رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«ونس».. حيلة أميرة لدمج الأطفال السودانيين

كتبت ــ رحاب محسن
تجاوز الاختلاف عبر مبادرة «ونس»

واقعة جابت أخبارها مواقع التواصل الاجتماعى محليا حول تعرض فتى سودانى للتنمر فى شوارع مصر. ردة الفعل الشعبية الرافضة والتحرك السريع من جانب السلطات المصرية عكس التوافق لرفض مظاهر التنمر، والتوافق أيضا لحماية اللاجئين المقيمين وإدماجهم إيجابيا فى الحياة اليومية للمصريين.

ولكن من قبل هذه الواقعة والصخب الذى أحدثته، كانت أميرة المصرى تعى أهمية العمل من أجل إدماج الأطفال الوافدين إلى مصر كلاجئين من دول إفريقية وتحقيق التواصل الإيجابى بينهم وبين نظرائهم المصريين، للسيطرة منذ مراحل مبكرة على ظواهر التنمر والخطاب العنصري، لتحقيق تقبل أفضل للآخر.

أطلقت أميرة، الدارسة للعلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، مبادرة «ونس» بالمشاركة مع اثنين من السودانيين لدمج الأطفال السودانيين فى المجتمع المصرى عبر أداة الفن، وذلك اعتبارا من ديسمبر 2018. وتستهدف المبادرة أطفال اللاجئين فى الأعمار بين الثامنة والثالثة عشرة.

المرحلة الأولى للمبادرة التى بدأت ومازالت ناشطة فى محافظة الإسكندرية، كانت بدعم أحد البرامج الداعمة للمبادرات الشبابية الهادفة للإصلاح الاجتماعى فى مصر، ولكن بعد انتهاء فترة الدعم، أصبحت «ونس» قائمة على المجهودات الفردية للقائمين عليها، مع دعم بعض المنظمات التطوعية.

وأوضحت أميرة فى تصريحاتها للأهرام أن الهدف من المبادرة خدمة المجتمع ، والعمل على تغيير ما فيه من معتقدات خاطئة. .

وقالت : «وجدنا أن بعض القيم بدأت تتراجع فى مجتمعنا، وفى مقدمتها عدم تقبل الآخر، وعدم الالتزام بآداب الحوار، وإعلاء أداة العنف». وحول سبب تسمية المبادرة بـ «ونس»، أوضحت أميرة أنه «الأنسب»، للدلالة على الألفة والمحبة. ورأت أميرة أن أفضل السبل لتحقيق هدفها ستكون عبر «الفن»، فكان البدء فى استخدامه لتحقيق أهداف المبادرة.

وحول اختيار الوافدين السودانيين تحديدا، أوضحت أميرة أنهم يشكلون النسبة الأكبر من اللاجئين الأفارقة فى مصر، وبالأخص فى الإسكندرية حيث بدأت مبادرتها. فرأت أميرة أنهم الفئة الأكثر عرضة للتنمر. وعن كيفية تفعيل الفن، ذكرت أميرة، أنها كانت من خلال ورش فنية مثل : الرسم، والدراما المسرحية، وتشكيل الأوراق «الأوريجامي»، وإعادة التدوير، وورش عمل تتضمن ألعابا تدريبية عن السلام والتعايش والمساواة والحقوق والحريات.

أما عن الصعوبات التى مر بها أصحاب « ونس»، فتحكى أميرة أن طبيعة العمل مع اللاجئين تعكس شعورهم بكثير من القلق والخوف، خاصة فى بداية التعامل. ويرجع ذلك، وفقا لتجربة أميرة، إلى ما عانوه من عزلة وانطواء، ما جعل إقناعهم وعائلاتهم بالمشاركة بمثابة «مهمة صعبة». ولتجاوز مشاعر القلق هذه، حكت أميرة عن استعانة «ونس» بدعم «كنيسة القلب المقدس» بالاسكندرية حتى تصبح وسيطا بين فريق المبادرة وأولياء أمور الأطفال، لتوليد الثقة ودعم مصداقية «ونس» لديهم. ولكن بمجرد تجاوز هذه المرحلة الأولية، يبدأ «السحر» بالتواصل الإيجابى بين الأطفال الذين يتجاوزون عبر الفن والأنشطة المشتركة فكرة الاختلاف ، بحثا عن نقاط اللقاء.

وبالنسبة للمستقبل، كشفت أميرة عن حلمها فى توسع «ونس» جغرافيا بالانتقال إلى مناطق ومحافظات مختلفة خارج الاسكندرية. والواقع يؤكد أن «ونس» ستلقى ترحابا واسعا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق