عندما يذكر فيلم «سيدة البحر»، تتجدد طرح النبوءة بأن الأعوام المقبلة ستشهد توهجا للسينما السعودية. الفيلم يتناول قصة فتاة تدعى حياة تواجه التقاليد المتصلبة لأسرتها وأهل قريتها لتملك زمام أمرها فى مواجهة كل الضغوط والمتغيرات. وخلال لقاء مفتوح نظمه مهرجان القاهرة السينمائى، أوضحت مخرجة الفيلم شهد أمين أن رسالة الفيلم تؤكد الانقلاب على عهد طويل لم يكن للفتاة فيه مكانة متقدمة، «ولكن ذلك فى سبيله للتغير وبشكل ثورى»، وفقا لشهد، التى أكدت انها كانت تسعى أيضا لمصالحة حياة على جسدها.
وحول وصفها الفيلم بالواقعى المتضمن مشاهد فانتازيا، أوضحت شهد انها سعت لاستخدام لغة بصرية شائقة، وتحقيق تجربة سينمائية من خارج الصندوق.
وحول نهاية الفيلم، أوضحت شهد أنها تعمدت ترك النهاية مفتوحة، لإدماج المتلقى فى عملية الاستنتاج لدلالة المشهد الختامي، الذى يتضمن عودة مياه البحر، مما يرمز لعورة الحياة إلى شخصية حياة بالفيلم. وأكدت شهد أن «الرمزية» كانت مسيطرة كأداة أكثر من الحوار.
وحول مقدمات اهتمامها بالعمل السينمائى، أوضحت شهد أنها بدأت الميل للعمل بهذا المجال منذ سن العاشرة، وزادت على ذلك بدراستها السينما، التى وجهتها بعيدا عن الإعجاب بالدراما السعودية. وكان تحديها الأكبر، اهتمامها بالفنون البصرية فى صناعة السينما العربية التى تعتمد على الحوار.
بدأت شهد بسلسلة من الأفلام القصيرة قبل أن تقدم فيلمها الروائى الأول، مؤكدة أن أبرز المعوقات التى واجهتها كان تطوير نفسها أولا، وثم التمويل. وأوضحت أن رغم الانفتاح والاهتمام بالسينما السعودية، فإن «سيدة البحر» لم تعرض إلا فى مهرجان «الدمام».
ويعتبر الفيلم إنتاجا عربيا مشتركا لتصويره فى سلطنة عمان، بدعم إنتاج عراقى، موضحة ان اختيار إحدى قرى عمان كان الأنسب للتصوير. وأعربت عن سعادتها بأنه بعد سنوات من إنتاج أفلام لا تعرض فى السعودية، فإن مرحلة التطور الذى تشهده السعودية حاليا تبشر بانتعاش الحركة السينمائية لاستغلال الفرصة التاريخية وإنتاج أفلام ذات محتوى ثرى ورسالة.
رابط دائم: