لا يموت من يبقي في ضمائرنا ويترك ذكري مضيئة في عقولنا ووجداننا، يذوب الجسد الواهن وتبقي الروح العظيمة، وروح شادية، صوتها وأفلامها، ستبقي خالدة مثل الأرض والنيل والأهرامات، كانت الفرح للحزاني، والأمل للتعساء. عبر المحرومون بحور اليأس بصوتها، وعمرت بروعة أفلامها بيوتا، وحين تخاصموا صالحتهم أغانيها.
شادية تاريخ فني طويل حافل من الإبداع .. 500 أغنية، 115 فيلما، 10 مسلسلات إذاعية، ومسرحية واحدة، وتوجت مشوارها بالعشق الإلهي، أحبت كل الناس، وبادلها الناس حبا بحب، وأحبت وطنها فجعلت من الغناء الوطني عشقا له مذاق مختلف، وأصبح الوطن هو المحبوب الذي تعشقه بكل جوارحها.
ورغم مرور السنين ستظل سيرة حياتها باقية لا تخضع لقانون النسيان بل تنبض دائما بالحب والمرح والتوهج،والألم أيضا.. تزوجت خلال مشوارها ثلاث مرات، وفي كل مرة كان حلمها أن تسمع كلمة «ماما» التي كانت تعادل عندها الدنيا بكنوزها، وإذا كان ابن شقيقها «طاهر» قد عاش في كنفها، وإذا كان قد اعتاد أن يناديها «ماما» فإن هذا لم يكن كافيا، فقد كانت تريد أن تسمع الكلمة الساحرة من ابن حملته في أحشائها، صحيح انها أم لجميع أطفال العائلة، تغمرهم بحنانها وهداياها.. لكن ظلت مشاعر الأمومة الحقيقية حبيسة أعماقها، بسبب بعض الأزواج الأنانيين الذين كانوا يريدونها وردة جميلة، يستمتعون بعبيرها، دون أن يكون لها الحق في تحقيق حلمها، ومع ذلك لم يمنع ذلك صاحبة الصوت الشجي..الحنون الدافيء والأداء البارع المتنوع - وكأنها صاحبة شخصيات متعددة وملامح مختلفة- من أن تخطف قلوب الجماهير وتحتل مكانة «استثنائية» في وجدانهم مهما مرت السنوات. لم تختر شادية التربع علي عرش العقول والقلوب علي امتداد المنطقة العربية، ولكن الجماهير هي من اختارتها وبتصويت جماعي، لذا تحولت من مطربة جميلة الصوت وممثلة متمكنة، إلي معبودة الجماهير، والحب الحقيقي للمصريين والعرب.
رابط دائم: