«صواريخنا ستدمركم في دقائق قليلة» بهذه الكلمات ومشتقاتها اعتادت قيادة الحرس الثوري الإيراني تهديد وبث الرعب في قلب أعدائها في الغرب. ولكن هذه ليست قواعد الحرب التي قادتها إيران والولايات المتحدة بالوكالة وتحالفت فيها مع قوى العنف والإرهاب الإقليمية، بدءا من الحوثيين في اليمن وحتى الإخوان، خلال الفترة الماضية، والتي تسببت في الكثير من الدمار في الشرق الأوسط.
فعلى الرغم من أن التقارير الإعلامية والإنسانية تؤكد أن العقوبات الأمريكية المتلاحقة على إيران تسببت في نقص حاد في الدواء والمواد الغذائية، وضاعفت من الصعوبات اليومية التي يعاني منها رجل الشارع الإيراني، إلا أن هذا لم يمنع السلطات الإيرانية من إنفاق ما لايقل عن 13 مليار دولار على تجهيزاتها العسكرية، وفقا للأرقام التي وضعها معهد أبحاث ستوكهولم للسلام. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فتحقيق الأهداف الإيرانية في المنطقة، اضطرها إلى إنفاق نحو 700 مليون دولار سنويا على حزب الله في لبنان، وفقا للتقارير الأمريكية.
ومع ازدياد حالة العزلة التي تعاني منها إيران، خاصة في ظل الحظر الذي تم فرضه على وسائل الإعلام العالمية في أعقاب مظاهرات 2017، أصبح من الصعب معرفة حقيقة الأوضاع على الأرض. وأصبح نقل صورة عن الحياة في إيران حكرا على عناصر المعارضة على وسائل التواصل الاجتماعي.
في هذا الملف سنستعرض الصراعات السياسية والأزمات الداخلية التي تعاني منها إيران، إلى جانب التعريف بشخصية قاسم سليماني قائد فيلق القدس، وخريطة تحالفاته في المنطقة.
رابط دائم: