اللقاء الثانى

إن كان فى إسداء المعروف متعة، فإن فى مقابلته بالشكر والعرفان سعادة يصعب وصفها، وهذا ما بدا فى عدة قصص إنسانية يمكن أن نطلق عليها.

أول لقاء كان بين البريطانية كيران شيخ - 25 عاما - التى تركتها والدتها عقب ولادتها مباشرة داخل إحدى كبائن التليفونات ورحلت، وجو كامبل - 55 عاما - الذى عثر عليها وقتها وأبلغ الشرطة ثم وضعها فى إحدى دور الرعاية وظل يتابعها وحاول أن يتبناها، ولكن طلبه قوبل بالرفض لأنه كان آنذاك غير متزوج. ثم تفرقا بعدما تبنتها أسرة باكستانية، وحينما كبرت أخبروها بقصة تبنيهم لها، مما دفعها للعودة لدار الرعاية لمعرفة أصولها فعلمت بأمر هذا الرجل مما دفعها للبحث عنه، ونشرت إعلانا بإحدى الصحف، وبالفعل اجتمعا مجددا.

فى الوقت نفسه، حاولت الفتاة الأمريكية لاشاى براون أن تعرب عن امتنانها للرقيب مايك مارونى، عضو سلاح الجو الأمريكى، الذى أنقذها هى وأسرتها بعد أن غمرت المياه منزلهم فى إعصار كاترينا عام 2005، بأن دعته بعد 12 عاما لمرافقتها فى حفل تخرجها

أما الفتاة الكردية ميڤان بابكر - 29 عاما - التى فرت مع أسرتها من العراق لهولندا كلاجئة فى بداية التسعينيات، فقد التقت عامل إغاثة، كان قد نظم لها حفل عيد ميلاد فى المخيم وهى فى الخامسة من عمرها وأهداها دراجة هوائية. وبعد 24 عاما، بحثت بابكر عنه من خلال «تويتر»، خلال 36 ساعة استطاعت الوصول له و ذهبت لتشكره وتلتقط الصور معه، وتضعها على حسابها وبجوارها كلمات الإطراء.

لقاء آخر جمع بين سيدة تدعى أماندا سكاربينتينى وممرضتها سوزان باركر، التى كانت قد اعتنت بها وهى رضيعة بعدما أصيبت بحروق بالغة إثر وقوع ماء مغلى عليها. وكانت أماندا تحتفظ بصورة نشرت ضمن التقرير السنوى للمستشفى عام 1977، لباركر وهى تحتضنها وهى ملفوفة بالشاش، لتبحث عنها طويلا حتى تصل لها عام 2015، بعدما استعانت بوسائل التواصل الاجتماعى، ونظم المستشفى لقاء جمعهما بعد 38 عاما.

أما الفتاة الأمريكية سالى تشانج، فقد تعرضت فى طفولتها للتعذيب من قبل والديها حتى أنقذها أحد الضباط منهما وظل مرافقا لها حتى أودعها دار رعاية ثم تفرقا، وظلت تشانج تبحث عنه حتى نجحت فى الوصول إليه بعدما التحقت بشرطة نيويورك ودعته لمقابلتها فى مقر عملها ليأتى لها حاملا الورد ويقابلها بدموع الفرحة.