رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

السير فوق «أشواك» الأكراد!

شريف سمير
الأكراد.. المأساة مستمرة

يعشق الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أسلوب تصفية الحسابات اعتمادا على كل الامتيازات التى فاز بها بعد تحويل السلطة فى عهده من النظام البرلمانى إلى الرئاسى، ومنذ تلك اللحظة وهو يواظب على ابتلاع الخصوم السياسيين والتخلص منهم رويدا رويدا لحين الاستحواذ الكامل على الدولة دون شريك أو منافس.. ولأن الأكراد صداع مزمن فى رأس أردوغان وهو فى مهد طموحه، تعددت محاولاته وجولاته للقضاء على وجودهم فى الداخل.. ولم تكن مطاردتهم خارج الحدود فى جبهات سوريا والعراق إلا مباراة ودية إعدادا للمباراة المصيرية المتمثلة فى قطع الرءوس المحركة لحلم «الدولة الكردية» من صفوف المعارضة.

«تصدير أزماته ونكساته الداخلية إلى خارج الحدود».. جملة قاطعة قالها البرلمانى الكردى التركى، فرهاد إنجو فى أحد اللقاءات التليفزيونية معلقا على مناورات أردوغان الجهنمية وفلسفة نظامه القائمة على مبدأ عدم تقبّل الرأى الآخر، بل المُختلف دينياً أو عرقيا، وأكثر مشهد يجسد هذه الحقيقة سلسلة الإقالات التى أطلقها الرئيس التركى باستبعاد ٤ رؤساء بلديات أكراد فى إطار حملة واسعة النطاق على حزب «الشعوب الديمقراطى» المؤيد للأكراد ليبلغ بذلك عدد مسئولى المحليات المعزولين بعد انتخابهم «شرعيا» ٢٠ رئيس بلدية فى ٢٠١٩ ..

وإمعانا فى تجريد الولايات التركية الحيوية من القوة الكردية، عينت وزارة الداخلية التركية اثنين من السكان المحليين فى منطقتين بمدينة ديار بكر، باعتبارها أكبر مدينة فى جنوب شرق البلاد الذى تقطنه أغلبية كردية. ولجأ أردوغان إلى تصعيد إجراءاته الانتقامية ضد الحزب الوحيد الذى انتقد العملية العسكرية التركية فى شمال سوريا ووصفها بـ «الغزو»، وانخرط فى مسلسل تقليص سيطرة المعارضة على الولايات ذات التأثير الانتخابى، تزامنا مع حملة تطهير شرسة شملت اعتقال وتسريح آلاف الموظفين والعسكريين ورموز القضاء والإعلام، وأنهكت حزب العدالة والتنمية الحاكم أمام الرأى العام.

تكميم أفواه وقمع أمنى واستئصال المعارضة .. عوامل كافية تماما لتتراجع نسبة الإقبال على أى انتخابات سياسية ويعزف الناخبون الأتراك عن التصويت، وتدريجيا يكفرون بكل مبادئ وتاريخ «العدالة والتنمية» على ضوء سياسة التربص المعلن بأى صوت آخر ..وسرعان ما اتسعت رقعة الانقسامات بداخله على نحو غير مسبوق وسط تداول معلومات عن مخطط لاغتيال بعض شخصيات المعارضة على رأسهم عمدة إسطنبول الجديد، أكرم إمام أوغلو ..

وصولا إلى انشقاق وتمرد كل من الرئيس السابق عبد الله جول ورئيس الوزراء المستقيل أحمد داوود أوغلو، وتكوين تحالف مضاد رفضا لمنهج أردوغان الذى خسر حتى الآن ما يقارب من مليون عضو من «العدالة والتنمية» فى فترة زمنية قياسية!. واقتصاديا، أفضت سياسات أردوغان إلى ركود اقتصادى انعكس على تآكل شعبية الحزب الحاكم، وبداية حصاد اختياراته تجلت فى هزيمة مرشحيه فى الانتخابات البلدية.

فمن واقع بيانات رسمية حديثة تعيش تركيا حالة متعثرة من الديون الخارجية والداخلية الثقيلة وانهيار العملة، حيث بلغ عجز الميزانية ١٧٫٧١ مليار ليرة (٣ مليارات دولار) فى سبتمبر الماضى، إذا ما أصر الرئيس العنيد على السير فى طريق الاضطهاد العرقى والسياسى ضد خصومه، وخصوصا الأكراد .. ذلك الغريم الأول الذى يراقب أخطاء أردوغان ويحشد الأدوات والظروف لإنهاء عصره .. والأمس قبل اليوم!.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق