هل تساءلت يوما كيف ستكون جنازتك؟ يبدو أن بعض الكوريين الجنوبيين لا ينتظرون الموت لمعرفة ذلك، فمنذ عام 2012 وحتى الآن شارك أكثر من 25 ألف شخص فى تجربة فريدة من نوعها أطلقوا عليها اسم «جنازة الأحياء»، وفيها تقام جميع مراسم الدفن الخاصة بالأموات ولكنها تستعين بأشخاص أحياء يقومون بالاستلقاء داخل تابوت مغلق لمدة 10 دقائق فى محاكاة للموت، رافعين شعار «الموت من أجل حياة أفضل».
ففى مركز «شفاء» بكوريا الجنوبية، يدخل المشتركون إلى قاعة مضاءة بشكل خافت حيث يجلسون بجانب التوابيت الخاصة بهم، وبعد محاضرة تعليمية وفيديو, يقوم كل مشترك بكتابة وصيته الخاصة به ويتم وضعهم فى كفن الدفن والاستلقاء فى التوابيت ويُترك المشاركون محبوسين فى ظلام دامس لمدة 10 دقائق.
الهدف من هذه التجربة على حد قول جيونج يونج مون، مدير المركز أن الجنازة الوهمية وسيلة لتقدير الحياة بشكل أفضل, ومن المهم المرور بتجربة الموت فى أثناء الحياة حتى نتمكن من التصالح مع المقربين إلينا قبل فوات الأوان ولنتمكن من عيش ما تبقى من حياتنا بشكل أفضل, كما انها وسيلة إلى التسامح والمصالحة مع الذات والعائلة والأصدقاء.
وبعد الخروج من توابيتهم صرح كثير من المشاركين فى هذه التجربة «المجانية» بأنهم شعروا بالانتعاش بشكل غريب بعد أن اكتسبوا منظورا جديدا للحياة, فقد أضاف الطالب الجامعى تشوى جين كيو، 28 عاما، أن الوقت الذى قضاه داخل التابوت جعله يغير طريقة تفكيره ،وقرر أن يطلق عمله الخاص بعد التخرج بدلا من دخول سوق العمل الذى يتميز بتنافسية عالية. أما إحدى المشاركات فقد أعربت عن أنها كانت تراودها أفكار انتحارية قبل خوضها هذه التجربة ولكنها الآن تشعر أن لحياتها قيمة كبيرة.
الملكة إليزابيث تناصر الحيوانات
لطاما كان التاج وقلادة الألماس ومعاطف الفرو بمثابة حجر الأساس لنمط أزياء الملكة إليزابيث الثانية فى العديد من المناسبات، ولكن يبدو أن هذا النمط على وشك أن يتغير بدءا من هذا العام بعد أن كشفت أحدث المذكرات الخاصة بأنجيلا كيلي, وهى المسئولة عن ملابس الملكة إليزابيث منذ فترة طويلة، عن خطتها للتوقف عن استخدام فراء الحيوان فى جميع أزيائها، واستبداله بفراء «اصطناعي»، وهو ما لاقى ترحيبا كبيرا من الجمهور البريطانى الذى يرفض حوالى 95% منه ارتداء الفراء الحقيقي. كما أشادت المنظمات المدافعة عن حقوق الحيوان وعلى رأسهم منظمة «بيتا» بهذا القرار، حيث قال ميمى بخيتشي، مدير البرامج الدولية فى المنظمة إن إتجاه الملكة الجديد بالاستغناء عن الفرو الحيوانى يتوافق مع العديد من العملاء والشركات والدول الذين لديهم تفكير مستقبلي، ويدركون أن مواد الفراء الصناعى أفضل للبيئة، وتجنب الحيوانات حياة تعيسة وموتا دمويا مؤلما.
الملكة إليزابيث لم تكن صاحبة المبادرة الأولى فى الاستغناء عن الفرو الطبيعى واستبداله بآخر «اصطناعي»، فقبلها أعلنت دار الأزياء الإيطالية «جوتشى» عام 2017 أن متاجرها أصبحت خالية من الفراء الطبيعى، وستقوم بعمل مزاد على جميع منتجات الفراء الحيوانية المتبقية لديها, كما أنه فى عام 2018، أصبح أسبوع الموضة فى لندن أول الأحداث الكبرى التى تلتزم بحظر الفراء. كما أعلن بيت أزياء «ماسي» أنه سيتوقف عن بيع منتجات الفراء بحلول فبراير عام 2021، مما يجعله أكبر تاجر تجزئة فى الولايات المتحدة يقوم بذلك، وفى الشهر الماضى أصبحت كاليفورنيا أول ولاية أمريكية تحظر منتجات فرو الحيوانات.
طرق جنوب إفريقيا.. بلاستيكية!
«التخلص من النفايات» و «تحسين جودة الطرق» مشكلتان طالما أزعجتا المسئولين فى جنوب إفريقيا, ويبدو أنهما فى طريقهما إلى الحل بعد أن قامت إحدى الشركات هناك باستخدام زجاجات الحليب البلاستيكية المعاد تدويرها فى تمهيد ورصف الطرق العامة, فمن المعروف أن الحفر والنتوءات البارزة فى الطرق العامة تتسبب فى خسائر تصل إلى حوالى 3,4 مليار دولار سنويا تنفق على إصلاح السيارات, وذلك وفقا لاتحاد جنوب إفريقيا للطرق.
لذلك فقد إستعانت الشركة بما يقرب من 40 ألف زجاجة حليب بلاستيكية معاد تدويرها، بسعة 1 لتر، فى صقل أكثر من 400 متر من طريق كليفديل، وتستخدم الشركة فى تمهيد الطرق الـ«بولى إيثيلين» عالى الكثافة، وهو بلاستيك سميك يستخدم عادة فى تصنيع زجاجات الحليب، حيث يقوم مصنع إعادة تدوير محلى بتحويل هذا البلاستيك إلى كرات يتم تسخينها حتى 190 درجة مئوية لكى تذوب وتختلط مع المواد المضافة. «لقد استطعنا أن نواجه أكبر التحديات فى البلاد، وهى النفايات ورصف الطرق لإنتاج أول طريق فى إفريقيا مصنوع من البلاستيك»، هكذا قال دونافان دين كوكيمور، مدير الشركة والذى أكد أن الأسفلت البلاستيكى ينتج انبعاثات سامة أقل من العمليات التقليدية، كما أنه أكثر صلابة ومقاوم للماء من الأسفلت التقليدى كما أنه سيجعل الطرق تعيش أطول من المعدل الطبيعى المقدر بـ20 عاما, هذا بجانب أن تكلفته أقل ويتحمل درجات حرارة تصل إلى 70 درجة مئوية (158 درجة فهرنهايت) وتصل إلى 22 درجة تحت الصفر.
ربما تعد جنوب إفريقيا هى الأولى إفريقيا فى استخدام الزجاجات البلاستيكية المعاد تدويرها فى رصف وتمهيد الطرق، ولكنها ليست الأولى عالميا، فقد سبقتها الهند بنحو 17 عاما، بالإضافة إلى العديد من بلدان أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا.
رابط دائم: