رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى ختام معرض الشارقة الدولى 38 للكتاب..
الترجمة بوابة الأدب العربى للعالمية

الشارقة ــ تهـانى صـلاح
جوخة الحارثى - جيللى ماكميلان - وألك مارش

  • أدب الرحلات باب واسع إلى معارف العالم وثقافات الشعوب

 

 

بحضور روائيين حصدوا نوبل للأدب ومخرجين سينمائيين عالميين حملوا جائزة الأوسكار، اختتمت أمس أنشطة معرض الشارقة الدولى للكتاب فى نسخته الـ 38 ، وشهدت تنوعاً وثراء فى الفعاليات الثقافية والفنية والأعمال المسرحية ورسومات القصص المصورة ، على مدى 11 يوما ، وبلغت نحو 789 فعالية شارك فيها نحو الفى ناشر من 81 دولة عربية وأجنبية، وتوجت جمهورية المكسيك ضيف شرف للمعرض.

 

واكب المعرض تتويج الشارقة هذا العام عاصمة عالمية للكتاب، تحت شعار «افتح كتاباً».. تفتح أذهاناً. ومن فعالياته المهمة: ندوة آداب عربية وفيها أكد الأدباء العرب المشاركون أن الترجمة هى البوابة الأساسية لدخول الأدب العربى إلى العالمية، وشددوا على أن الأدب العربى يمتلك مقومات المنافسة والقدرة على التفوق، وله بصمة عريقة تعود إلى مئات السنين وتمتد إلى عصرنا الحالي. وأكد الأديب التونسى د. محمد ميهوب. أن الأدب فى كل زمن يقوم على قيم تجعل كل عهد من عهوده قادراً على تقييم ما سبق، والاستعداد لكل مرحلة بما يناسبها من واقع، وأشار إلى أن الحركة الأدبية تسمو بالمزيد من النضج ، والإبداع المنبثق من التجديد، وضرب مثلا لذلك بأدب نجيب محفوظ، وطه حسين، وجبران والشعراء المهجريين.

وقال الكاتب الإماراتى عادل خزام إن التجديد هو إحدى الإشكاليات التى يعيشها الأدب العربي، خاصة بعد معرفة صور وأشكال لم تكن معروفة من قبل كالعالمية والتواصل الاجتماعى والصورة والتشكيل والمنافسة وصناعة النشر، وأضاف أن الأدب العربى يحتاج إلى مزيد من التعرف إلى التجارب العالمية فى صناعة النشر، والدعم الحكومي، والعناية أكثر بقطاع الترجمة كى يأخذ مكانته المستحقة عالمياً.

وفى الختام قال الأديب السعودى د. فهد العتيق إن اللغة العربية استطاعت عبر عصورها الأدبية المختلفة أن تتجاوز تقلباتها،وتحكم خيارات القارئ العربى والأجنبى بأسلوبها السلس، وطرحها المتجدد، ووجود سفراء كلمة استطاعوا وضع بصمة مميزة للأدب العربي، ومهدوا الطريق لظهور سفراء أدب للعربية على مر العصور.

الترجمة سر الفوز

وفى جلستها الحوارية أكدت الروائية العُمانية جوخة الحارثي، الفائزة بجائزة الرواية العالمية البوكر، عن روايتها سيدات القمر - سعيها المتواصل لملاحقة تاريخ الإنسان، موضحة أن روايتها تسلط الضوء عن قرب على التحولات التى أحدثها التطور التاريخى وما ترافق معه على المجتمع العُمانى المحُافظ وتحديداً النساء، داعية الأوساط الثقافية والقراء إلى الثقة أكثر بالأدباء العرب خاصة من فازت مؤلفاتهم المترجمة بجوائز عالمية. ولفتت الحارثى إلى أن الترجمة تقود للفوز بالجوائز لكن العمل الأصلى هو الأساس قائلة: أنا حملت بلادى وتاريخها وتشابكات العلاقات فيها ونقلتها بلغتى العربية للعالم، ليتعرف عليها. وتطرقت إلى تجربتها فى الكتابة للأطفال، مؤكدة أن الكتابة لهذه الفئة أكثر صعوبة من الكتابة للكبار، وقالت: قصصت على أطفالى الكثير مما تمتلئ به ذاكرتى من حديث الجدات والموروثات الشعبية، ووجدت أنهم يرغبون بالمزيد، لهذا بدأت بسرد قصص من نسج خيالى عليهم، واكتشفت أننى قادرة على كتابة هذا النوع من الأدب، وعندما كانوا يتفاعلون معى أدركت أننى فى الطريق الصحيح.

أدب الرحلات

وحول أثر أدب الرحلات فى تعزيز ثقافة الإنسان وتدعيم جسور التواصل بين الشعوب، عقدت جلسة بعنوان « دعنا نجد بعض الأماكن الجميلة»، أدارتها الأديبة بديعة الهاشمى بحضور الكاتب الليبى أحمد الفيتوري، والروائى المصرى إيمان يحيى والصحافية الموزمبيقية جورجينا جودوين،

وتحدثوا عن أهمية السفر ودوره باعتباره البوابة التى تفتح على معارف العالم وخبرات وثقافات الشعوب، مؤكدين دور الكتاب فى نقل الإنسان من مكانه صوب عوالم مليئة بالجمال والدهشة، وان السفر هو بحث عن أشياء تكمن فى داخل الانسان وتقرّ فى قلبه، وكتاب «الخيميائي» لباولو كويلو مثال على هذا النوع من الإبداع الإنساني، وعلينا أن نأخذ أدب السفر بالكثير من الواقعية حيث يجعلنا أدب الرحلات نرى العالم بعيون الآخرين ونكتشفهم عن قرب.

عودة الشعر

وشهدت فاعلية «عودة الشعر» جلسة حوارية تناولت غياب الشعر العربى فى ظل طغيان وسائل التواصل الاجتماعى والمنافسة الشديدة التى يواجهها الشعر مع القصة والرواية. وفيها أكد الشاعر الإماراتى على الشعالى أن الشعر استطاع إثبات حضوره وتحقيق مكانته، وأن هناك مبادرات شجاعة من المؤسسات الحكومية والخاصة لتعزيز حضوره على الساحة الثقافية وسط الفنون الأخري، لافتاً إلى أن عودة الشعر ليتبوأ مكانته اللائقة به هى نتيجة جهد مشترك من الشاعر والقارئ كليهما.

وأضاف الشاعر الإماراتى حسن النجار أنه ليس هناك فن آخر منافس للشعر فى هذا العصر، وأنه لا تجوز مقارنة الشعر بالرواية والقصة، وانتقد النظرة الخاطئة لمن يظنون أن الشعر، مقصور على العرب القدامى ، ودعا النجار إلى ضرورة شرح مفهوم الشعر للطلاب فى المدارس ومؤسسات التعليم بطريقة محببة تعتمد على تربية الذوق والحس والشعور وتقريب الصور الفنية، ونبه كل شاعر إلى ضرورة أن يسعى لإيصال صوته للجمهور، من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى.

الواقع هو الملهم

وسادت أجواء القصص البوليسية والجريمة، جلسة جمعت أربعة كتابٍ عرب وأجانب متخصّصين فى مجال كتابة الرواية البوليسية، ناقشوا خلالها كيفية بنائها واستحضار أفكارها وابتكار شخصياتها ومصادر إلهامهم ورسائلهم من وراء الكتابة فى هذا النمط الأدبي.

حيث تحدث كلٌ من الكاتب السعودى أحمد خالد مصطفى والمصرى عمرو عبد الحميد والكاتبين الإنجليزيين جيللى ماكميلان ووألِك مارش، عن تجربته مع كتابة الرواية البوليسية وأدب الجريمة.

قالت جيللى ماكميلان إنّها مهتمة بشخصية المحقّق فى هذه الروايات، ومعنية به قبل أى تفاصيل أخرى فى بنية العمل الأدبي، وإن بناء هذه الشخصية المحورية بشكلٍ سليم يعزّز التشويق والإثارة فى العمل. كاشفةً أن رواياتها تستند إلى وقائع حقيقية وجرائم مرعبة حدثت لأشخاصٍ تعرفهم.

أما الروائى وألِك مارش، فأكّد أن العالم الواقعى هو أفضل مكانٍ يمكن أن ينطلق منه الكاتب وهو ينسج الخيوط الأولى لعمله الروائي، وأنّه إذا أراد أى مبتدئٍ فى كتابة الرواية البوليسية الشروع فى عمله الأول، فعليه أن ينزل إلى الشارع، وأن يختلط بالناس ليسمع منهم قصصًا تُلهمه وتكون بمثابة مادةٍ لصنع كتاباته.

اقرأ الفيلم

وضمن فعاليات «مبادرة اقرأ- الفيلم» استضاف المعرض النجمة والكاتبة الهندية أنوجا شوشان، صاحبة الكتاب الأكثر مبيعاً «عامل زويا»، والممثلة الشهيرة سونا مكابور التى لعبت دور البطولة فى الفيلم المستوحى«من كتابها الشهير، فى جلسة بعنوان من الكتاب «إلى بوليوود» استعرضتا خلالها جوانب من مسيرتهما المهنية والفنية الحافلة، والتجربة المتميزة التى جمعتهما فى حب الكلمة المقروءة. وأكدت عمق العلاقة بين الأدب والسينما، وأن الكتاب الجيد يمثل مصدر إلهام قيّما فى صناعة الأفلام السينمائية.

العربية ومواقع التواصل

وحول تأثير مواقع التواصل الاجتماعى على واقع اللغة العربية، تحدث باسل طعمة رئيس قسم الكتابة الإبداعية فى وكالة « ليلك للتسويق» فى جلسة حوارية حول مشكلات الترجمة إلى العربية، وحجم الأخطاء اللغوية التى يرتكبها بعض الأفراد والشركات خلال الكتابة على الفضاء الإلكتروني، فأكد أن استخدام اللغة العربية فى مواقع التواصل قليل جداً حيث يتجه البعض إلى الانجليزية ليثبت أنه متطور، وعلى اطلاع ومعرفة، فى حين أنه يجب المخاطبة باللغة التى ينتمى إليها الحضور، وأن تكون بسيطة وسهلة الاستيعاب.

ولفت طعمة إلى ظهور مشكلة الازدواجية اللغوية، وهى مزج اللهجة العامية بالفصحى فى المحتوي، ومشكلة الثنائية اللغوية وهى استخدام المفردات الانجليزية بجانب المفردات العربية.

النشر الإفريقي

وعلى مدى ثلاثة أيام ناقش مؤتمر الناشرين بحضور أكثر من 500 ناشر من مختلف دول العالم واقع النشر الإفريقى وأبرز التحديات والقضايا التى تسهم فى دعم مستقبل هذه الصناعة التنموية المهمة فى القارّة، والدعوة لضرورة دعم أسواق النشر فيها، بحضور هوجو سيتزر رئيس الاتحاد الدولى للناشرين، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمى نائب رئيس الاتحاد الدولى للناشرين والذى عقد بالتعاون مع الاتحاد الدولى للناشرين، وشبكة اتحاد الناشرين الإفريقيين.فى غرفة تجارة وصناعة الشارقة.

وأوضحت الشيخة بدور أن المؤتمرات الإقليمية التى نظمها الاتحاد الدولى للناشرين فى القارة الإفريقية، نجحت فى تنفيذ خطط العمل على أرض الواقع، موضحة أن لجنة خطة عمل لاجوس التى انبثقت عن المؤتمر الإقليمى الأول الذى عقد عام 2018، تطورت لتصبح لجنة خطة عمل إفريقيا، وأنها ستقوم بمهمة التطوير، لافتة إلى أن هذه اللجنة تتولى مهمة النظر فى المشروعات الرائدة التى سيتم تقديمها، خلال المؤتمر الإقليمى المقبل بالمغرب عام 2020.


أنوجا شوشان - باسل طعمة

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق