رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

نحو الجمال

«السادة الركاب: أرجو ربط أحزمة المقاعد استعدادا للهبوط إلى القاهرة»... نسمعها، فنطل بسرعة من الشباك المقابل، وعيوننا تتلهف إلى رؤية قاهرتنا بعد غياب طويل، دام أسبوعا... ويسعد عينيك وقلبك منظرها وهى تتلألأ ضياء فتحمد الله على ما أفاء به على وطننا من نعمة السلام والسلامة: القاهرة جميلة، بل من أجمل مدن الدنيا، غير أن لمحبيها، وأنا منهم، بعض الملاحظات التى تزيد من جمالها جمالا:

ـ التماثيل فى مياديننا تحتاج إلى نظرة، لم يكن عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين فى ثوريته وأدبه واستباقه زمنه وعمق كتاباته بهذا القدر من الضآلة والنحافة التى يوحى بها تمثاله فى ميدان كوبرى الجلاء، فأنت إذا دققت النظر لأعلى، فلن تتمكن من إدراك تفاصيل التمثال، فهو أشبه بعود كبريت رفيع منصوب فوق عمود على قاعدة جرداء.. وهو يمثله فى أواخر أيامه متوكئا على عكازه وظهره وركبتاه منحنيتان!! ثم تمثال عبد المنعم رياض فى ميدانه هل تجد فيه ما يمثل البطولة والوطنية والشهادة!!؟؟ انظر إلى الفارق بينهما وبين تمثال نهضة مصر أمام الجامعة وتمثال إبراهيم باشا الفاتح فى ميدان (الأوبرا!!) ويبقى أكبر مياديننا وأهمها ميدان التحرير، حيث تسابقت الآراء والمقترحات لإقامة تمثال جدير به، وأرى أن يترك أمر إنشاء تماثيل مدينتنا لمجموعة من الفنانين والمعماريين المتخصصين ليقرروا ما هو الأنسب لبلد تمتد حضارته إلى آلاف السنين.

ـ تشهد مصر حاليا نهضة عالية الهمة فى شق الطرق بمئات الكيلو مترات، وتخترق جوانب البلاد طولا وعرضا وتحرص الدولة على ابراز كل نواحى الجمال فيها.. انظر مثلا إلى شارع الخليفة المأمون أمام نادى هليوبوليس، وقد تزين بالزهور الجميلة والنخل الملكى لكنك تنحرف يمينا إلى شارع صلاح سالم، فتفاجأ بمدينة للمقابر تمتد عشرات الكيلو مترات.. ليتنا نبعد أحبابنا عن هذه التجمعات السكنية بضجيجها وتلوثها إلى موقع هادئ جميل يليق بمكانتهم فى قلوبنا ولعلنا كحل مؤقت نحيطها بسياج من أشجار الفيكس وأحواض الزهور الجميلة تكريما لهم وإضفاء لجو من الصفاء وراحة النفس يليق بمحبتنا لهم.

د. خليل مصطفى الديوانى

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق