ــ ا.ع.ق: يجب أن تكون علاقة الأستاذ بتلميذته كعلاقة الوالد مع ابنته أو الأخ مع أخته، غيرَ أن المشكلة أن الكثيرين من المعلمين والأساتذة لا يكون فارقُ السن بينهم وبين طالباتهم كبيرا، ولذا يجذبن المدرس العازب إلى أنفسهن فيخضعن معه بالقول، وسرعان ما تتغير النظرة إلى المحبَّة والعشق.
وللأستاذ حق البحث عن الزوجة من بينهن كما أن من حق الطالبة أن تتمنى أن يكون أستاذها زوجا لها إذا كان مثلا أعلى فى دينه وخلقه، وعلاوة على ذلك فقد تكمن منفعة للطالبة نفسها إذا تزوجها أحد الأساتذة الحريصين على العلم إنه سَيسمح لها بمواصلة دراستها العليا؛ إلا أن بعضهم يتلاعبون بهن، ويتخذون خدنات منهن ــ إن صح التعبير ــ وهذا هو مكمن الخطر.. وبصَراحة فإن مستقبل الطالبةِ مرهون بيد أستاذها، لذا ينبغى عليه أن يقوم بتعليمها وتربيتها وتثقيفها دون التلاعب بها، ويتحتم عليه ألا تتجاوز علاقته بها هذه الحدود، ولو فعل ذلك فلا يكون أمينا عليها، ويجب أن يراقب الله فى عمله، ولا يتبع الأهواء والشهوات فيضل عن سواء السبيل، وقال الشاعر:
إن السَّلامة من هند وجارتِها
أن لا تحُل بواد حَول واديها
إننا نحث الطالبات على الاهتمام بدُروسهن، وعلى الأستاذ إذا أعجب بطالبة، فليتجه إلى أهلها ليخطبها، ويتزوجها.
..................
ــ د. ق. ص: من العوامل المهمة التي تساعد المرء على إعادة ترتيب أوراقه أن يتبع الصراط المستقيم الذى هو سبيل المؤمنين، وليس المغضوب عليهم ولا الضالين لقوله تعالي: «اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ»(الفاتحة 6 و7)، وقوله أيضا: «وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» (الأنعام:153).. وعن الصراط المستقيم قال ابن القيم رحمه الله: «ولنذكر فيه قولا وجيزا؛ فإن الناس قد تنوعت عباراتهم عنه بحسب صفاته ومتعلقاته، وحقيقته شيء واحد، وهو طريق الله الذى نصبه لعباده ليصلوا إليه، ولا طريق إليه سواه، بل الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا طريقه الذى نصبه على ألسن رسله وجعله موصلا لعبادة الله، وهو إفراده بالعبادة، وإفراد رسله بالطاعة، فلا يشرك به أحد فى عبادته، ولا يشرك برسوله «صلى الله عليه وسلم» أحد فى طاعته، فيجرد التوحيد ويجرد متابعة الرسول، وهذا كله مضمون شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فأى شيء فسر به الصراط المستقيم، فهو داخل فى هذين الأصلين».
إن الصراط المستقيم يعنى معرفة الله وطاعته فيما أمر ونهي، وعبادته، والاعتصام بكتابه وسنة نبيه، واتباع النور الذى جاء من عنده، والالتزام بأوامره، والواجب على المرء أن يتبع صراطه جل وعلا، ولا يميل ولا تأخذه السبل الكثيرة التى تهوى به إلى ما لا تحمد عقباه، فكل من سلك سبيلا غير السبيل الذى جاء به الرسول لن يستطيع العبور على الصراط.
...................
ــ و.غ.ف: الإحسان أن يعبد المرء الله كأنه يراه، فلا يقع فى المحظور، ويصون سمعه وبصره وبطنه وجميع حواسه، بحيث تكون جميعا فى مقام مراقبة الله تعالى كما كان عليه حال السلف الصالح، وكما قال جابر رضى الله عنه: «إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم»، ويقول رسول الله: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء» وهو تفسير لقوله تعالي: «وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»، فالإحسان يرقِّى العبد إلى «درجة المحبوبية» لله، وأول ذلك؛ الإحسان إلى النفس بالعمل فيما ينفعها بحسن التعبد لله، وصدق الإيمان، وأداء الأركان، والرضا عن الرحمن، وحسن التوكل عليه، والمحبة لله ورسوله، وكثرة ذكره وشكره، ويأتى فى المرتبة الثانية الإحسان إلى الناس بما ينفعهم، من القول والفعل الحسن، فقد أمر الله تعالى بأن يكون قول المرء دائما حسنا «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا»، وخصّ غير المسلمين بالذكر فى آيات أخرى كما فى قوله سبحانه «وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ» وقوله: «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ».
وأمرنا الله بالفعل الحسن فى جميع الأعمال، ولا سيما فى مقام التعامل مع الناس وحواراتهم كما قال تعالي: «وَلَا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم» أو فى عمل الإنسان لنفسه كما قال صلى الله عليه وسلم: «أحسنوا صلاتكم، وأتموا ركوعكم وسجودكم»، واللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِين لإحسانهم إلى أنفسهم بالإيمان والعبادة والاستقامة، وإحسانهم لغيرهم بالقول والفعل والعطاء.
رابط دائم: