رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الزواج «فى بيت العيلة» يعيد لم شمل الأسرة

منال بيومى

زواج الابناء فى بيت العائلة ظاهرة تتميز بها المجتمعات الريفية حيث الترابط الشديد بين أفراد الأسرة الواحدة، فيقوم الأب ببناء منزل بسيط مقسم لشقق صغيرة للذكور أما البنت فتتزوج فى منزل عائلة الزوج .. ومن الملاحظ أن هذه الظاهرة انتقلت على استحياء إلى المدن فاصبح الشغل الشاغل لكثير من الآباء تأسيس منزل كبير ليتسع للابناء ليأنسوا بالأحفاد فى سنوات الشيخوخة.

تقول الحاجة فاطمة السيد إن زوجها عاد من الخليج بعد قضاء أكثر من عشرين عاما ليستقر فى القاهرة وبعد عودته كان همه شراء قطعة أرض وبناء منزل ليسكن فيه مع الأبناء بعد زواجهم وتضيف رغم أن الفكرة مثالية فإن المشكلات التى تنشأ بين زوجات الأبناء لا حصر لها ولكن كله يهون «على حد تعبيرها» فى سبيل رؤية أحفادها كل صباح واستمتاعها بالجلوس معهم.

أما منى عبد الفتاح ـ موظفة ـ متزوجة منذ خمس سنوات فتحكى تجربتها فى بداية الزواج والسكن فى بيت اسرة زوجها قائلة انه تقدم لها وكان والداها فى غاية السعادة عندما علما بانه يمتلك شقة معقولة فى منزل والده وتم الزواج وبدأت المشكلات تطفو على السطح لتتدخل الحماة وأخت الزوج فى كل تفاصيل حياتها وفى طريقة تربيتها وعنايتها لأول مولود لها حتى شعرت أن الحياة أصبحت مستحيلة فتركت زوجها  واقامت عند والدها حتى يستطيع الزوج تدبير شقة اخرى ولو إيجار فرضخ لطلبها بعد سلسلة من المشكلات كادت تصل إلى المأذون.

تقول صفاء عبد الهادى إنها تقيم فى قرية تابعة بالقليوبية ومتزوجة فى بيت أسرة زوجها وبالرغم من أن حماتها لا تسيء معاملتها فإن التقاليد الريفية تفرض عليها خدمة جميع أفراد الاسرة وتنظيف المنزل بأكمله يوميا وحاولت أن تشكو لاسرتها إلا انها لم تجد اى استجابة فاضطرت للامتثال لظروفها القاسية.

وتعلق الدكتورة هالة منصور استاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس ان الاسر حريصة على تزويج الابناء فى منزل العائلة ظاهرة صحية وتعكس عودة الالفة للأسرة المصرية فالظروف الاقتصادية للأبناء وعدم مقدرتهما على شراء مسكن مناسب، ورغبة الآباء فى سكن الاولاد بالقرب منهم الدافع الأساسى لذلك فالموضوع له بعد اقتصادى وآخر اجتماعى لان هناك نوعا من الحماية الاجتماعية من قبل الاباء وايضا تكافل اقتصادى ... أما بعض السلبيات كالخلافات التى قد تتطفو على السطح  فى بعض الاحيان بين زوجة الابن والحماة فيمكن تلافيها من اجل تحقيق مناخ اجتماعى صحى لينشا  فيه الجيل الثالث من الاحفاد.

ويقول  الدكتور أحمد فخري، استشارى الصحة النفسية بجامعة عين شمس، إنه من المعروف أن الشعب المصرى او الأسرة المصرية على الأخص تهتم بفكرة العائلة الممتدة المتمثلة فى العزوة والأولاد والأحفاد المتجاورين بعضهم لبعض وذلك منذ قديم الأزل وظهر هذا جليا فى الريف المصرى والأحياء الشعبية ... ومع الزحف العمراني والزيادة السكانية طرات كثير من التغييرات على المجتمع المصرى منها فكرة السعى وراء لقمة العيش فى المدن أو السفر إلى الخارج مما غير فى تشكيل الأسرة المصرية فظهر ما يطلق عليه علماء النفس والاجتماع «الأسرة النووية»، حيث استقلت كل اسرة، مما أدى إلى انعزالها وأصبح هناك صعوبة فى التزاور ورؤية الأحفاد وكلها أمور تعبر عن سلبيات الحداثة فى المجتمع فقلت المشاركة الاجتماعية بين أولاد العم والخال وانتقال التراث من الأجداد للأحفاد أصبح صعبا مما ادى الى نوع من الاغتراب النفسى والمعنوى بين افرع العائلة المصرية مما أحيى لدى البعض فكرة لم الشمل، فلجأت بعض الأسر إلى فكرة الأسرة الممتدة التى تغلغلت بقوة فى الريف المصرى فأصبح على رب الأسرة إقامة الابناء معه فى نفس المسكن كذلك الحال بالنسبة للآباء المغتربين فعندما عادوا الى وطنهم ساعدتهم ظروفهم المادية الميسورة فى احياء الفكرة التى لها فوائد نفسية عديدة كالمساندة والمشاركة بين افراد الأسرة وانتقال التراث من الأجداد الى الأحفاد واحترام الصغير للكبير كما ان هناك فوائد اقتصادية إذا كان هناك أعمال مشتركة ومشاريع بين  الاشقاء وولاد العم او الخال مثلا، كل ذلك يتم داخل الاسرة الممتدة والكبيرة.

ويضيف ان هناك بعض السلبيات والمشكلات التى تبدو الافق اذا لم يسود التفاهم والمودة والتعاون بين افراد الاسرة والمقارنات بين الازواج والزوجات فى الدخل ونوعية الشخصية وغياب العدالة لو هناك مشروع مشترك مما يولد ضغوطا ومشكلات ويؤدى الى غياب المحبة والتواصل الجيد بين الأقارب تحت سقف واحد.

ويختتم الدكتور احمد فخرى حديثه قائلا: «إن الفوائد أكثر بكثير من السلبيات من الناحية النفسية فالأجواء صحية جدا للأطفال»، لذلك لابد من نبذ المقارنات والتحيز لفرع من الاسرة على حساب فرع آخر ولابد من المشاركة فى الآراء وفى الأعمال وحل المشكلات أولا باول دون تراكمها وان تكون الحماة او الجدة العنصر المدعم والمستمع للجميع دون انحياز أو تفرقة وأخيرا فالصدق والتعبير عن المشاعر بين جميع أفراد الأسرة هو الأساس للحياة فى البيت الكبير.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق