وسط احتفالات دولة الإمارات العربية بعيدها الوطنى الـ 48 الذى حل أمس، كانت لبعض الصحف الإمارتية وقفة عند واحدة من تفاصيل الأيام التى سبقت إنجاز الوحدة، ومنها تفصيلة تتعلق بـ «قلادة أم كلثوم» القيمة، التى كانت هدية إعزاز ومحبة من مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد إلى «ملكة الغناء العربى»، كما تصفها الصحافة الإمارتية، خلال زيارتها الأولى والتاريخية إلى دبى قبل أيام من يوم الوحدة فى الثانى من ديسمبر 1971.
القلادة المؤلفة من تسعة أدوار من أحجار اللؤلؤ، ومطعمة بالأحجار النفيسة تقبع حاليا فى إحدى صالات العرض الخاصة والرئيسية بمتحف اللوفر فى أبو ظبي، وكما يحكى تقرير صحيفة « ذا ناشيونال» الإماراتية، فإن «قلادة» أم كلثوم، تم تصنيعها قبل أكثر من 140 عاما على أيدى صناع حلى مهرة بالهند، وبين الهند و»اللوفر»، كانت لها محطة رئيسية حول عنق أم كلثوم.
تعيد «ذا ناشيونال» التذكير بالحفل الذى أقامه الشيخ زايد رحمه الله قبل أيام من إعلان وحدة الإمارات عام 1971، وكان وقتها يحتفل بالعيد الخامس لتوليه إمارة أبو ظبي، حضرت أم كلثوم وشدت لأول مرة أمام جمهور منطقة الخليج العربي، كان هذا اللقاء، الذى تم فى28 نوفمبر 1971، يتسم بخصوصية شديدة بالنسبة للطرفين، فأم كلثوم التى كانت تعانى فى وقتها من أزمات صحية متعددة، ما جعلها تلغى أغلب ارتباطاتها الفنية، ولكنها لم ترفض دعوة الشيخ زايد، كما تحكى « ذا ناشيونال» ، مؤكدة فى تقريرها أن أداء أم كلثوم حقق نجاحا جماهيريا واسعا، لم تتفوق عليه حتى حفلات نجوم عالميين استقبلتهم أبوظبى فى سنوات لاحقة مثل « مادونا» وفريق «روالينج ستون» .
حفلتان لأم كلثوم وصفتهما صحيفة الاتحاد الإماراتية وقتها بـ «حلم فنى عظيم يتحقق هذه الأيام: سيدة الغناء العربى تشارك فى احتفالات الولاية، نجمة الشرق ستؤدى حفلتين»، ولكن الإقبال الجماهيرى على حفلات أم كلثوم، وكذلك ضخامة الفرقة الموسيقية المصاحبة لها شكلت تحديا بالنسبة للإمارة المضيفة، حيث لم يكن هناك وقتها مقر يتسع لاستقبال الفرقة العملاقة والجماهير الغفيرة.
ولكن الحل كان بإقامة قاعة مسرح خاصة وخلال شهرين فقط، لتتسع إلى 4 آلاف مقعد، وتنقل « ذا ناشيونال» عن الشيخ فيصل بن سلطان القاسمي، الذى كان مسئولا عن ترتيبات الحفل، شهادته في عام 2010، بأن «تم الإنتهاء من طبقة الطلاء الأخيرة لقاعة المسرح قبل ساعات من وصول أم كلثوم إلى البلاد».
قوات الشرطة الإماراتية جاهدت فى السيطرة على الجماهير التى احتشدت قبيل الحفل الأول الذى بدأ فى تمام العاشرة والنصف مساء 28 نوفمبر 1971. واستقبلت القاعة الجديدة أكثر من ضعف سعتها. ويومها تم منحها القلادة الثمينة تقديرا لفنها وقيمتها الإنسانية. الحفل الثانى كان بتاريخ 30 نوفمبر. ولكن الزيارة لم تنته بنهاية الحفل، فقد شهدت أم كلثوم مراسم إعلان وحدة دولة الإمارات ورفع علم الدولة الجديدة لأول مرة.
وعادت أم كلثوم إلى مصر لتفارق الحياة بعد هذا الحفل وهذه الأيام التى تشكل خلالها التاريخ بنحو أربعة أعوام فى 1975. أما القلادة فقد تم عرضها للبيع خلال مزاد بدبي، وعلى خلاف التقديرات الأولية التى حددت ثمن للقلادة بين 80 و 120 ألف دولار، وصل سعر القلادة إلى نحو 14 مليون دولار، وغابت قلادة أم كلثوم عن الأعين، حتى عاودت الظهور وبرونق خاص خلال معرض اللوفر ذى العنوان « 10 آلاف عام من الرفاهية».

أم كلثوم ترتدى قلادتها
رابط دائم: