ليس بمقدور شعب أن يحقق تميزه ونهوضه الحضارى دون أن يتفاعل مع الفنون بمختلف تجلياتها على النحو الذى يجعلها مؤثرة فى مختلف مناحى الحياة، ومن هنا يمكن النظر الى قرار وزارة الثقافة بالسعودية بإعادة الموسيقى والفنون إلى المناهج الدراسية السعودية على أنه يمثل أحد أهداف برنامج جودة الحياة لرؤية 2030 المعنى بتحسين نمط حياة الفرد والأسرة فى المملكة، وذلك بعد انقطاع دام أربعة عقود كاملة.
القرار جاء بعد اتفاق وزير الثقافة السعودى الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان مع وزير التعليم حمد آل الشيخ لتفعيل بعض الفنون فى أنشطة ومناهج التعليم، ونقل صلاحية منح التصاريح للأنشطة والمسارات الثقافية والفنية المستحدثة إلى وزارة الثقافة، والترخيص لكيانات أهلية تعليمية متخصصة فى الفن والثقافة، والاستفادة من المسارح التعليمية.
نهضة شاملة تتكون وتستهدف السنوات الأولى للإنسان. ويعد محمد فدا، المدير الأسبق لـ «مدرسة الثغر النموذجية» التى تأسست فى جدة عام 1960، أول من أدخل أنشطة الموسيقى والمسرح والتمثيل والخطابة والمناظرات إلى مدارس البنين فى السعودية، وهو أحد التربويين الذين عرفوا بالصرامة وبتعزيزه للانضباط، بالإضافة إلى التطوير الذى انتهجه من خلال مدارس الثغر، عبر إدخال مادة اللغة الإنجليزية فى الصفوف الأولية واعتماد زى موحد لطلاب المدرسة.
هذه النهضة ستعود مجددا، ففى تقرير نشرته صحيفة «عكاظ» السعودية، فإن مواطنى المملكة سوف يتجاوزون أخيرا أحد أبرز التناقضات التى عايشوها طويلا، «فمن السهل شراء أداة موسيقية، ولكن من الصعب العثور على معهد أو مؤسسة لتلقى دروس عزف هذه الآلة».
المسألة كان حلها، وفقا لصحيفة «عكاظ» فى الخدمات التى يعرضها بشكل منفرد وغير منظم خبراء العزف بترك أرقام هواتفهم وسبل التواصل معهم عند أصحاب محال الأدوات الموسيقية. فهذه الجهود الفردية كانت السبيل لتعلم الراغبين إتقان التحكم فى الآلة المنشودة. وكانت منازل كبار العازفين السعوديين، وفقا إلى «عكاظ»، مثل سامى إحسان وغازى علي، مركزا غير رسمى لتعليم راغبى العزف وإتقان الفنون الموسيقية.
جمعية الثقافة والفنون فى جدة كانت أول من سارع بإعلان بشائر المرحلة الجديدة، والترويج لدورات تدريبية للفتيات لتعليمهن العزف على البيانو. ووفقا للصحافة السعودية، فإن الدورة التعليمية المعلن عنها لقيت قبولا واسعا من جانب المواطنات السعوديات، فاللقاء المنتظر مع الموسيقى يتحقق أخيرا.
رابط دائم: