رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قاسم سليماني.. «ساموراى» خامنئي المخلص!

شريف سمير
قاسم سليماني

فى التقاليد اليابانية سطع لقب «الساموراى» فى فنون القتال والفلسفة العسكرية خلال القرن التاسع عشر، واكتسب مكانة خاصة فى صفوف أي قيادة لتميز هذا النوع من المحاربين فى الإخلاص وتسخير خدماته من أجل السلطة العليا، واستعداده للانتحار والتضحية بحياته فداءً للواجب المقدس .. وبتقصى مشوار الحرس الثورى الإيرانى كذراع أولى وكبرى لنفوذ إيران فى الشرق الأوسط، تنطبق مواصفات «الساموراى» بامتياز على اللواء قاسم سليمانى قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري، والذى تعرض لعدة محاولات اغتيال تقبلها بصدر مفتوح على نحو أشبه بالانتحار خلال وجوده فى سوريا، وقيادته لسلسلة عمليات عسكرية هناك.

وذاع صيت سليمانى كمحارب مخلص للمرشد الأعلى على خامنئى، إلا أنه كان نادر الظهور إعلاميًا، ويفضل إدارة المشهد من خلف الكواليس، وعلى مدى السنوات السبع الماضية تمكن من ترجيح كفة الرئيس السوري بشار الأسد خلال المعارك التي شهدتها سوريا، فضلا عن مكانته عند الإيرانيين المحافظين وتتويجه «بطلًا أسطوريًا» بإمكانه قيادة الجيوش من مكانه وتحقيق النصر بهم. وبلغت الثقة فى قدراته وولائه إلى حد مطالبته بالترشح للرئاسة الإيرانية فى ٢٠١٧ .. وكثيرا ما اتهمته إسرائيل بإطلاق صواريخ من سوريا على مواقع إسرائيلية فى هضبة الجولان المحتلة، وكان صمت «سليمانى» إزاء هذه الاتهامات أكبر دليل على وقوفه وراء خسائر تل أبيب وفى مقدمتها حرب «أمطار الصيف» فى لبنان يوليو ٢٠٠٦ ورفع راية «حزب الله» فوق أطلال الدبابات الإسرائيلية.

في 1979، انضم سليمانى ابن الأسرة المزارعة الفقيرة إلى الحرس الثورى الذى تأسس لمنع الجيش من الانقلاب ضد الزعيم الخومينى، وتدرج حتى وصل إلى قيادة «فيلق القدس» عام ١٩٩٨، ليضطلع بمسئولية تنفيذ العمليات العسكرية والاستخباراتية خارج الأراضى الإيرانية. ومن هذه المرحلة صار «الساموراى» الإيرانى حديث الإيرانيين فى الشارع، ومادة رئيسية لأفلام وثائقية ونشرات أخبار وحتى أغانى موسيقى البوب، حيث تداول الناشطون فى طهران على نطاق واسع فيديو لميليشيات شيعية فى العراق يُظهر جنودا وهم يرسمون صورا للجنرال سليمانى على الجدران، ويؤدون التحية العسكرية له.

وعندما يتعلق الأمر بميزانية «فيلق القدس»، يحصل سليمانى على «شيك على بياض»، نظرا لأنه يشرف وحده على إدار ة ١٢ رصيفاً عائماً في اثنين من أكبر الموانئ البحرية الإيرانية في خدمة الواردات والصادرات التى لا تظهر لها سجلات فى أى تقارير رسمية. ومن واقع الأموال الضخمة التى تتوفر لـ «سليمانى» ورجاله تحصل قواته على أكثر الأسلحة والمعدات العسكرية تطورا وقوة لينفذ بإتقان عملياته فى جبهات الشرق الأوسط المفتوحة، ونادرا ما يخطئ أهدافه.

وفى ظل انتشار نشاط «سليمانى»، صنفته أمريكا كأخطر رجال العالم وتحديدا عندما برز دوره عام ٢٠٠٣ فى مواجهة الغزو الأمريكى للعراق. وبدا الجنرال الشرس متواضعا وسط جنوده يعانقهم كأخوة، ويفترش الأرض مثلهم، ويتناول معهم طعامه، ويؤدى معهم صلواته، بل ويُسامرهم فى استراحاتهم. ويتولى الآن «ظل خامنئى» أكثر المهمات جسامة بتشكيل أوضاع الأنظمة السياسية فى العراق ولبنان وسوريا وصياغة التركيبة الحاكمة وفرض السياج الأمنى المطلوب حولها، لتصب جميع إستراتيجياته المرسومة والمحبوكة فى مصلحة إيران ..دون غيرها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق