مغايرة لهذا الجانب الاقتصادى المزدهر بتصوير فيلمه للجانب المظلم لهذه المدينة التى تسيطر عليها المافيا اللاتينية أو كما تعرف بالمافيا الإسبانية حيث تجارة المخدرات والسلاح والجريمة المنظمة من خلال مراهق يريد الهجرة إلى الولايات المتحدة، ليكشف لنا فرناندو من جانب آخر أن أمريكا مازالت الحلم لكثير من المكسيكيين. وهو ما أكده فى الندوة التى أعقبت عرض الفيلم قائلا:«إن ما شاهدناه أحداث حقيقية وقعت بالفعل، مضيفا أن الأخبار التى تضمنها العمل حقيقية»، ليدخل الفيلم فى تصنيف السينما الروائية الموثقة المعروفة بالديكيودراما.

فمزج فرياس لتكنيك الواقعية الشديدة بتفاصيلها فى الرؤية الإخراجية والتصوير فى أماكن لها علاقة بالأحداث واستعانته بأشخاص حقيقيين دربهم على التمثيل ليبدو فيلما طبيعيا يجعله يندرج تحت هذا التصنيف، لكن لا يمكن إغفال البعد التشكيلى فى رؤيته كمخرج ومعه مدير التصوير فى بعض المشاهد التى ظهرت وكأنها لوحة تشكيلية مرسومة بلغة سينمائية اعتمدت على أداء الممثل وتعبيراته بوجهه وجسده فبرز عنصر الجمال كفن تشكيلى، وكصورة سينمائية مبهرة وصلت إلى كل المعانى التى يجب أن يدركها ويشعر بها المشاهد.

هذه الرؤية تتميز بها أفلام أمريكا اللاتينية،التى قررت ضمنيا دون اتفاق مسبق بين صانعيها أن يستعيضوا عن ضعف التكلفة الإنتاجية بصناعة أعمال ذات جودة فنية عالية الاحتراف واللغة بمضمون شديد الواقعية والمحلية، فاستحق الفيلم اقتناص جائزتين وباقتدار تقديرا لمجهود كبير ظهرت آثاره على شاشة مهرجان القاهرة لهذا العام.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق