تشير التقارير الرسمية العالمية عن الزيادة المطردة للغازات الدفيئة الناتجة عن استخدام الوقود الأحفورى "فحم- بترول – غاز" ومنها غاز ثانى أكسيد الكربون الذى سترتفع عدد جزيئاته إلى 410 جزيئات لكل مليون فى جو الأرض بحلول عام 2020 مقارنة بعدد 390 جزيئا فى عام 2010، كما اتضح كذلك زيادة ملحوظة لكل من غازى الميثان وأكسيد النيتروز، وهذه الغازات تدوم طويلا ولقرون عدة قبل زوالها وتساهم بأكثر من 50 %من أسباب ارتفاع درجة حرارة الجو. وسوف تنطلق فى 3 ديسمبر أعمال مؤتمر مجابهة تغير المناخ
COP 25 فى تشيلى بحضور رؤساء حكومات العالم والمؤسسات غير الحكومية والمراكز العلمية للتطبيق الفعال لبروتوكول كيوتو واتفاق باريس COP21 بعدم زيادة ارتفاع حرارة الأرض عن 1٫5 درجة مئوية والعمل على تقليل نسبة انبعاث الغازات بواقع 7,6 % سنويا خلال العقد القادم حتى تصل نسبة الانخفاض إلى 45% بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2010 وكذلك الوصول إلى صفر الكربون المرتبط بها عام 2050.
إن عدم الأخذ بهذه الأهداف يؤدى إلى زيادة حرارة الأرض لنحو 3,5 درجة مئوية عام2100 واستحالة نجاح أية محاولات لتخفيضها مع الزمن مما يجعل الأرض عرضة لتغير المناخ وهبوب أعاصير مدمرة وارتفاع مياه المحيطات وذوبان الثلوج وحرائق الغابات والتصحر والإخلال بالأمن الغذائى .
ومن أعمال مؤتمر المناخ التحفيز على توفير مبالغ مناسبة تصل إلى 100 مليار دولار سنويا للدول النامية لعمل بنية تحتية مستدامة باستخدام الطاقة المتجددة ونمو تكنولوجيا المناخ وتدريب وزيادة كفاءة الكوادر وتوفير فرص عمل خضراء ورفع درجات المرونة والتكيف واستراتيجية التخفيف لمواجهة تغير المناخ.
ومصر تمتلك طاقات متجددة هائلة والتى أصبحت حاليا تكاليف إنتاج الطاقة منها أقل من الأحفورية ولديها خطط لاستغلالها لتوليد أكثر من 50% من الطاقة الكهربائية بحلول عام 2035 .كما يمكن أن تستغل تدريجيا فى تنقية وتحلية مياه الصرف وتحلية مياه البحر والعمل على تطويع سيارات النقل والركاب باستخدام الغاز أو الكهرباء مع رفع درجات الوعى المجتمعى إعلاميا وتدريسها بالمدارس والجامعات لتعزيز معالجة آثار تغير مناخ الأرض.
د. جمال سعيد
جامعة الفيوم
رابط دائم: