-
وزارة الكهرباء: خطة لتحويل الخطوط الهوائية إلى كابلات أرضية بتكلفة مليار جنيه بتمويل «التخطيط»
-
الأهالى: اضطرتنا الظروف المادية للسكن بجوار «الأبراج» لرخص ثمن الوحدات.. ونعيش تحت ظل الخوف
-
د. أيمن حمزة: أولوية التطوير للمناطق التى بها مدارس ومستشفيات.. وحادث أوسيم ليس له علاقة بتلك الأبراج
رغم الجهود الكبيرة التى بذلتها وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة لتحسين وتطوير الشبكات فى كل القطاعات والمناطق، فإنه مازالت هناك بعض المناطق تعانى مشكلات أبراج الضغط ذات الجهد المنخفض والمتوسط، خاصة فى أحياء القاهرة والجيزة ويعيش سكانها فى حالة من القلق، خوفا من انتشار الأمراض التى قد تحدث بسبب ارتفاع معدل الكهرباء المغناطيسية، خصوصا مع دخول فصل الشتاء ومع تساقط الأمطار التى قد تتسبب فى سقوط بعض «أسلاك الواير» علما بأن تلك الأبراج تم إنشاؤها قبل بناء تلك المساكن، وخلال السنوات الأخيرة، نجحت وزارة الكهرباء فى تحويل 84% من تلك الخطوط لكابلات أرضية.
«تحقيقات الأهرام» قامت بجولة فى عدد من المناطق بالقاهرة والجيزة ورصدت مخاوف السكان والأضرار المتوقعة.
«الموت فوق هضبة الأهرام»
بداية يقول محمد عبد الحليم - موظف ــ من سكان منطقة هضبة الأهرام بالجيزة، إن الوضع بالهضبة ينذر بكارثة فمعظم المساكن تعيش وسط أبراج الضغط العالى أو بالمعنى الأصح، أن العمارات تم بناؤها أسفل وبجانب أبراج الضغط العالى ويتساءل أين الرقابة من المسئولين عندما زحف العمران بجانب أبراج الضغط؟.
يشير المهندس على الشافعى من سكان الهضبة- إلى أن المنطقة تعانى العشوائية الشديدة، لكن الأخطر وجود المساكن تحت وبجانب خطوط الضغط العالى وللأسف معظم المواطنين يذهبون إلى تلك المناطق نظرا لرخص سعرها ناهيك عن أن معظم المبانى ليس لها تراخيص بناء، لكن للأسف أن شركتى الكهرباء والمياه تمنحانهم خدمة دون عدادات تحت بند عجيب اسمه «عداد الممارسة».
بينما يشير صلاح عفيفى مدرس بالهضبة ـ إلى أنه خلال الأعوام السابقة وبسبب هذه الأبراج، تقدمنا بشكاوى مرارا لشركة الكهرباء وكان الرد أنهم سوف يستبدلون بالأبراج، كابلات أرضية لمنع وقوع حوادث، كما أن الغريب فى الأمر هو إقامة كافيتيريات تحت أبراج الضغط دون رقيب أو حسيب.
من جانبه أكد اللواء محمد سامى بجمعية تعمير صحراء الاهرام بالهضبة: ان الحى هو السبب الرئيسى فى تلك المشكلة، حيث نقوم بعمل محاضر مستمرة للمعتدين على حرم الضغط العالى دون اتخاذ اى إجراءات من جانب الحى علما بأن خطوط الكهرباء قد أنشئت من قبل إنشاء المدينة بالكامل وأن البناء العشوائى وعمل محاور مرورية أسفل خطوط الجهد العالى دون التنسيق المسبق مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء، هو أحد الأسباب الرئيسية لتلك المشكلة، إذ إنه يجب أن يكون هناك نقاط محددة لإنشاء مثل هذه المحاور المرورية ولا يتم إنشاؤها فى أى مكان وبطريقة عشوائية وبمناطق منحدرة من الطريق، نظرا لاختلاف مناسيب أرض هضبة الأهرام بين ارتفاعات شاهقة ومناطق منحدرة بشكل كبير، علما بأن القانون قد أقر بوجود حرم يجب الالتزام به وعدم الاعتداء عليه، خاصة لمثل هذه الخطوط.
«من الهرم لمدينة نصر»
وفى مدينة نصر فى منطقة الطوب الرملى بالحى العاشر، تمر خطوط الضغط العالى بجانب المساكن يقول مصطفى سعد الدين - موظف ــ إن وجود خطوط الضغط العالى يمثل خطورة لوجودها بجانب المساكن لما تسببه من أضرار صحية كثيرة، ناهيك عن انتشار الكافيهات وافتراشهم تحت تلك الخطوط ويتساءل من المسئول عن ذلك وهل سننتظر حتى تقع كارثة؟
ويهون محمود رجب - صاحب أحد الكافيهات - من الأمر مؤكدا أن الوضع لا يشكل خطرا ولم نشهد وقوع حادثة واحدة منذ افتتاح الكافيه أسفل أبراج الضغط العالى منذ سبع سنوات.
غير أنه بالفعل ثبت وقوع أضرار كثيرة بسبب الإشعاعات الكهربائية الصادرة من الأسلاك، خصوصا على الأطفال أو المرضى كبار السن.
بينما تقول سعاد أحمد - موظفة- إنها شكت كثيرا لشركة الكهرباء بأنه قد تحدث مشكلة أو كارثة، بسبب هذة الخطوط، خاصة أن الأعوام السابقة -خصوصا فى فصل الشتاء- تساقطت أمطار غزيرة وتتناثر معها بعض الشظايا من أعلى الخطوط على الأرض وأى شخص يمر تحتها وقتها ستصعقه، وتحدثنا كثيرا مع المسئولين وكان ردهم أن الشركة سوف تغير هذه الخطوط.
«ضغط وسرطان وتشوه أجنة»
يشير الدكتور جمال البطران استشارى الأمراض النفسية والعصبية بجامعة القاهرة إلى أن العديد من الدراسات الطبية تؤكد أن الإرهاق النفسى والعصبى أول الأعراض التى يشعر بها المعرضون لأسلاك ومحطات وأبراج الضغط الكهربائى العالى يليها السهر والأرق فزيادة إيقاع العمل بالمخ تحول دون استرخاء الجسم الذى يحرم الفرد من النوم وبالتالى استرداد قواه ونشاطه.
ويضيف أن المعرضين لأسلاك الضغط العالي، من أكثر الناس عرضة على المدى الطويل للإصابة بسرطان الدم والأوعية الليمفاوية عند الأطفال خاصة وأشار البطران إلى دراسة أجريت بالمركز القومى للبحوث، أثبتت أن خطوط الضغط العالى تؤدى إلى العديد من الأمراض على رأسها »القلب، وتشوه الأجنة، وسرطان الدم، وسرطان الثدي« إضافة إلى تدمير البناء الكيميائى لخلايا الجسم والمادة الوراثية وتعطيل وظائف الخلايا واضطراب إفراز الإنزيمات فى الجسم واضطراب الدماغ والخمول والكسل واضطراب معدلات الكالسيوم والشرود والهذيان.
ويؤكد البطران أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من أبراج الضغط أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بنسبة تصل إلى 10 أضعاف من الذين يعيشون بعيدا عنها.
«خطة التطوير»
وضعنا تلك الشكاوى أمام مسئولى وزارة الكهرباء والطاقة للوقوف على أسباب المشكلة وللوصول إلى حل لهذه الظاهرة وتجنب حدوث أى كارثة مقبلة وكان رد الدكتور أيمن حمزة - المتحدث باسم وزارة الكهرباء - حيث أكد أنه فى إطار جهود قطاع الكهرباء للحفاظ على ارواح المواطنين وحرصا من الوزارة على رفع مستوى الخدمة المقدمة للجمهور، تجرى وزارة الكهرباء الآن خطة لتنفيذ تحويل الخطوط الهوائية للجهد المتوسط والمنخفض إلى كابلات أرضية.
وأضاف حمزة أنه بعد زحف الكتلة السكانية على مسارات الخطوط القائمة بالفعل والتى بشأنها تقوم شركات التوزيع بحصر هذه الخطوط، حيث إن الخطة تأتى أولويات تنفيذها فى المناطق ذات الأولوية القصوي، خاصة أعلى المدارس والمستشفيات العامة كمرحلة أولى فى التنفيذ.
وأوضح أنه يتم تنفيذ هذة الخطة بالتعاون والتنسيق بين الوزارة والجهات المعنية المتمثلة فى كل من وزارة التخطيط ووزارة المالية والمحافظات المختلفة على أن تقوم كل محافظة بتحديد المناطق التى سيتم نقل خطوط الكهرباء فيها وتحويلها لخطوط أرضية وترسل وزارة الكهرباء كشفا بها وأكد ان وزارة التخطيط ستقوم بتمويل تلك الخطة من خلال بند المشروعات الإستراتيجية بميزانية تقدر بحوالى مليار جنيه وقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى من الخطة.
وأكد الدكتور أيمن حمزة، أن حادث أوسيم الأخير ليس لة علاقة بتلك الأبراج التى تتوسط تلك المساكن فى الأحياء وأن الحادث جاء بسبب خطأ بشرى عند فك البرج بطريقة غير صحيحة أدت لسقوط أجزاء منه وذلك عن طريق أحد المقاولين التابعين للقطاع الخاص والمتعاقد معه لفك البرج.
وأكد المهندس محمد عبد الحكم - رئيس شركة جنوب الدلتا لتوزيع الكهرباء- أنه تم تعديل مسارات الخطوط الهوائية فى ثلاث محافظات هى الغربية والمنوفية والقليوبية وتحويلها إلى كابلات أرضية بتكلفة 157 مليون جنيه خلال العام المالى الماضى ضمن خطة إحلال وتجديد خطوط الجهد المتوسط والجهد المنخفض الهوائية المارة أعلى الكتل السكانية.
وفى محافظات الدقهلية ودمياط وكفر الشيخ يقول المهندس محمد عسل - رئيس شركة شمال الدلتا لتوزيع الكهرباء- إنه تم الانتهاء من تنفيذ 84 % من خطة تحويل الخطوط الهوائية إلى كابلات أرضية بتكلفة «66 مليون جنيه» شملت تنفيذ 300 عملية تجديد وتحويل مسارات للخطوط.
رابط دائم: