«ثقافة رواد الأعمال هى السبيل لنمو اقتصاديات إفريقيا، وقد حان الوقت للتعامل مع رواد الأعمال بجدية غير مسبوقة، ولا وقت أهم من الآن حتى نثبت ذلك للعالم، لأن مجتمع رواد الأعمال مكون حيوى للقضاء على البطالة بين الشباب وتحقيق طفرة اقتصادية».
..هذا ما أكده رئيس غانا أكوفو أدودو خلال قمة رواد الأعمال الأفارقة التى عقدت فى بلاده.
وأشار أدودو إلى أن التركيز على ريادة الأعمال يكتسب أهمية خاصة خلال الوقت الحالى بعد أن أعلنت الأمم المتحدة انه بحلول 2035 ستمثل إفريقيا ربع العمالة حول العالم وستكون الثالثة عالميا من حيث العمالة الشابة. وأضاف ان إعطاء القوة لتلك الأجيال الشابة يتطلب تطوير التعليم وإكساب المهارات وخلق بيئة عمل تؤيد النجاح وتدعمه وهو ما سيعود على إفريقيا والعالم بالنفع.
وشدد الرئيس الغانى على ضرورة الالتزام ببناء القارة الإفريقية وترك ميراث تفخر به الأجيال القادمة، مشيرا إلى أن التنمية من شأنها حماية الأجيال القادمة من الشباب من الهلاك بسبب الهجرة غير المشروعة عبر البحر المتوسط والصحارى القاحلة.
وأوضح أنه على مستوى القارة الإفريقية تم إطلاق مبادرة لدعم المبتكرين الشباب فى مجالات التنمية المستديمة العام الماضى وهذا العام حصل الخمسة الأوائل على جوائز مالية تدعم ابتكاراتهم من أجل إفريقيا.
من جانبه، أوضح بان كى مون الأمين العام السابق للأمم المتحدة أن انضمامه للمبادرة جاء انطلاقا من الاهتمام بالأجيال القادمة و بناء مستقبل القارة الإفريقية، واضاف انه بحكم عمله بالأمم المتحدة تعلم انه لا مجال لتحقيق التنمية المستديمة دون تعاون الجميع حكومات وقطاعا خاصا ومجتمعا مدنيا ،ومهما تكن القوة منفردة فإنها لا تستطيع تحقيق التقدم دون التعاون.
وأشار بان كى مون إلى أن رواد الأعمال لا يمكنهم القيام بمهمة التنمية منفردين ولكنهم فى حاجة لنظام بيئى متكامل يشمل الحوكمة والتعليم والتدريب وتفاعل كل أطراف المجتمع.
وقال أيضا إن مهمة المسابقة هى مساندة رواد الأعمال بالأساس، وأوضح ان المنافسة جيدة ولكن زيادتها يجعلها عائقا، لذلك يجب على افريقيا شمالا وجنوبا شرقا وغربا أن تتكامل حتى تنافس العالم.
أما جاك ما، مؤسس موقع «على بابا» وراعى المؤتمر، فقال إن أكثر ما يبهره فى إفريقيا شبابها الذين يملؤهم الأمل والطاقة والثقة فى المستقبل، موضحا ان ما يميز رواد الأعمال أنهم يسيرون فى الطريق الذى لم يسلكه احد من قبل ويتحدون العقبات.
وفيما يتعلق بالعقبات التى يواجهونها قدم جاك نصيحة ذهبية «عندما تستسلم فإنك قد فشلت ولكن إن لم تستسلم فسيكون ما ارتكبته مجرد خطأ».
وأضاف أن الحلقة المفقودة فى إفريقيا هى عدم وجود شبكة أو مركز يجمع رواد الأعمال فى افريقيا يساعد فى التكامل بينهم، ولذلك قال «اعطوا لنا فرصة خلال العامين أو الثلاثة القادمة ونحن سنشجع الحكومات على توفير البنية الأساسية لتلك الشركات من أجل أن تتكامل مع بعضها وتحقق تنمية حقيقية، والحقيقة أن الحكومات تجد دائما صعوبة فى التفاوض مع بعضها للوصول إلى حلول».
وفيما يلى أبرز النقاط التى وزعت خلال القمة:
الجائزة الأولى: النيجيرية تيمى جيوا توبسن 250 ألف دولار: تعمل شركتها على توزيع المستلزمات الطبية (وخاصة الدم) إلى المستشفيات التى تعانى نقص الإمدادات، وتمكنت الشركة من إنقاذ 5300 شخص فى نيجيريا، وصنفتها هيئة الاذاعة البريطانية( بى بى سى) كواحدة من 100 امرأة غيرت العالم.
وعقب فوزها بالجائزة صرحت تيمى بأن النجاح يعود للشباب الذين يعملون معها ويبذلون كل الجهد لإيصال الدم للمستشفيات فى أقل من ساعتين لإنقاذ أرواح الناس فى نيجيريا وهذا النجاح يعود لهم.
الجائزة الثانية: الدكتور عمر صقر - مصرى - 150 ألف دولار
هو مؤسس لأول مركز أبحاث خاص فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يركز على العلوم الطبيعية والطبية الحيوية ويقدم خدماته عبر الانترنت عند الطلب ويعمل كأستاذ مساعد فى ريادة الأعمال بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا ويحمل جوائز علمية وتجارية لتصميم المنتجات المبتكرة.
وعقب فوزه بالجائزة صرح بأن المكسب الأكبر من هذه المسابقة هو ان صوت العلماء لم يكن يسمع بهذا القدر من قبل واليوم علماء التكنولوجيا الحيوية أصبح لهم صوت ومصداقية.
الجائزة الثالثة: الرواندية كريستيل كويزيرا 100 ألف دولار
تقدم كريستيل خدمات المياه النظيفة فى رواندا بإصلاح آبار المياه المحطمة وتحويلها لخطوط أنابيب تعمل بالطاقة الشمسية بأحدث التقنيات وهو ما سمح بوصول المياه النظيفة إلى ما يقارب من 5 آلاف شخص يوميا عبر 86 محطة وهى مهندسة ميكانيكية وحاصلة على عدة جوائز.
وقالت كريستيل عقب فوزها ان هذه الجائزة ستمكننا من التغلب على الكثير من المشاكل والتوسع فى أعمالنا لنصل بالمياه النظيفة إلى أكبر عدد من المواطنين فى رواندا.
رابط دائم: