بعد الإعلان رسميا عن توجيه اتهامات بالفساد ضد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو فى ثلاث قضايا, انقسم الشارع الإسرائيلى بين مؤيد ورافض لرحيل نيتانياهو, حيث نظم مؤيدوه مظاهرة أمام منزله مرددين انه أفضل رئيس وزراء حكم إسرائيل، رفضوا تقديمه للمحاكمة فى حين طالب معارضوه بتقديم استقالته.
المتظاهرون المؤيدون والمعارضون لنيتانياهو نظموا المظاهرة أمام مقر إقامته فى القدس عقب نشر قرار المستشار القانونى للحكومة افيخاى مندلبليت بتقديم لوائح اتهام بقضايا رشوة وخيانة أمانة فى الملفات 4000 و 1000و 2000. نيتانياهو شارك هو الآخر بكتابة تغريدات على تويتر يهاجم فيها منظومة القضاء فى إسرائيل.
وحذر أحد مؤيدى نيتانياهو من انه سيقع هنا زلزال إذا ما تم تقديم نيتانياهو للمحاكمة, مشيرا إلى أن الغضب يملأ نفوس كل مؤيديه. وفى المظاهرة هتف مؤيدو نيتانياهو بأن الفساد الحقيقى يكمن فى الدكتاتورية القضائية. ويوضح أبراهام شفيرا أحد المتظاهرين المؤيدين لنيتانياهو «جئنا لكى نقول لنيتانياهو لست وحدك نحن معك ويضيف ان نيتانياهو هو أفضل من تولى رئاسة وزراء إسرائيل وانا على يقين من براءته وان ما يحدث هو مطاردة سياسية له ولزوجته ولنجليه». متظاهر آخر يدعى نداف قال: ان نيتانياهو هو الوحيد الذى يهتم بشعب إسرائيل وهو الوحيد الذى وضع إسرائيل على الخريطة الدولية ويضيف انه مثلما يجرى التحقيق مع نيتانياهو عليهم أيضا التحقيق مع من يستحقون ذلك وهم: بنى جانتس وأعضاء آخرن فى الكنيست فهم جزء من منظومة فساد حقيقية ويؤكد نداف «سوف نظل نؤيد نيتانياهو تحت أى ظروف وفى كل الأحوال, وأنا على يقين أنه سيستمر فى قيادة إسرائيل لفترة أخري, وأن من يستحق أن يقبع فى السجن هم من حققوا مع نيتانياهو». وفى الوقت نفسه أصدر عدد متزايد من السياسيين بيانات أعربوا فيها عن دعمهم لنيتانياهو حيث قال وزير الخارجية يسرائيل كاتس, وهو شخصية رئيسية فى الليكود وظل صامتا بعد الإعلان عن توجيه الاتهامات إنه يدعم نيتانياهو، مشيرا إلى أن إسرائيل دولة قانون وافتراض البراءة هو حق لكل شخص، وبالتأكيد لرئيس الوزراء ومادام إنه لا يوجد هناك ما يمنع نيتانياهو قانونيا من شغل منصب رئيس الوزراء، يحق له البقاء فى منصبه، وفقط المواطنون وممثلوهم فى الكنيست سيقررون بشكل ديمقراطى من سيقود إسرائيل. أيضا قال وزير العلوم أوفير أكونيس إنه يجب اعتبار نيتانياهو بريئا إلى أن يتم إثبات عكس ذلك، وأضاف من خلال معرفتى به منذ 25 عاما، والتى عرفت العديد من التقلبات، أعلن دعمى لرئيس الوزراء بل أقدر بدرجة أكبر مساهمته على مدى سنوات عديدة لإسرائيل. وأشاد وزير التربية والتعليم، الذى يدعم حزبه «البيت اليهودى» نيتانياهو، بتفانى رئيس الوزراء في خدمة إسرائيل وأكد أنه لم يتم إدانته بعد بارتكاب أى جريمة. وقال: فى هذا الوقت العصيب، أود أن أشد على يد رئيس الوزراء وأصلى أن تتضح الأمور وتظهر العدالة إلى النور. دافع عنه أيضا وزير المواصلات بيتسلئيل سموتريتش، الذى يشكل حزبه «الاتحاد الوطني» جزءا من تحالف مع «البيت اليهودى» وعلى الرغم من إشرافه على وزارة العدل التى أصدرت لائحة الاتهام أشار الوزير من الليكود أمير أوحانا إلى أنه يعتقد أن رئيس الوزراء بريء من كل التهم الموجهة إليه. وكتب أوحانا فى بيان نشره على تويتر بنيامين نيتانياهو ليس رجلا فاسدا. أنا فخور بالوقوف إلى جانبه فى هذه اللحظة وواثق تماما من أن التاريخ سيثبت أن هذا هو الجانب الصحيح الذى يجب الوقوف فى صفه وسارع العديد من حلفاء نيتانياهو السياسيين إلى توحيد الصفوف دفاعا عنه وأيدوا مزاعمه بأن النيابة العامة والشرطة يحاولان تنفيذ انقلاب للإطاحة به من السلطة باستخدام اتهامات كاذبة بالفساد
على الجانب الآخر تظاهر نشطاء حزب العمل أمام مقر حزب الليكود فى تل أبيب ضد نيتانياهو للمطالبة باستقالته،. وقال حزب العمل فى بيان له إن الوقت قد حان كى يقوم الليكود بالضغط على نيتانياهو لتقديم استقالته لتجنب انتخابات جديدة، ستجرى فقط لخدمة المصالح القانونية الشخصية لنيتانياهو وقالت حركة تسمى من أجل جودة الحكم والتى تصف نفسها بأنها غير سياسية، إنها ستنظم مظاهرة كبيرة فى 30 نوفمبر للمطالبة بإقالة نيتانياهو. ويبقى أمام الكنيست ثلاثة أسابيع لإيجاد مرشح لرئاسة الوزراء يتمتع بدعم 61 من أعضاء الكنيست. بعد أن أعلن حزب اسرائيل بيتنا، الذى يعتبر صانع الملوك، إنه لن يدعم حكومة ضيقة من أى نوع.
رابط دائم: