«نصف المجتمع» ما زال يحاول تغيير الصور النمطية السائدة والأفكار المجتمعية المغلوطة عنه، خاصة تلك التى تتم صياغتها باسم الدين، ليس بين النصف الآخر فقط.. دكتورة هبة صلاح، الباحثة بالمركز الإعلامى بدرا الإفتاء المصرية أطلقت مبادرتها «أصواتهن للسلام» فى سبتمبر الماضى لتغيير الأفكار المغلوطة حول النساء ولتوضيح بشكل مبسط ويسير المسئوليات والحقوق الفعلية للنساء وفقا للدين الإسلامي، حيث كشف عدم صحة بعض الأفكار الموروثة والصور النمطية بهذا الشأن.
المبادرة تم إطلاقها ضمن برنامج «الزمالة العربي»، برعاية مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمى للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
توضح الدكتورة هبة ردا على استفسار «الأهرام» حول مبادرتها، أن «العادات والتقاليد حددت للنساء طريقا لا يحيدن عنه، وخاصة فى المجتمعات الريفية» وضربت هبة أمثلة بقضايا «الختان» و«الزواج المبكر»، والنظرة السلبية للفتاة التى لم تتزوج.» واوضحت ان المبادرة تستهدف تعديل هذه الأفكار النمطية تدريجيا، والكشف عن حقيقة موقف الدين من هذه القضايا بالاستفادة من أدوات التواصل المتاحة فى العصر الحالي.
وذلك لرد الاعتبار للنساء ومنحهن اليد العليا للتحكم فى مصائرهن، وفقا لهبة التى بدأت سلسلة من المنشورات والتسجيلات المصورة فى هذا الصدد.
ويستهدف كل مقال أو تسجيل مصور مفهوما مغلوطا بعينه وتصحيحه باستخدام أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية. فتقول أن «التعليم هو السبيل الأوحد لرفع مستوى الوعي، والتعريف بالحقوق والواجبات لكل من الرجال والنساء»، وتؤكد هبة بحماس أن هذه المقالات والتسجيلات تستهدف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك فى المرحلة الأولى من المبادرة، التى تتسم بالتفاعلية وبها مساحة لمشاركة تجارب وشهادات من جانب رجال ونساء بالمجتمع المصرى والعربى حول مواقفهم من القضايا الخلافية المختلفة مثل تعليم المرأة وعملها أو استخدام « الحجاب» كمقياس لتقييم المرأة، أوالتعامل مع اسم المرأة كـ «عورة»، وغيرها من الممارسات .
وأضافت هبة أن من التحديات التى تواجهها «أصواتهن للسلام» عنصر «النساء» ذاته، لكونهن من «حراس العادات والتقاليد» والتى لا تعتبر ذات مرجعية دينية ولكنها من الرسوخ والقوة بحيث توجه المجتمع وتحدد دور المرأة تحديدا ظالما.
وثانى التحديات، كان حرص هبة على صياغة منشورات المبادرة بلغة سهلة تصل للعامة على اختلاف خلفياتهم الثقافية والتعليمية، موضحة إنها تستعد للمرحلة الثانية من مبادرتها بإعداد سلسلة من ورش العمل للتواصل مع الفئات المستهدفة فى قرى مصر والمناطق النائية بها للبدء من هناك، حيث إنها أكثر المناطق التى تبعد عن فكرة تغيير هذه المفاهيم المغلوطة.
وتقول «سنبدأ من الصفر فى المجتمعات الريفية، حيث إن مثل هذه المفاهيم متجذرة، ما يتطلب مجهودا أكبر لرفع الوعى بحقوق الإنسان وليس المرأة وحدها كما كفلها الدين».
رابط دائم: