عاشت مقاطعة وبلدية جنيف معرضًا وعددًا من الفعاليات تحت عنوان «نحن العمال والعاملات الرُحل في جنيف 1931- 2019» في إطار مبادرة من مجلسها المنتخب بهدف الشكر وإعادة الاعتبار للعمال الأجانب الموسميين وكشف الدور المنسي لهم باعتبارهم بناة نهضة سويسرا الحديثة وجنيف على وجه الخصوص، ممن أنجزوا معالمها أبرزها مباني مكتب الأمم المتحدة بعمارتها الفريدة.وضم المعرض الذي احتضنه متحف المدينة للفنون، العديد من الوثائق التاريخية من الصور والقصاصات الصحفية ومقاطع الصوت والفيديو لشهادات حية ممن عانوا من الإقصاء الإداري والنبذ الاجتماعي بالحياة في ثكنات العمل بعيدًا عن أهل المدينة من رافضي التعامل مع الأجانب. و الهدف كان التعلم من أخطاء الماضي، بالكشف عن المعاناة التي تعرض لها هؤلاء العمال، وعلى وجه الخصوص في عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وأغلبهم من إيطاليا وأسبانيا والبرتغال ويوغوسلافيا السابقة في ظل شروط مجحفة للعمل في المجالات الشاقة كالتشييد والبناء والزراعة والمطاعم والتي كان من بينها ضرورة مغادرة المدينة مرة كل تسعة أشهر وتقييد التأمين الاجتماعي والطبي وتعسف أصحاب العمل بحرمان عمالهم من الحق في لم شمل الأسرة، مما أدى إلى تحايل الآلاف بجلب أطفالهم واحتجازهم طوعًا في غرفهم لشهور وتسريبهم من التعليم خوفًا من الترحيل والطرد.
وعلى الرغم من منع تصاريح العمل ذات القواعد المجحفة للعمالة الموسمية في سويسرا منذ العام 2002، إلا أن التقارير تشير إلى استبدالها بعقود العمل قصيرة الأمد من ثلاثة إلى تسعة أشهر، والتي تقبلها غالبية من أبناء الجمهوريات الروسية المنفصلة ودول شرق أوروبا للانخراط في أعمال شاقة غير مستقرة مقابل رواتب قليلة لا تتجاوز ثلث الحد الأدنى للأجور، ودون حق استقدام عائلاتهم أو إتاحة أي برامج اندماج في المجتمع السويسري المحافظ.
رابط دائم: