رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الأسطى

علا الشافعى الصور من أرشيف الأهرام

ذات يوم سأل مدرس بإحدى المدارس الابتدائية تلاميذه وهم يستعدون لتقديم مسرحية على مسرح المدرسة مين يعرف يقلد الشيطان؟ فنهض أحد التلاميذ قائلا: «أنا يا أستاذ». وراح يقلد الشيطان بحركات ساخرة، وهو الأمر الذى كان كفيلا بأن يلفت نظر مدرسه، الذى كان يحمل أيضا اسم محمود عبد العزيز، فى مفارقة يصعب أن تتكرر وكان هذا التلميذ المعجون بالموهبة هو النجم المتفرد محمود عبد العزيز، ابن حى الورديان فى الإسكندرية، ذلك الحى الشعبى الذى أسهم فى نحت شخصيته الأصيلة.

عاش الطفل محمود طفولته «بالطول والعرض».

كانت عيناه مليئتين بالشقاوة كما روى عنه.

درس الزراعة وحصل على شهادة الماجستير فى تربية النحل. ومن هنا عرف قيمة الاختيار والتأمل، اللذين كانا رفيقى رحلته ومشواره.

لماذا النحل دون غيره؟ الإجابة ببساطة لأنّه كان مولعا بهذا العالم، فمملكة النحل تقدس النظام، والإخلاص فى العمل.

كان عبد العزيز يعشق النظام وشديد الإخلاص لفنه ولعل هذا كان مفتاح شخصية الشاب الوسيم الذى صار واحدا من كبار نجوم السينما المصرية والعربية.

فهو من النجوم القلائل الذين يملكون دائما إرادة الاختيار، لم يستسلم لقوانين السوق، وتركيبة الفتى الوسيم التى كانت تروق للمنتجين،ومبكرا أدرك أن التمرد هو طريق التميز فى الفن، وأن القدرة على الاختيار وتقديم أدوار كل منها يمثل علامة هو سر البقاء، وكان الصدق هو مفتاحه إلى القلوب، لذلك يستحق لقب «أسطى التمثيل».

وبعد عدد من الأدوار اللافتة جاءته فرصة فيلم «العار» فى الثمانينات ، ليقدم واحدا من أجمل أدواره، ومن بعدها حلق محمود فى مناطق أدائية متباينة.. أكثر من 80 عملا سينمائيا لشخصيات لا تنسى ، بالإضافة إلى أدوار تليفزيونية مهمة.

وفى الذكرى الثالثة لرحيله يظل محمود عبد العزيز تركيبة فريدة فى تاريخ الفن المصرى والعربي، لايشبه أحدا، فهو كالبركان دائم التجدد، وهو ذو ملامح شديدة الأرستقراطية، ولكن داخله تركيبة شعبية أصيلة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق