الحكمة تقول «لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد» وتقول أيضا «ما حك جلدك مثل ظفرك» مضمون هذه الحكم دولى ومتداول من ثقافة إلى أخرى، ولكن يبدو أن البعض ببساطة لا يسمع، وإذا سمع لا يتعظ، ومن هنا يزيد ثقل الكارثة.
والكارثة هذه المرة جرت على أراضى الصين، وبدأت بداية كلاسيكية
رجل أعمال فقد رشده بفعل المنافسة، حتى إنه قرر الاستعانة بقاتل مأجور للتخلص من منافسه. مسألة مؤسفة لكن كثيرا تتكرر من بلد إلى آخر وبفعل المنافسة أو غيرها من الدوافع. رجل الأعمال الحانق ويدعى تان يوهيو كان مدفوعا بغضبه من فعلة منافسه ويدعى وى، بعد أن رفع دعوى قضائية ضده.
استعان الحانق يوهيو بقاتل مأجور معروف بالاسم الحركى «تشى جيونجان» ودفع له مبلغ مليونى يوان صينى (ما يتجاوز أكثر من 282 ألف دولار) ولكن رجل الأعمال الحانق ما كان يدرى أن قاتله المأجور سوف يكلف غيره بالمهمة، فقد سعى جيونجان إلى الاتفاق مع قاتل آخر ومنحه نصف المبلغ الذى حصله مسبقا، وهو مليون يوان صينى.
والمبكى المضحك، أن القاتل الجديد فعل الأمر ذاته، فاحتفظ لذاته بقسم من المبلغ، وكلف قاتلا ثالثا بالمهمة مقابل 270 ألف يوان صينى، مع وعد بدفع نصف مليون يوان بعد إتمام العملية ونجاحها.
ولكن، فيما يبدو أن «فيروسا» أصاب القاتلين المأجورين فى الصين، القاتل الجديد، قام هو الآخر بتكليف شخص رابع.
واستمرت عملية القتل بالوكالة ستة أشهر كاملة حتى بلغ القاتل الخامس، وهنا بدأ فصل جديد فى فصول الجريمة الطريفة.
فقد قرر آخر القتلة المأجورين «لينج زيانسى» أن يتوجه مباشرة إلى الهدف، رجل الأعمال المراد قتله «وى» وقام بالفعل بإطلاعه على الأمر كله والتكليف بخصوص تعقبه والقضاء عليه، وعرض عليه أن يساعد فى تزييف واقعة مقتله وإيهام الجميع وتحديدا منافسه اللدود بأنه انتهى، حتى يتمكن من الإفلات بحياته. وتظاهر «وى» بالموافقة على عرض «القتل المزيف» وقبل بأن يتم التقاط بعض الصور له وهو مقيد وعليه مظاهر ترجح مقتله.
وظن القاتل الأخير أنه نجح وعاد بالخبر المزيف والصور المزيفة أيضا إلى المتعاقد معه، وهكذا انتشر الخبر عبر سلسلة وكلاء القتل حتى بلغ مسامع رجل الأعمال الحانق. ولكن المفاجأة كانت فى توجه «وى» إلى الشرطة الصينية ليطلعهم على القصة كاملة. وبدأت المحاكمة الأغرب لرجل الأعمال الحانق وقتلته المأجورين الخمسة، ليصدر حكم بالسجن خمسة أعوام ضده، أما قتلته، فنال كل واحد منهم حكما يتراوح بين عامين وأربعة. ويفلت الهدف «وى» الذى تم التآمر طوال شهور من أجل القضاء عليه ولم يفلح منافسه وتابعوه من تنفيذ مرادهم.
رابط دائم: